صلى نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس -أسقف الرعاية والعمران- أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، عشية عيد القديس العظيم أبي سيفين مرقوريوس فيلوباتير، مساء أمس السبت الموافق 3 ديسمبر الجاري، وصباح اليوم التالي يصلي نيافته القداس الإلهي لعيد استشهاد القديس العظيم أبي سيفين مرقوريوس في كنيسة الملاك ميخائيل والقديس أبو سيفين مرقوريوس في لافال، وسط مشاركة أعداد غفيرة من شعب الكنيسة وبقية كنائس الإيبارشية في لافال ومونتريال والويست آيلاند وبروسار وبوانت كلير، بحيث لم يكن هنا موطئ قدم، وسط مشاركة أعداد غفيرة من الشعب، خاصة وأن القديس العظيم والشهيد أبي سيفين مرقوريوس فيلوباتير شفيعًا للملايين، يلبي طلباتهم ويسرع لنجدتهم.
وشارك في خدمة صلوات العشية لعيد الشهيد والقديس العظيم مرقوريوس أبي سيفين فيلوباتير، مع أبونا الأسقف جزيل الاحترام والمحبوب الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”، أبونا الحبيب والغالي “الأب الحنون” القمص ميخائيل عطية، ملاك كنيسة الملاك ميخائيل والقديس أبي سيفين، وأبونا الحبيب والغالي “الراهب المنير” القمص موسى البراموسي، كاهن كنيسة الملاك ميخائيل والقديس العظيم أبي سيفين مرقوريوس والمشرف المسؤول عن ترينيتي سنتر في فال دي بوا.
وقام أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس -أسقف الرعاية والعمران- بصوته الروحاني المعزي والعذب الجميل، بقيادة التسابيح والألحان والمدائح ومن خلفه الآباء الكهنة الأجلاء وخورس الشمامسة يتقدمهم الشمامسة من مختلف الأعمار، وكل شعب الكنيسة والكنائس التي قدمت لنوال بركة القديس والشهيد العظيم أبي سيفين مرقوريوس فيلوباتير، وكانت من بين الألحان والمدائح، التي رددت في الكنيسة: ألحان اك اسمارؤوت، بي اهلوج، شيري ثيؤطوكي، مارين اؤونه، تمجيد الشهيد فيلوباتير مرقوريوس أبو سيفين، خين افران.
ثم قام أبونا الأسقف المحبوب جزيل الاحترام الأنبا بولس -أسقف الرعاية والعمران- ومع أبونا الحبيب والغالي “الأب الحنون” القمص ميخائيل عطية، وأبونا الحبيب والغالي “الراهب المنير” القمص موسى البراموسي، بتطييب رفات جسد القديس والشهيد العظيم أبي سيفين مرقوريوس فيلوباتير، وسط فرحة وتسابيح الشعب، وتعبير الشعب عن فرحته وسط دورة رفات الجسد القديس العظيم أبي سيفين وأيقونته، حيث كان يحمل الشورية أبونا الأسقف المحبوب والمكرم الأنبا بولس، ويحمل رفات جسد القديس أبي سيفين الآباء الكهنة بالتناوب، القمص ميخائيل عطية والراهب المنير القمص موسى البراموسي، ويحمل الأيقونة الشمامسة، وسط تهافت الشعب عن نوال بركة ونعمة رفات الجسد وأيقونة القديس والشهيد أبي سيفين مرقوريوس فيلوباتير.
وكان أبونا الأسقف جزيل الاحترام والمحبوب الأنبا بولس -أسقف الرعاية والعمران- يطلب من الآباء الكهنة والشمامسة الانتظار، حتى يقبل الشعب من مختلف الأعمار، رفات الجسد الكريم والأيقونة المباركة، في ظل الأعداد الكبيرة، التي شاركت في نوال بركة الصلاة في عشية هذا اليوم، لعيد استشهاد القديس أبي سيفين مرقوريوس فيلوباتير.
= الاعتراف بالسيد المسيح .. أسلوب حياة .. يتطلب خطوات جادة وأعمال من القلب
وقام نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس -أسقف الرعاية والعمران- أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا بقراءة الإنجيل المقدس، وفي عظته، قال نيافته: إن الاعتراف بالسيد المسيح له المجد، وأقول له، أنت إلهي، يجب أن يكون أسلوب حياة، وليس مجرد ترديد كلمات بالشفاه، “هذا الشعب يكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيدًا”. من المهم أن تعترف بالسيد المسيح، من كل قلبك أنه هو إلهك، ومن يحدد هذا الاعتراف، هي أعمال الإنسان، وهذا ما يسميه القديسون “الإنسان الداخلي”.
أضاف نيافته أن قصة القديس أبي سيفين جميلة جدًا ومعزية، حيث كان جده وأبوه من صيادي الأسود، وفي إحدى المرات هاجمتهم الأسود، فمات جده، وأما أبوه فسمع صوتا “أنا هو يسوع المسيح فادي البشرية”، وكان هذا تقريبا عام 225، في القرن الثالث الميلاد، فآمن أبوه بالسيد المسيح، وذهب إلى البيت ليتخذ خطوات جادة وحقيقية، حيث تعمد هو وزوجته وابنهما فيلوباتير، وأطلق على نفسه اسم نوح، وزوجته سفينة، وابنهما مرقوريوس، ولذا نلقب القديس العظيم باسمين مرقوريوس فيلوباتير.
