تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بفترة الخماسين المقدسة، وتعتبر مريم المجدلية إحدى البطلات اللواتي تتذكرهن الكنيسة في فترة الخماسين، وهناك حادث شهير حدث مع المجدلية، عقب القيامة بوقت قليل جدًا إذ ظهر لها المسيح ولم تعرفه وقال لها لا تلمسيني.
مينا سمير، المتخصص في النصوص الإنجيلية، وخريج معهد الرعاية والتربية الكنسية شعبة الكتاب المقدس، قال في تصريح خاص، إن تلك الواقعة لا تفهم بشكل صحيح، إذ أن المسيح كان قد ظهر فعليًا للمجدلية فور القيامة، وكان بجوارها مريم الاخرى، ويقول الإنجيل إنهما "فتقدمتا وأمسكتا بقدميه، وسجدتا له"إلا أن مريم المجدلية ربما لصغر سنها حينما بشرت التلاميذ بالقيامة لم يصدقوها، فاصيبت بالتشتت وظنت ان ما راته كان عبارة عن خيالات فقالت "أخذوا السيد من القبر، ولسنا نعلم أين وضعوه"، والمرة الثانية عندما سألها الملاكان: لماذا تبكين؟ فقالت: "أنهم أخذوا سيدي، ولست أعلم أين وضعوه"، والمرة الثالثة حينما ظهر لها المسيح واخفى عنها ذاته ولم تعرفه فقالت "يا سيد، إن كنت أنت قد حملته، فقل لي أين وضعته، وأنا آخذه".
وقال البابا الراحل شنودة الثالث، في كتاب تأملات في القيامة: بخصوص عبارة "لأني لم أصعد بعد إلي أبي".. فإن القديس ساويرس الأنطاكي، وكذلك القديس أوغسطينوس لم يأخذاها بالمعني الحرفي وإنما بالمعني الرمزي، لأنه كانت قد لمسته قبل ذلك. وقال القديسان في ذلك إن الرب يقصد من عبارته: لا تلمسيني بهذا الإيمان، لأني لم أصعد بعد في ذهنك إلي مستوي أبي في لاهوته، بل تظنين أن جسدي مازال ميتًا يحمله الناس حيث شاءوا، وعلى أية الحالات، فقد عزاها، وفي نفس الوقت كلفها برسالة تبلغها إلي الرسل. ولا داعي لهذه التحيات. المهم في العمل الذي يبني الملكوت.