عضو البابوية للتاريخ الكنسى: البابا يوساب تعرض للظلم الشديد
13.11.2022 09:27
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
عضو البابوية للتاريخ الكنسى: البابا يوساب تعرض للظلم الشديد
حجم الخط
الدستور

تحل اليوم ذكرى البابا يوساب الثاني، بابا الكنيسة القبطية رقم 115، ووفقا لدراسة أعدها الباحث ماجد كامل، عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، فإنه من بين بابوات الكنيسة القبطية الذين تعرضوا لظلم شديد يأتي ذكر البابا يوساب الثاني من بين هؤلاء. 

وحسبما ذكر القمص تاوضروس السرياني (1911- 1938) في كتابه "تاريخ البطاركة- الجزء الثالث"، أنه ولد في قرية دير الشهيد فيلوثاوس بالنغاميش من أعمال مركز البلينا محافظة سوهاج خلال عام 1876، وعندما بلغ عمره 18 سنة، توجه إلى دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر وتسمى باسم "الراهب إقلاديوس الأنطوني"، وفي الدير عكف على القراءة ودراسة المخطوطات والكتب بشغف كبير، ولما كان الأنبا يؤانس مطران البحيرة ووكيل الكرازة المرقسية (البابا يؤانس التاسع عشر فيما بعد) مهتما بتعليم وتثقيف الرهبان؛ ألحقه بمدرسة الرهبان اللاهوتية بالإسكندرية، ولما لمس نبوغه الزائد؛ أرسله في بعثة على نفقته الخاصة إلى مدرسة ريزاريس في أثينا، وكان معه في نفس الدفعة الراهب اخريستوفروس الذي صار فيما بعد مطرانا للروم الأرثوذكس في الزقازيق، ثم انتخب بطريركا للروم الأرثوذكس فى 25 يونيو 1939.

كما كان معه أيضا 6 من الآباء الرهبان، منهم الراهب حنا البراموس الذي لم يمكث بأثينا سوى أربعة أشهر، والجدير بالذكر أن المطران نيكتاروس (1849- 1920)، مطران الخمس مدن الغربية للروم الأرثوذكس ومدير المدرسة اللاهوتية في تلك الفترة، قد أرسل خطابا لنيافة الأنبا يؤانس جاء فيه: "ها نحمل اليوم مرسلين حامل هذا ولدكم الراهب إقلاديوس الأنطوني، ونشهد علنا بأن مدة وجوده عندنا بالمدرسة كلها كانت على ما يرام من السلوك الحسن ومنتهي الاحتشام واللياقة والغيرة والاجتهاد في حفظ اللغة البونانية وذكاء نادر جدا فيها ومعاملته للتلامذة كانت بغاية الكمال وبتصرف أخوي في غاية الوفاق. ولذا نعبر عن ممنونيتنا وسرورنا منه. أثينا في 13 مايو 1904".

وعاد بعدها إلى القاهرة ليرسم أسقفا على قنا وقوص باسم "الأنبا لوكاس"، وأيضا القمص ميخائيل المقاري الذي قام بطباعة السنكسار القبطي وبنى كنيسة العذراء بحلوان. 

ووصل الراهب إقلاديوس إلى أثينا خلال عام 1902 والتحق فور وصوله بالمدرسة الموفد إليها، وظل بها لمدة ثلاث سنوات حتى تخرج فيها في عام 1905، ثم عاد إلى بلاده، ولما علم الأنبا تيموثاوس مطران القدس (1899- 1925) استدعاه هناك، وعيّنه رئيسا لدير الأقباط في يافا، ثم رقي إلى منصب رئيس عام أديرة القدس وسائر بلاد فلسطين، ونظرا لتميزه في اللغات والعلاقات المسكونية تمكن من حل المشاكل المتعلقة بالنزاع بين الكنائس المختلفة حول كنيسة القيامة، وجعل كل كنيسة تحتفظ بتقاليدها الخاصة حول القبر المقدس؛ الأمر الذي نال إعجاب الجنرال ستورس حاكم مدينة القدس وقتها، فأرسل خطابا إلى صديقه مرقس باشا سميكة (1864- 1944) يشيد فيه بفضل القمص إقلاديوس وحسن تصرفه في معالجة الأمور. 

وعندما خلا كرسي جرجا رشحه كهنة المدينة ووجهاؤها أسقفا عليها، ورفعوا الطلب إلى قداسة البابا كيرلس الخامس (1831- 1927) الذي وافق على الفور، فقام باستدعاء القمص إقلاديوس الأنطوني وسامه أسقفا على البلينا وجرجا باسم الأنبا يوساب، وكان ذلك في يوم 5 نوفمبر 1920.

احتج أعيان مدينة البلينا على هذه الرسامة، ليس اعتراضا على شخص الأنبا يوساب، ولكن لرغبتهم في الانفصال الإداري عن مدينة جرجا، وبالفعل استجاب البابا كيرلس الخامس لطلبهم، وقام بفصل جرجا عن البلينا ورسم لها القمص فيلوثاوس المقاري سكرتيره الخاص أسقفا على البلينا. 

وفي جرجا، اهتم الأنبا يوساب بالتعليم، فأنشأ المدارس الأولية والثانوية، وشيد كنيسة فاخرة مع دار للمطرانية، ولم يتقاعس مطلقا عن افتقاد شعبه في المدن والقرى، مما اكتسب محبة الجميع له، ويفصل مجدي جرانت كيرلس إنجازات الأنبا يوساب في مطرانية جرجا فيما يلي: (بناء دار للمطرانية في جرجا- بناء كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بجرجا- توسيع وإعادة بناء كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بجرجا- تجديد كنيسة السيدة العذراء مريم- إنشاء وافتتاح مدرسة الأقباط الأولية بجرجا- تشييد كنائس في قرى جرجا- القيام بمشروعات إنشائية في بهجورة وفرشوط- افتقاد الشعب القبطي روحيا وتعليميا ودينيا- إصلاح العلاقات بين العائلات المتخاصمة). 

كما قام نيافته باستقبال الزعيم الوطني سعد زغلول (1859- 1927) أثناء رحلته الثانية إلى الصعيد في 18 أكتوبر 1921، واستقبال العلامة الأنبا إيسيذوروس أسقف ورئيس دير البراموس لجرجا، خلال رحلته للصعيد عام 1925. 

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.