كرمت الجزائر، أمس السبت، شهداءها العسكريين الذين سقطوا خلال مواجهتهم حرائق غابات الجزائر التي اندلعت قبل أيام في شمال البلاد، ومحاولتهم إنقاذ المواطنين من لهيب النيران، حيث أكد الجيش الجزائري أنهم «أبطال ضحوا بأرواحهم من أجل إفشال المؤامرات الدنيئة التي يحيكها أعداء الجزائر».
رئيس الأركان يحيي شهداء حرائق غابات الجزائر
وحرص رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، الفريق السعيد شنڨريحة، على الانتقال إلى المستشفى المركزي للجيش، لإلقاء النظرة الأخيرة والترحم على أرواح شهداء الوطن في حرائق غابات الجزائر الأخيرة، الذين استشهدوا خلال عمليات إخماد الحرائق بكل من ولايتي تيزي وزو وبجاية، قبل توجيه الجثامين إلى ولاياتهم الأصلية.
وذكر بيان لوزارة الدفاع الجزائرية «أنه على إثر هذا المصاب الجلل الذي ألمّ بأمتنا جرّاء فقدانها ثلّة من خيرة أبنائها جراء هذه الحرائق الإجرامية، أكد (شنڨريحة) تعاطفه الكبير وتضامنه العميق مع عائلات الضحايا ومشاطرتهم آلامهم وأحزانهم»، مؤكدا أيضًا وقوف الجيش الوطني الشعبي إلى جانبهم مجددا لهم تعازيه الخالصة.
حرائق غابات الجزائر جريمة ضد الإنسانية والطبيعة
وقال مدير الإيصال والإعلام والتوجيه لأركان الجيش الوطني الشعبي: «إن هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم ووهبوا أرواحهم فداءً للوطن وإنقاذ إخوانهم المواطنين من لهيب نيران الحرائق الإجرامية، التي اندلعت في عدة مناطق من وطننا الغالي هي جرائم في حق الإنسانية وفي حق الطبيعة، حاول الأعداء من خلالها إشعال نار الفتنة وخلط الأوراق وزرع الفوضى والهلع واليأس في نفوس المواطنين، فوجدوا الرجال الأشاوس بالمرصاد، هؤلاء الأشاوس الذين رغم محاصرتهم بنيران الغابات الملتهبة من كل جانب، أبوا إلا أن يقاوموا ويصمدوا ويكافحوا النيران المتأججة بكل إصرار ومثابرة وإيمان، وأفشلوا المؤامرات والمخططات الدنيئة المعادية التي تستهدف الجزائر أرضا وشعبا، فقدموا أجمل صور التلاحم والتآزر والتضامن والتضحية والفداء».
وأشار بيان وزارة الدفاع الوطني الجزائرية، إلى أن 26 شهيدا تم توديعهم بالمستشفى المركزي للجيش بعين النعجة، ونفس المراسم تمت بالمستشفى الجهوي للجيش بقسنطينة بالناحية العسكرية الخامسة لتوديع 7 شهداء آخرين.
جاء ذلك في الوقت الذي كشفت فيه وحدات الحماية المدنية الجزائرية عن آخر تطورات محاولات إخماد حرائق غابات الجزائر خلال الـ24 ساعة الأخيرة، موضحة أنه تم إخماد 43 حريق غابة على مستوى 20 ولاية، وتتواصل الجهود لإخماد 29 حريقا عبر 13 ولاية.
تجنيد إمكانيات مادية وبشرية هائلة للسيطرة على حرائق الجزائر
وأوضحت الحماية المدنية الجزائرية، أنه للوقوف على إخماد هذه الحرائق تم تجنيد إمكانيات مادية وبشرية هائلة تتمثل في 7500 عون حماية مدنية، 490 شاحنة إخماد بالإضافة إلى 3 مروحيات هيلكوبتر من المجموعة الجوية للحماية المدنية، و5 مروحيات للجيش الوطني الشعبي وكذا طائرتي كنادير، حيث قامت مروحيات المجموعة الجوية للحماية المدنية والجيش الوطني الشعبي بـ235 عملية قذف الماء، بالإضافة 172 عملية قذف الماء لطائرتي كنادير عبر ولايات تيزي وزو، بجاية وولاية جيجل.