
أعلنت مجموعة أوبك+، التي تضم منظمة الدول المصدرة للنفط وعددًا من المنتجين المستقلين أبرزهم روسيا عن اتفاق 8 دول أعضاء على زيادة الإنتاج النفطي بمقدار 137 ألف برميل يوميًا بدءًا من نوفمبر القادم.
ويأتي القرار بعد أعوام من تطبيق سياسة خفض الإنتاج بهدف دعم الأسعار، ليعكس تحولًا استراتيجيًا نحو استعادة الحصة السوقية من منافسين مثل منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.
زيادات تدريجية منذ بداية العام
ورفعت المجموعة خلال العام الجاري إنتاجها المستهدف بأكثر من 2.6 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل نحو 2.5% من الطلب العالمي.
وتُعد الزيادة الجديدة امتدادًا للزيادة التي طُبقت في أكتوبر ضمن خطة تهدف إلى إلغاء التخفيضات السابقة تدريجيًا بعد أن بلغت ذروتها في مارس الماضي بمقدار 5.85 مليون برميل يوميًا.
وتوزعت تلك التخفيضات السابقة على 3 شرائح:
2.2 مليون برميل يوميًا كتخفيضات طوعية.
1.65 مليون برميل يوميًا من ثمانية أعضاء.
مليونا برميل يوميًا إضافية من التحالف بأكمله.
منافسة عالمية متصاعدة
وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد إنتاج النفط من دول غير أعضاء في التحالف مثل الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وغيانا والأرجنتين، والتي وصلت أو اقتربت من مستويات إنتاج قياسية، وفقًا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة.
ويشير مراقبون إلى أن "أوبك+" تسعى عبر هذه الزيادة إلى الحفاظ على موقعها التنافسي في سوق الطاقة العالمي الذي يشهد تغيرات متسارعة في معادلة العرض والطلب.
تصريحات أمين عام أوبك
وأكد هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة "أوبك" أن استقرار سوق النفط ليس رفاهية بل ضرورة حيوية، باعتبار النفط عنصرًا أساسيًا في الحياة اليومية، وأن أي اضطراب في توازنه يؤدي إلى شلل في قطاعات النقل والطيران والبناء والزراعة والصحة، ما يؤثر على الاقتصاد العالمي بأكمله.
وأشار الغيص إلى أن المنظمة، التي تضم حاليًا 12 دولة عضوًا، أصبحت كيانًا دوليًا معترفًا به منذ تسجيلها في الأمم المتحدة عام 1962 وأنها طوّرت شراكات قوية مع كبار المنتجين والمستهلكين والمنظمات الدولية، كما شاركت في جميع مؤتمرات المناخ العالمية.
تحالفات تعزز الاستقرار
وأوضح الغيص أن توقيع “إعلان التعاون” في 2016 بين “أوبك” وعدد من المنتجين خارجها لتأسيس تحالف “أوبك+” كان خطوة محورية أسهمت في دعم صناعة النفط والاقتصاد العالمي، خصوصًا خلال الأزمات الكبرى مثل جائحة كوفيد-19.