
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بعيد النيروز، أو رأس السنة القبطية، وذلك من خلال إقامة صلوات وقداسات احتفالية بهذه المناسبة المباركة، التي تمثل بداية العام القبطي الجديد.
وبهذه المناسبة، هنأ قداسة البابا أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر ومختلف أنحاء العالم بحلول السنة القبطية الجديدة، مؤكدًا أن عيد النيروز هو عيد خاص بالكنيسة القبطية، يُعرف أيضًا بعيد الشهداء، ويصادف بدء عام 1742 للشهداء بحسب التقويم القبطي، الذي يُعد امتدادًا للتقويم المصري القديم.
وفي بداية عظته الأسبوعية، التي ألقاها من الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، أشار قداسة البابا إلى الطابع الزراعي للتقويم القبطي، نظرًا لارتباطه بالحياة الزراعية للمصريين القدماء على ضفاف نهر النيل، واستشهد ببعض أسماء الشهور القبطية وأمثالها الشعبية، مثل:
- توت: "ري ولا تفوت".
- هاتور: "الدهب المنتور".
- كيهك (كياك): "صباحك مساك، تقوم من على فطورك تدور على عشاك".
كما قدّم قداسته تهنئة خاصة للشعب المصري عمومًا، مؤكدًا أن هذا العيد يحمل بُعدًا وطنيًا، نظرًا لكون التقويم القبطي جزءًا من التراث المصري، وقد بدأ مع بداية حكم الإمبراطور الروماني دقلديانوس عام 284 ميلادية.
دعوة للسلام ورفض للعنف
وتزامنًا مع الاحتفالات بالسنة القبطية الجديدة، عبّر قداسة البابا تواضروس الثاني عن قلقه الشديد تجاه ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من صراعات وعنف وحروب، مؤكدًا إدانته القاطعة لكل أشكال الاعتداء على سيادة الدول والشعوب.
وقال قداسته: "ندين جميع أشكال العنف والصراع، كما نرفض سياسات الاعتداء على سيادة الشعوب والدول. نصلي من أجل ألا تتسع رقعة الحرب والقتال والتجويع، وكأن الإنسان فقد عقله."
وأضاف: "نصلي أن يحمي الله بلاد الشرق الأوسط، ويمنح القادة الحكمة والتعقل، لأن الحروب لا تأتي بنتائج حقيقية، والجميع فيها خاسر. نرجو من الله أن يمنحنا سنة جديدة يسودها السلام والطمأنينة، وأن تنجو الشعوب من الصراعات والآلام."
وتابع: "نذكر من يسعون إلى إشعال الحروب والصراعات بأن الإنسان سيقف يومًا أمام الله ليحاسبه عن كل أفعاله، فالله العادل لا ينسى الشر والعنف والخطيئة، وكل ما يسبب الألم للإنسانية."
واختتم كلمته بدعاء قائلاً: "صلوا لكي يبارك الله السنة الجديدة، ويجعلها سنة خير وفرح وهدوء وتعقل، وأن تكون بداية لتوبة الإنسان، وعودة بلادنا وبلدان المنطقة إلى السلام والنمو والاستقرار."