تحالف البريكس، الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، على وشك تحقيق إنجاز مالي كبير من خلال تطوير نظام دفع مستقل يمكنه تجاوز الدولار الأمريكي.
ووفقا لموقع واتشر جوري، تهدف هذه المبادرة، التي يمكن أن تشمل أكثر من 50 دولة، إلى تسوية المعاملات عبر الحدود مع تقليل الاعتماد على الدولار، مما قد يعيد تشكيل المشهد المالي العالمي. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها جهد استراتيجي لتعزيز العملات المحلية وتقليل تأثير الدولار الأمريكي في التجارة الدولية.
تعمل كتلة البريكس على زيادة نفوذها بشكل مضطرد في التمويل العالمي، مع توسعها الأخير ليشمل إيران ومصر وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة، ليصل إجمالي عدد الدول الأعضاء إلى تسعة.
أدى هذا النمو إلى تعزيز تطوير بنية تحتية جديدة للمدفوعات، على غرار نظام سويفت، المعروف باسم جسر البريكس. وقد تم الترحيب بالمبادرة باعتبارها "قنبلة عالمية" بسبب تأثيرها المحتمل على النظام المالي العالمي.
أكدت فالنتينا ماتفيينكو، رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، التقدم الذي أحرزته هذه المبادرة، وسلطت الضوء على المناقشات داخل إطار مجموعة البريكس حول إنشاء نظام مستقل للمدفوعات المتبادلة.
شدد ماتفينكو على أهمية هذا التطور، مشيرًا إلى أنه يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو التخلص من الدولار، خاصة بالنسبة للدول النامية التي تسعى إلى تقليل اعتمادها المالي على الولايات المتحدة. "إذا نجح الأمر، فسيكون بمثابة قنبلة على مستوى العالم، بالمعنى الأفضل". وأشارت إلى احتمال الموافقة على النظام خلال قمة البريكس السنوية لعام 2024.
يشكل الدفع نحو نظام دفع مستقل من قبل دول البريكس جزءا من استراتيجية أوسع للتخلص من الدولار، وخاصة بين روسيا والهند، اللتين تناقشان بنشاط زيادة استخدام العملات المحلية في التجارة الثنائية. وكان هذا التحول بعيدا عن الدولار الأمريكي موضوعا متكررا داخل تحالف البريكس، مما يعكس رغبة جماعية في تحدي هيمنة الدولار وتعزيز السيادة المالية.
ومن المتوقع أن يسهل نظام جسر البريكس هذا التحول من خلال توفير منصة قوية للمعاملات عبر الحدود بالعملات المحلية للتحالف. وهذا يمكن أن يعزز بشكل كبير رؤية هذه العملات واستخدامها على المسرح العالمي، مما قد يغير ديناميكيات التجارة والتمويل الدوليين.
في حين يمثل نظام الدفع في البريكس خطوة جريئة نحو الاستقلال المالي، فإنه يواجه أيضا تحديات كبيرة. إن إنشاء بديل لنظام سويفت الذي يهيمن عليه الدولار الأمريكي يتطلب تنسيقا مكثفا بين الدول الأعضاء، وبنية تحتية تكنولوجية قوية، وإرادة سياسية لمقاومة ردود الفعل العنيفة المحتملة من الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى.
ومع ذلك، فإن الزخم وراء مبادرة البريكس يشير إلى أن التحالف جاد في إعادة تعريف النظام المالي العالمي. ومن المتوقع أن تكون قمة البريكس المقبلة لعام 2024 لحظة حاسمة للمبادرة، مما يحتمل أن يمهد الطريق للإطلاق الرسمي لجسر البريكس.