دخلت دولة الإمارات على خط أزمة سد النهضة، عبر لعب دور الوسيط لرأب الصدع بين إثيوبيا ودولتي المصب مصر والسودان.
وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، إن وفدا من وزارة الخارجية الإماراتية اختتم اليوم الأربعاء زيارة للسودان استغرقت يوما واحدا.
وتأتي الزيارة في "إطار الجهود الاماراتية لتقريب وجهات النظر بين السودان ومصر وإثيوبيا لكسر جمود مفاوضات سد النهضة الإثيوبي"، بحسب المصدر ذاته.
ونقلت "سونا" عن مصدر مطلع لم تسمه، إن الوفد الإماراتي التقى مسؤولين في وزارتي الخارجية والري والموارد المائية السودانية.
وأوضح أن الوفد استمع من المسؤولين السودانيين إلى شرح مفصل حول موقف الخرطوم في ملف سد النهضة.
وبحسب المصدر فإن "المبادرة الإماراتية لم تأت بطلب من السودان".
وتحتفظ الإمارات بعلاقات جيدة مع كل من مصر والسودان وإثيوبيا، لذلك قد يمكن التعويل عليها في حل الخلاف المتصاعد بين الدول الثلاثة.
وبحسب صحيفة "العين" الإماراتية فإنه "منذ تولي آبي أحمد رئاسة وزراء إثيوبيا في أبريل/نيسان 2018، تشهد العلاقات الإماراتية الإثيوبية تطورا في مختلف المجالات، خاصة على صعيد الاقتصاد وتدفق الاستثمارات الإماراتية".
وأمس الثلاثاء، قدمت وزارة الخارجية السودانية، اشتراطات جديدة للعودة إلى مفاوضات "سد النهضة" مع إثيوبيا ومصر، ملوحة باللجوء لخيارات أخرى.
ولم يوضح وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين إسماعيل، طبيعة الاشتراطات الجديدة للعودة الى المفاوضات، لكنه قال "إنها قدمت لدولة جنوب إفريقيا باعتبارها رئيس الاتحاد الأفريقي لإجراء محادثات ذات جدوى حول القضية"، وذلك حسب صحيفة "السوداني".
وأعرب الوزير قمر الدين، عن أمله بأن "تكون الدورة الجديدة للاتحاد الأفريقي في فبراير/ شباط المقبل، جولة أخرى لتحقيق ما يصبو إليه السودان وإلا سيكون له خيارات فيما يلي هذا الملف".
وأمس الاول (الاثنين)، أعرب السودان عن احتجاجه بشدة لدى الاتحاد الإفريقي على إعلان إثيوبيا الاستمرار في ملء بحيرة سد النهضة في يوليو/تموز المقبل، سواء تم التوصل لاتفاق أم لا.
وكانت وزارة الخارجية المصرية أعلنت أن الاجتماع السداسي الذي عقد، يوم الأحد الماضي، لبحث أزمة سد النهضة أخفق في تحقيق أي تقدم. وعزت الوزارة الإخفاق في إحراز تقدم إلى "خلافات حول كيفية استئناف المفاوضات والجوانب الإجرائية ذات الصلة بإدارة العملية التفاوضية".
فيما قال السودان إنه "لا يمكن الاستمرار فيما وصفه بـ"الدائرة المفرغة" من المباحثات الدائرية إلى ما لا نهاية بالنظر لما يمثله سد النهضة من تهديد". وقالت وكالة الأنباء السودانية إن "الاجتماع السداسي بين وزراء الخارجية والري في السودان ومصر وإثيوبيا، فشل في التوصل لصيغة مقبولة لمواصلة التفاوض حول سد النهضة الإثيوبي".