كانت هذه الخطوات الجادة، تؤكد تبعيتهم واعترافهم بالسيد المسيح من كل قبلهم. وبعدها سارت تطورات، حتى عين الملك مرقوريوس فيلوباتير محل أبيه، الذي انتقل للسماء، وترقى القديس حتى وصل لمراتب عليا في الجيش. وعندما جاء الوقت ليحارب البربر، منحه الملاك ميخائيل سيف من نار، ولذا نلقبه بأبي سيفين، دلالة على السيف الأرضي والسيف الناري، الذي أعطاه له رب الجنود، عن طريق رئيس جند الرب الملاك ميخائيل.
وعندما انتصر على البربر، اتخذ الملك مرسوما للتبخير للأوثان. هنا جاءت الخطوات الجادة الجديدة للقديس فيلوباتير مرقوريوس، الذي قرر الاعتراف باسم السيد المسيح والشهادة له، وحاول الملك معه بإغراءات كثيرة، إلا أن القديس تمسك بالاعتراف والشهادة للسيد المسيح، حتى تم قطع رأسه، ونال إكليل الشهادة.
دعا أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس -أسقف الرعاية والعمران-، قائلًا: “خليكوا زي أبو سينفين، معاكم سيف مرئي، هو سيف الإيمان، وهذا السيف أقوى من السيف الأرض. كل واحد منا يستطيع أن يكون معه هذه السيف القوي، بمجرد أن يصلي ويقول يا ربي يسوع المسيح خلصني، يا ربي يسوع المسيح أعني”. ولن نخلص إلا باسم ربنا وإلهنا يسوع المسيح. عندما يحل بك أي تعب أو ضيقة إلجأ إلى هذه الصلاة، فالشيطان سيهرب منها، وسيف الإيمان، هو سيف الصلاة. معجزات وشفاعة القديس العظيم مرقوريوس أبي سيفين قوية، وهناك أمثلة كثيرة كما حدث مع القديس باسيليوس، وكما تحكي الأمهات الراهبات خاصة أن العديد من أديرة الراهبات على اسمه، فهو يقوم على حمايتهم والدفاع عنهم والمحاربة عنهن.
أضاف نيافته: “الأنبا بولس يتشفع بالقديس العظيم أبي سيفين مرقوريوس، عند بناء كنيسة الملاك ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال، والتي كانت حلما لأكثر من 20 عاما للكثير من الشعب من مختلف الأجيال، صليت إليه وطلبت شفاعته بأن يفرح شعب الكنيسة، وقلت له عايزين سيفين من نار وليس سيفين من خشب عشان نبني الكنيسة للشعب يفرح بها، وبالفعل أنعم الله علينا بالكنيسة وبشفاعة القديس أبي سيفين ورئيس جند الرب الملاك ميخائيل”. وأكد أن القديس مرقوريوس فيلوباتير أبي سيفين، قديس عظيم، وقوي جدًا، وجليل، اطلبوا شفاعته مثل القديس باسيليوس. واتخذوا خطوات جادة وعملية في حياتهم للاعتراف بالسيد المسيح في قلبكم بالأعمال الجادة والصالحة. بركة صلاة وشفاعة القديس والشهيد العظيم أبي سيفين مرقوريوس فيلوباتير، القوي جدًا والطاهر والعفيف والمقاتل القوي مثل مار جرجس الروماني تكون معكم جميعا، ولإلهنا المجد الدائم، وكل سنة وانتم طيبين.
وفي نهاية العشية وتطيب الرفات المقدسة للقديس الشهيد مرقوريوس أبي سيفين، تهافت الشعب على نوال بركة وصلوات نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس -أسقف الرعاية والعمران- أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، خلال الحصول على “لقمة البركة”، حيث كان الشعب من مختلف الأعمار يطلبون من نيافته أن يصلي لهم ويباركهم، ويلتقطون الصور التذكارية مع نيافته، ولم يرفض نيافته أي طلب على الرغم من أن التزاماته للخدمة والرعاية في أوتاوا، كان نيافته عائدا من أوتاوا فجر اليوم في حدود الثالثة صباحا، ولهذا يتمتع نيافته بمحبة جارفة وشعبية كبيرة وسط شعبه، لأن نيافته يتعامل دائما بروح الأبوة الباذلة والتدبير والبصيرة والحكمة، وهو ما يجعل الشعب يذهب ويتنقل بين المدن، للذهاب إلى الكنائس، التي يصلي فيها نيافة الحبر الجليل أبونا الحبيب والمكرم الأنبا بولس -أسقف الرعاية والعمران-.
وفي نهاية الصلوات ونوال البركة، قامت كنيسة الملاك ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال بتوزيع بعض الحلوى والوجبات السريعة على الشعب المشارك في نوال بركة الصلوات لعيد استشهاد القديس أبي سيفين، ثم صعد أبونا الأسقف الأنبا بولس -أسقف الرعاية والعمران- مع الآباء الكهنة الأجلاء، للاطمئنان على تطور سير العمل والتشطيبات النهائية للدور الرئيسي للكنيسة.