مصر تفتح أبواب الأمل: مؤتمر القاهرة للسلام يجمع القوى السودانية
02.06.2024 03:58
اهم اخبار العالم World News
الدستور
مصر تفتح أبواب الأمل: مؤتمر القاهرة للسلام يجمع القوى السودانية
حجم الخط
الدستور

في ظل الأزمات المتتالية التي تعصف بالسودان، تبرز مصر كلاعب رئيسي في مساعي السلام، مستضيفةً مؤتمرًا يهدف إلى توحيد القوى المدنية السودانية وإيجاد حلول جذرية للنزاعات المستمرة. 

يأتي هذا المؤتمر في وقت حرج، حيث تتزايد الحاجة إلى تدخل إقليمي فعّال يمكن أن يسهم في إحلال الاستقرار والسلام في المنطقة. تتجلى أهمية الدور المصري في تاريخها الطويل من العلاقات الوثيقة مع السودان وفي حرصها على تحقيق توازن دقيق بين مختلف الأطراف السودانية، مما يجعلها وسيطًا مثاليًا لهذه المفاوضات.

ترحيب سوداني

في الوقت الذي تتشابك فيه خيوط الأزمة السودانية، تقدم مصر نفسها كمنارة للأمل، معلنةً عن استضافة مؤتمر جامع للقوى المدنية السودانية في نهاية يونيو الجاري. الهدف واضح: توحيد الجهود لوقف الحرب وإرساء دعائم السلام في بلد يعاني منذ زمن طويل.

تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المصرية المتواصلة لدعم السودان، والتي تعكس العلاقات التاريخية والاجتماعية العميقة بين الشعبين. وتشير الدعوة المصرية إلى رغبة القاهرة في لعب دور بنّاء ومحايد في الشأن السوداني، مؤكدةً أهمية الحوار الوطني السوداني/السوداني واحترام سيادة السودان ووحدته الوطنية.

الترحيب بالمبادرة المصرية جاء واسعًا من مختلف الأطياف السياسية السودانية، تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، وحزب الأمة القومي، كلها أعربت عن استعدادها للمشاركة في المؤتمر بروح من الإيجابية والانفتاح، ويُظهر هذا الاستجابة الواسعة النطاق للدعوة المصرية، والتي تعكس الثقة في قدرة مصر على تسهيل الحوار وتقريب وجهات النظر.

استجابة للدعوة المصرية

تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية رحبت بالجهود المصرية لتحقيق السلام، حيث أشار المتحدث الرسمي باسم التنسيقية، بكري الجاك، إلى أن الدعوة المصرية قيد الدراسة من قبل الهيئة القيادية للتنسيقية، مؤكدًا أن هذه الخطوة تعكس التفاؤل المشوب بالحذر، حيث تدرس التنسيقية بجدية أبعاد الدعوة وكيفية تحقيق الأهداف المرجوة منها.

في السياق ذاته، أكد نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، جعفر الميرغني، استجابة حزبه للدعوة المصرية بحماس، بينما شدد القيادي في حزب الأمة القومي، عروة الصادق، على أن ما أعلنته وزارة الخارجية المصرية يعبر عن الرغبة المصرية في مساندة أشقائها، ولعب دور رئيس في حل الأزمات السودانية، مؤكدًا أن حزبه يستجيب للدعوة بحسن نية وقلب مفتوح، ودون اعتراض أو اشتراطات مسبقة.

لكن عروة حذر من إقحام عناصر التنظيم الإخواني وواجهاته في الدعوة حتى لا تتم إعاقة الجهود المصرية كما أعاقت من قبل الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق السلام، هذا التحذير يأتي في ظل مخاوف من تكرار السيناريوهات السابقة حيث تسببت بعض الأطراف في تعقيد الأمور بدلًا من حلها.

آمال كبيرة

من جانبه، رحب الناطق باسم التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، محيي الدين إبراهيم جمعة، بالدعوة المصرية، مؤكدًا أن مصر ظلت تدعم الشعب السوداني باستمرار، وأعرب عن أمله في أن يكون اللقاء بين السودانيين أنفسهم، وأن ينتهي دور مصر في تقريب وجهات النظر بين الأطراف.

من جهته، اعتبر المتحدث باسم حزب العربي الاشتراكي، عادل خلف الله، دعوة مصر لاستضافة مؤتمر للقوى السياسية والمدنية السودانية، دليلًا على تزايد الاهتمام الإقليمي والدولي بتداعيات استمرار الحرب في السودان، على السلم والاستقرار في الإقليم والمنطقة. وأشار إلى أن مصر من أكثر دول الجوار السوداني تأثرًا باستمرار الحرب وتداعياتها، أمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

تحديات أمام المؤتمر

بينما رحبت وزارة الخارجية السودانية بالدعوة المصرية، اشترطت دعوة ما يسمى بـ"المقاومة الشعبية" وهي مليشيا مسلحة تقاتل مع الجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع، كما اشترطت إبعاد الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيقاد من المشاركة. هذا الشرط قد يثير جدلًا واسعًا ويضع تحديات أمام تحقيق التوافق المطلوب في المؤتمر.

يأتي هذا المؤتمر في وقت حساس يشهد فيه السودان تجاذبات إقليمية ودولية أسهمت في إطالة أمد الحرب، بما أتاحته من هامش مناورة لأطرافها. هذه الدعوة المصرية تأتي بعد استضافة إثيوبيا لمؤتمر تنسيقية "تقدم"، مما يعكس التنافس الإقليمي على لعب دور الوسيط في الأزمة السودانية.

فرصة ذهبية

في السياق ذاته يقول مجدي عبد العزيز المحلل السياسي السوداني، إن المؤتمر يمثل فرصة ذهبية للقوى السودانية للجلوس على طاولة الحوار وتجاوز الخلافات، مضيفًا أن الدور المصري هنا يعكس عمق الرؤية المصرية لأهمية الاستقرار في السودان كجزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. 

وأضاف في تصريحات لـ"الدستور": “مع ذلك، يجب أن يكون الحوار شاملًا ومتوازنًا، بحيث يعكس جميع الأصوات داخل السودان، وأن تكون النتائج ملزمة لجميع الأطراف”.

 

وتابع عبد العزيز، أن القاهرة تقوم بدور الوسيط النزيه الذي يمكن أن يساعد في تقريب وجهات النظر وتسهيل الحوار، ومع ذلك، يجب أن يكون هناك التزام دولي بدعم القرارات التي ستخرج من المؤتمر لضمان تنفيذها، مضيفًا أن المؤتمر يمكن أن يكون بمثابة بداية جديدة للسودان إذا ما تم التعامل معه بحكمة ورؤية استراتيجية.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.