كشف مسؤولون مطلعون على مفاوضات الهدنة أن مصر حملت الانفراجه في المحادثات بعد أن نجحت في إقناع قادة حركة حماس على تحديد إطار جديد لصفقة المحتجزين الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، ما دفع الصفقة للأمام وتسبب في إحراز تقدم كبير في المفاوضات التي من المقرر أن تعقد في الدوحة خلال الأيام القليلة المقبلة، ما يمهد لإتمام الهدنة قبل شهر رمضان الكريم.
كواليس مفاوضات الدوحة بشأن غزة
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، فإنه من المقرر أن يسافر وفد إسرائيلي إلى قطر للمشاركة في المفاوضات بشأن صفقة إطلاق سراح المحتجزين بعد أن تم إطلاع حكومة الحرب على المحادثات التي عقدت في باريس يوم الجمعة وتلقي إحاطة من المسؤولين المفاوضين.
وتابعت أنه في حين أن إسرائيل والولايات المتحدة تظهران تفاؤلا حذرا بشأن إطار صفقة المحتجزين مع حماس التي حددتها مصر في محادثات باريس الأخيرة، فقد أعرب مسؤولون كبار في حماس يوم السبت عن حذرهم بشأن اتفاق محتمل مع إسرائيل وقالوا إن شرطهم لإنهاء الحرب في غزة لا يزال قائما.
وأكد طاهر النونو، المستشار الإعلامي لزعيم حركة حماس، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو "يريد مواصلة الحرب حتى لو كانت تتعارض مع المصالح الإسرائيلية"، وأضاف أن حركة حماس تواصل المطالبة بإنهاء الحرب وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
وقال: "من المستحيل الحديث عن وقف مؤقت لإطلاق النار دون وقف الحرب ودحر الاحتلال وتوصيل المساعدات الإنسانية، ولن نتنازل عن هذه الشروط"، وأضاف: "لم نصل بعد إلى مرحلة مناقشة تبادل الأسرى".
وقال محمود المرداوي، المسؤول الكبير في حماس: "لقد قام العدو بصياغة رواية حول المفاوضات لا علاقة لنا بها".
وأوضحت الصحيفة أن سيتم إطلاق سراح 15 أسيرًا فلسطينيًا يقضون أحكامًا طويلة مقابل كل محتجز إسرائيلي ليس جنديًا في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن كل يوم توقف في القتال، وأضاف المصدر أن المرحلة الأولى من الصفقة ستشمل إطلاق سراح "جميع الإسرائيليين الذين ليسوا جنودا".
وقال مسؤول مصري إن الوسطاء ينتظرون الرد الرسمي الإسرائيلي على الاقتراح، ووفقا له، فإن الاقتراح سيسمح لمئات شاحنات المساعدات بدخول غزة يوميا، بما في ذلك شمال القطاع، وأضاف أن الجانبين سيتفقان على أنه خلال محادثات وقف إطلاق النار، ستستمر المناقشات من أجل إطلاق سراح المزيد من المحتجزين ووقف دائم للحرب.
بدأت صفقة المحتجزين السابقة أيضًا بإطلاق سراح 50 محتجز إسرائيلي وانتهت بالإفراج عن أكثر من 100 محتجز، ويأمل الوسطاء في الانتهاء من جميع التفاصيل خلال الأسبوعين المقبلين حتى يمكن إبرام الصفقة قبل شهر رمضان الذي يبدأ في 10 مارس.
ومن المقرر أن يناقش الطرفان خلال المفاوضات بنود الاتفاق وتفاصيله، بما في ذلك القضايا الأساسية المتعلقة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
تصر إسرائيل على إعطاء الأولوية لإطلاق سراح النساء والأطفال الإسرائيليين المتفق عليهما خلال الصفقة السابقة، ما يعني أنه سيتم إطلاق سراح ثلاثة أسرى فلسطينيين لكل محتجز إسرائيلية - لكنها توافق على أن يكون عدد السجناء في حالة المحتجزين المرضى والذكور تغيير، وتشير التقديرات إلى أنه سيتم إطلاق سراح بضع مئات من الأسرى الفلسطينيين إجمالًا خلال الصفقة – ولكن أقل من العدد الذي طالبت به حماس في البداية.
خلال المفاوضات، سيناقش الطرفان خطوط انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، حيث تطالب حماس سكان غزة بالعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع، ومن المتوقع أن تبدي إسرائيل مرونة هنا، وربما تسمح بعودة النساء والأطفال إلى شمال غزة، وعلى غرار الاتفاق السابق، تطالب حماس إسرائيل بالامتناع عن تشغيل الطائرات بدون طيار فوق غزة خلال وقف إطلاق النار.