عندما تحاور المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية، تشعر بأنك أمام رجل مهموم بقضايا الرياضة المصرية، ويحمل على عاتقه جبلًا من المسئولية، ويسابق الزمن لتحقيق أهدافه وطموحه، خاصة بعد توليه المهمة فى فترة حرجة للغاية، عقب «تجميد» هشام حطب، رئيس اللجنة السابق.
ومع اقتراب العد التنازلى لدورة الألعاب الأوليمبية ٢٠٢٤، المقررة إقامتها فى العاصمة الفرنسية باريس، بدءًا من ٢٦ يوليو المقبل، التقت «الدستور» المهندس ياسر إدريس، للحديث عن طموحات البعثة المصرية فى الدورة المنتظرة، وحقيقة ما حدث مع هشام حطب، وموقف الاثنين من الترشح فى الانتخابات المقبلة للجنة الأوليمبية، وغيرها من التفاصيل.
■ بداية.. ما موقفك من الترشح على منصب رئاسة اللجنة الأوليمبية؟
- إن شاء الله سأخوض الانتخابات على منصب رئيس اللجنة الأوليمبية. لدىّ أفكار وطموحات أرغب فى تنفيذها على أرض الوقع، خاصة بعدما توليت مهمة رئاسة اللجنة فى توقيت غاية فى الصعوبة، ولم تكن أمامى خيارات سوى قبول المهمة الصعبة، لأن هدفنا حماية الرياضة المصرية من التجميد.
■ هل يحق لهشام حطب خوض انتخابات اللجنة الأوليمبية فى الدورة المقبلة؟
- لا، لا يحق لهشام حطب الترشح فى الدورة المقبلة، فهو محروم من تولى أى منصب رياضى بحكم القانون.
■ هل حدث أى حوار بينك وبين هشام حطب منذ قرار الإطاحة به من منصبه؟
- لم يحدث أى حوار بينى وبينه، ولم أتحدث معه من قبل رحيله عن اللجنة بـ٤ أشهر كاملة، وأنا شخصيًا كنت ضد سياسته وإدارته اللجنة الأوليمبية.
■ يقال إن كل قرارت اللجنة الأوليمبية فى عهد هشام حطب كانت بالإجماع.. ما تعليقك؟
- غير صحيح.. لا بد أن أوضح الحقيقة فى هذا الشأن، لقد رفضت التوقيع على ١٦ جلسة لمجلس الإدارة فى عهد هشام حطب، وكنت رافضًا طريقة إدارته اللجنة، كما سبق أن أشرت.
بطبيعتى أرفض التعليق على قرارات مجلس الإدارة، أيضًا احترامًا لباقى الزملاء فى المجلس لم أعقب على أى قرار، وكنت ألتزم الصمت، لكن لا بد أن يعلم الجميع أننى كنت ضد كل قرارات هشام حطب، وهذا مُثبت من خلال محاضر جلسات مجلس الإدارة.
■ ما حقيقة وجود «بيزنس» خاص بينك وبين هشام حطب؟
- كلام «هجص» ليس له أى أساس من الصحة، أنا مهندس ولى «بيزنس» خاص بى، ولم يحدث فى يوم من الأيام أن كانت هناك شراكة بينى وبين هشام حطب فى أى مشاريع.. سمعت كثيرًا هذا الكلام، وكنت أرفض التعليق أو الرد عليه.
■ هل هناك خلاف بينك وبين شريف العريان، سكرتير عام اللجنة الأوليمبية؟
- للأسف سمعت هذا الكلام، لكن ليس له أى أساس من الصحة، وعلاقتى بشريف العريان ممتازة، لأن فكره عال ويحب عمله جدًا ومتعاون بشكل كبير، لذا فإن من يطلق مثل هذه الشائعات غرضه دائمًا افتعال أزمات. الحقيقة أن مجلس إدارة اللجنة الأوليمبية مترابط جدًا، وهناك تعاون ولغة حوار بين الجميع، والاختلاف فى وجهات النظر أمر صحى، ولا يفسد للود قضية.
■ يتردد أيضًا أن اللجنة الأوليمبية تمر بظروف مالية فى غاية الصعوبة.. هل هذا صحيح؟
- لا بد أن نعترف بأن خزينة اللجنة الأوليمبية خاوية وتعانى بشدة، لكن ليس معنى ذلك أن المجلس الحالى سيقف عاجزًا عن إيجاد حلول، وقريبًا ستكون هناك انفراجة كبيرة للجنة ستسعد كل الرياضيين.
