
"الزمن يداهمنا ولن نقبل بفرض وضع قائم".. بهذه العبارات تحدث سامح شكري وزير الخارجية لإحدى وسائل الإعلام، حول موقف المفوضات الدائرة بين مصر والسودان وإثيوبيا.
ووصف العديد من المراقبين لملف "سد النهضة"، تصريحات وزير الخارجية الذي اتسم بالهدوء والتصريحات الدبلومسية في أشد مراحل الخلاف.
وكان سامح شكري وزير الخارجية، قال في تصريحات تليفزيونية، الخميس، إن مصر لم تتلق رد من دولتي إثيوبيا والسودان حول الدعوة التي وجهت لعقد جولة مفاوضات جديدة في القاهرة غدًا، مضيفًا: "مصر بذلت كل جهد خلال جولة الخرطوم، وتفاوضت بحسن نية وتقدير لمصالح الشركاء، من خلال طرح مبادرات تلبي مصالح الجميع، وأن الزمن يداهمنا مع مزيد من فقد الوقت".
وتعد التصريحات من وجهة نظر الخبراء اشارة إلي مدي الخلاف القابع بين الدول الثلاثة حول سد النهضة .
في البداية كشف مصدر مطلع حكومي، إن مصر انتظرت رد علي دعوة مصر لحد أول أمس، مؤكداً أنه لم تأتي خطابات من جانب الخرطوم أو اديس بابا بتحديد الموعد ،لافتاً إلي ان الاجتماع السابق مصر كانت أحرص طرف علي وجود اتفاق ايجابي .
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه ، لمصراوي، أن "القاهرة" فوجئت بالحديث عن تعند مصري وتصريحات وزير الخارجية السوداني السابق إبراهيم غندورالسابق عقب الاجتماع إعلان الأخير فشل المفوضات ،موضحاً أن مصر اعربت عن انزعجها من تلك التصريحات.
وأشار إلي أن اديس بابا ترغب فى تأجيل تلك الاجتماع للشهر القادم واستضافتها لتلك الجولة.
وأشار إلي أن مصر تصر علي التفاوض وإيجاد حلول دبلومسية تحفظ لمصر حقوقها ،مِشيراً إلي أن مصر دولة قوية وأن المفاوضين المصريين لن يتنازلوا عن حقوق مصر التاريخية.
وشهد الخميس الماضي استضافة السودان للاجتماع التساعي للدول الثلاثة بالعاصمة السودانية الخرطوم، والذي أقيم على مدار يومين، وشهدت مباحثات تتعدى الـ16 ساعة دون الخروج بموقف توافقي يرضي جميع الأطراف.
وأوضح الدكتور ضياء القوصي، مستشار وزير الري المصري السابق ، أن إثيوبيا ترى أن سد النهضة أصبح أمرا واقعا، موكداً ان المفاوضات مع إثيوبيا والسودان فيها تصلب ورعونة.
وتابع أن سياسة إثيوبيا لم تتغير منذ 7 سنوات من التفاوض ونحن لم نستطيع أن نقبل بشئ يجعلنا نفقد حقوقنا التاريخية في أشارة إلي أن مصر بدأ صبرها ينفذ.
وأضاف القوصي لمصراوي، أن تصريحات وزير الخارجية تشير إلي وجود خلاف وشرخ كبير في الآفق حتى وصل إلي منبر وزارة الخارجية ،معرباً عن قلقه من زيادة حدة التوتر بين مصر وإثيوبيا.
وقامت وزارة ر الخارجية المصرية بتوجيه الدعوة إلى عقد اجتماع تساعى لوزارء الخارجية والرى ورؤساء أجهزة المخابرات فى الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان فى مصر، يومى 20 و21 إبريل الجاري، وحتى الآن لم ترد للخارجية موافقة إثيوبيا والسودان على المشاركة.
ويضيف الدكتور عباس الشراقي، رئيس ئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، أن تصريحات وزير الخارجية السفير سامح شكري تنم عن قوة مصر،لافتاً إلي أن أحمد ايبي لا يختلف كثيراً عن ديسالين مؤكداً أنه من نفس الحزب واستقرار الدولة الإثيوبية مرتبط بمدي التزمة في السير ضد مصر.
وأكد شراقى لمصراوي، ان التعنت الإثيوبي يدفع مصر قدماً لتدويل القضية ،معرباً عن قلقة تجاه إصرارإثيوبيا على تشغيل التجريبي للسد نهاية شهر يونيو القادم .
وأوضح رئيس قسم الموارد الطبيعية بجامعة القاهرة، أن الفترة القادمة سوف تشهد اجتماع علي مستوي القادة الثلاثة وتحديداً وف يكون فى القمة الإفريقية القادمة في منتصف يونيو القادم من أجل العودة إلي الطريق الصحيح.