تحتفلالكنيسة القبطية الارثوذكسية'> الكنيسة القبطية الارثوذكسية ( 18 نوفمبر ) بمرور ثمان سنوات على تجليس قداسة البابا تاوضروس الثانى على كرسى مار مرقس الرسولى . ليصبح بابا المدينة العظمى الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ال 118 .
تمرثمان سنوات والبابا يحمل على كتفية مسئوليات جسيمة وحملا ثقيلا للغاية تنوء عن حمله الجبال . جاء الاختيار السماوى بقداسة البابا تاوضروس الثانى راعيا صالحا ، وخادما أمينا ، بطريركا حكيما هادئا ، قادرا على تحمل المسئوليات الصعبة مهما بدت كبيرة أو خطيرة ، يقوم برسالته بعناية من الله وارشاد الروح القدس ، بكل جدية وهدوء وحكمة بالغة وبكل الامانة والدقة والالتزام مع الحزم وبلا تردد . اختاره الله ليؤكد أن عصر الآباء يمتد ويستمر ما دام روح
الله يسكن الكنيسة ويعمل فيها ، ليؤكد ان مسيرة الآباء الاتقياء لن تنتهى .. وليس ثمة أسم أب من اباء الكنيسة يمكن ان نقول ان عصر الآباء قد انتهى عنده .
مرت ثمان سنوات من عمر حبرية قداسة البابا تاوضروس ، بابا المواقف الصعبة ، مملوءة وحافلة بالانجازات والنجاحات المتعددة الابعاد ، نسكيا ولاهوتيا وتربويا و وطنيا ومسكونيا، فضلا عن الرعاية بكل أطيافها .
ثمان سنوات كانت حافلة أيضا بالضيقات والازمات وسلبيات قديمة متراكمة منذ عقود طويلة .
قداسة البابا انسان عاشق لمصر ، يفتخر ويزهو بها فى كافة المحافل الدولية ، مؤكدا ان الوطنية والمواطنة ، ليست مجرد أقوالا وشعارات جوفاء . وانما هى أفعال على ارض الواقع وحياة معاشة .
فكان صمام الامن والامان لوحدة وتماسك أبناء الوطن الواحد فى كثير من المواقف الصعبة وسط أحداث مأساوية عاصفة .
التاريخ يسجل بأحرف من نور ، ويشهد بكل الحق لهذا الرجل بانه أضاف للكنيسة القبطية رصيدا ضخما من الانجازات ، وأحدث تغيرات جوهرية ، لم تشهدالكنيسة القبطية الارثوذكسية'> الكنيسة القبطية الارثوذكسية مثيل لها منذ نشأتها . فى ايجاز شديد يمكن لنا ان نذكر بعض أهم الانجازات المشهود لها من الجميع ، من بين العديد من الانجازات التى يصعب الكلام عنها فى مقال واحد .
بناء على قرار رئيس الوزراء الصادر بتاريح 26 يناير 2017 ، تم تشكيل اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس برئاسة السيد رئيس الوزراء وعشرة أعضاء ، من بينهم ستة وزراء وتختص اللجنة بتقنين أوضاع الكنائس والمبانى الكنسية غير المرخصة ، واصدار التراخيص الرسمية المسجلة المعترف بها . وبالتالى القضاء على مشاكل متأصلة ومتراكمة لعشرات ومئات السنين . خلال عام 2016 صدر القانون رقم 80 بشأن بناء وترميم الكنائس وملحقاتها . القانون الذى كان يراود أحلام الاقباط منذ عقود طويلة ، لينهى كابوس قانون الخط الهمايونى منذ العهد العثمانى ، الذى كان يجسد مشكلة ازلية تكرست عبر تاريخ ممتد لعشرات وعشرات السنين . حيث كان الحصول على قرار ببناء كنيسة قبل ثورة 30 يونيو أشبه بالمستحيل وكان قرار الانشاء اومجرد الترميم يحتاج موفقة رئيس الجمهورية .
فى تطور غير مسبوق يشهد له التاريخ ، أصدر فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس كل المصريين ، توجيهات صريحة ، بضرورة انشاء كنيسة فى كل مدينة جديدة يتم التخطيط لها . وهو الاجراء الاول من نوعه فى تاريخ الكنيسة القبطية . وقد أصدرت وزارة الاسكان فى ظل توجيهات رئيس الجكهورية ، ببناء 37 كنيسة جديدة فى مختلف المدن خلال فترة لم تتجاوز 4 سنوات .
ان كنيستنا القبطية ، كنيسة معلمة للمسكونة كلها منذ كاروزها مار مرقص الرسول ناظر الالاهيات ، مرورا بالبابا اثاناسيوس الرسولى والبابا كيرلس الرابع عمود الدين والبابا ديسقورس بطل الارثوذكسية . ويكمل الرسالة الهامة فى مجال التعليم خليفتهم الرسولى قداسة البابا المعظم تاوضروس الثانى . منذ اليوم الاول وقداسة البابا تاوضروس الثانى يسعى نحو الارتقاء بملف التعليم الكنسى والعام .
كان الشاغل الاول لقداسة البابا ، هو ترتيب أروقة البيت الكنسى من الداخل ، ووضع أساس راسخ ومتين للاصلاح والتنظيم الادارى لأقدم وأعرق كنائس العالم . ان ما تشهده الكنيسة من اصلاح ادارى تنظيمى ، ما هو الا خطوة فى مشوار طويل وشاق ، يحتاج لمزيد من الجهد والوقت . وكما يقال " رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة " . كانت نقطة البداية ، تطويرهيكل عمل الكنيسة ليتحول بشكل كامل لعمل مؤسسى جماعى ، لا يعتمد على الرأى الفردى والاهواء الشخصية . الامر الذى تطلب اجراء تغييرات ادارية واسعة النطاق دون احتكار . حيث تم وضع نظام ادارى كامل يشمل : المقر البابوى ، الايبارشيات بكنائسها ، الاسقفيات والاديرة ، هيئة الاوقاف ، المجالس الاكليريكية ، معاهد الدراسات القبطية . احداث تغييرات جوهرية فى المجمع المقدس ، وتجديد وتحديث منظومة المناصب الادارية ، حيث يتم تداول تولى المسؤوليات بالاتتخاب أو التعيين لسكرتارية المجمع المقدس .
نصلى من كل القلب ان يحفظ الرب وطننا الغالى مصرويحفظ الكنيسة من كل شر ، ويعضد ويثبت قداسة البابا فى كل خطواته ، البابا توضروس الثانى ، رجل الله ، رجل المواقف الصعبة ، الذى اثبت بكل اليقين خلال سنوات قليلة ، انه رجلا عظيما بحجم مصر العظيمة ، وبحجم كنيستنا المقدسة القوية .