■ هل يمكنك أن توضح أكثر؟
- إن شاء الله خلال أيام ستوقع اللجنة الأوليمبية عقود رعاية ضخمة لم تحدث فى تاريخها، وهذا يدل على ثقة الدولة ورجال الأعمال والرعاة فى مجلس إدارة اللجنة، الذى يعمل ليل نهار من أجل عودة الرياضة المصرية إلى المكانة العالمية. ورغم أن مجلس الإدارة لم يتبق له سوى شهور قليلة قبل الانتخابات المقبلة، فإنه نجح فى الاتفاق على هذه العقود بمبالغ ضخمة ستكون مفاجأة للجميع.
■ هل توافق على استمرار لجنة «التسوية والتحكيم» داخل اللجنة الأوليمبية؟
- أوافق، لكن بشروط. أرفض أن يكون رئيس اللجنة الأوليمبية هو نفسه رئيس لجنة «التسوية والتحكيم». يجب أن تكون لجنة منفصلة، وليس من الضرورى أن يرأسها رئيس اللجنة الأوليمبية، كما كان فى عهد هشام حطب.
■ ما أكثر شىء يشغل تفكيرك هذه الأيام؟
- لا أخفى عليك أننى لا أشعر بطعم النوم، وقلق جدًا بسبب قرب موعد انطلاق دورة الألعاب الأوليمبية، ودائمًا ما أفكر فى مشاركة البعثة فى هذا الحدث الكبير، ما يجعلنى دائمًا فى حالة توتر مستمرة، حتى إننى أصحو من نومى مزعجًا، بسبب تفكيرى المتواصل فى الدورة المنتظرة فى باريس هذا الصيف.
■ ما القرار الذى ندمت على اتخاذه؟
- لو عاد بى الزمن لن أترشح لأى منصب رياضى، وسبق للوالد- رحمة الله عليه- أن نصحنى بعدم الترشح لعضوية مجلس إدارة الزمالك تحت السن، لكننى لم أسمع نصيحته، وخضت الانتخابات وحصلت على أعلى الأصوات، وكان ذلك بدعم من الوالد نفسه، الذى لم يتركنى فى الانتخابات، رغم اعتراضه على قرارى من البداية. والحمد لله حصلت على خبرات كبيرة جدًا من وجودى فى مجلس إدارة الزمالك، صاحب الشعبية الكبيرة فى مصر والقارة الإفريقية.
ورفضت أن يخوض ابنى المعركة الانتخابية الأخيرة فى نادى الزمالك، رغم أن الكابتن حسين لبيب طلب ضمه إلى قائمته، لكننى اعتذرت له، وفضلت أن أنفذ نصيحة الجد على حفيده، فطالبته بالتركيز فى عمله الخاص، والابتعاد عن العمل التطوعى، حتى لا يتعرض لنفس الضغوط التى تعرضت لها ومنذ خضت أول تجربة فى انتخابات الزمالك، ومن بعدها تدرجت فى المناصب حتى وصلت لرئاسة الاتحاد المصرى للسباحة، ثم رئاسة اللجنة الأوليمبية.
■ كيف تقيّم أداء مجلس الزمالك الحالى برئاسة حسين لبيب؟
- سعيد جدًا بما وصل إليه مجلس الزمالك الحالى، وعلى يقين من أن المجلس سيعبر بالنادى إلى بر الأمان، رغم الضغوط التى يتعرض لها، فى ظل خبرات أعضاء المجلس وثقتهم الكبيرة، التى ستكون سببًا فى نجاحهم وقيادتهم «القلعة البيضاء» لمزيد من الإنجازات والنجاحات وتخطى كل الصعاب.
■ أخيرًا.. ما عدد الميداليات التى تتوقع حصدها فى دورة الألعاب الأوليمبية باريس ٢٠٢٤؟
- أتمنى التوفيق لكل اللاعبين المصريين المشاركين فى دورة الألعاب الأوليمبية المقبلة، ونأمل أن نحصد بين ٧ و١١ ميدالية، وأتوقع أن منتخبى كرة القدم واليد قريبان من حصد ميدالية أوليمبية.
كما أن السلاح ورفع الأثقال والمصارعة والخماسى الحديث والتايكوندو ستكون لها نصيب فى التتويج بعدد من الميداليات بعون الله، إلى جانب ألعاب أخرى نضع آمالًا عريضة على تتويجها بميداليات.
ماذا عن علاقة اللجنة بوزارة الرياضة؟
- علاقة أكثر من ممتازة، ولا بد أن أستغل هذه الفرصة لأتقدم بالشكر إلى الصديق العزيز الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، الذى يبذل مجهودًا خارقًا، ويدعم بكل قوة الاتحادات الرياضة جميعها، على رأسها بيت الرياضة المصرية اللجنة الأوليمبية.
والحقيقة كانت نقطة خلافى الدائم مع هشام حطب، هى إصراره على افتعال الأزمات مع وزارة الرياضة، لذا كنت أعترض دائمًا على طريقته الغريبة فى تصدير الأزمات مع الوزارة.