صلي نيافة الحبر الجليل الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا صلاة عشية وتسبحه كيهك مساء أمس السبت، واليوم الأحد 24 ديسمبر، صلي نيافته القداس الإلهي في كنيسة السيدة العذراء مريم في بروسار، وشارك في خدمة صلوات عشبة وتسبحه كيهك والقداس الإلهي الآباء الأجلاء، أبونا القمص سيرافيم يوسف، وأبونا تاردس المصري، وأبونا كيرلس مراد، كهنة الكنيسة، وعدد كبير من شعب الكنيسة

= كيف نمتلئ من الروح القدس: الإيمان والحوار مع الروح القدس

قال الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”، بعد قراءة الإنجيل المقدس في عظته، كل سنة وحضراتكم طيبين، هذا الأسبوع الثالث من شهر كيهك، ونأخذ الاصحاح الأول من إنجيل لوقا، ونقسمه إلي أربع أجزاء، والأسبوع القادم هو الرابع والأخير حيث ميلاد يوحنا المعمدان، وكانت بشارة زكريا بميلاد يوحنا المعمدان، والأسبوع الثاني بشارة الملاك للسيدة العذراء بميلاد المسيح يسوع، واليوم الأسبوع الثالث زيارة السيدة العذراء لأليصابات. وبعد ذلك الأسبوع الرابع ميلاد يوحنا المعمدان. وفي آخر الشهر، 29 كيهك نحتفل بميلاد السيد المسيح من إنجيل معلمنا متي.

اليوم زيارة عجيبة من السيدة العذراء لأليصابات، واليوم أريد أن أحدثكم عن كيف كل واحد فينا يمتلئ من الروح القدس، كما امتلأت أليصابات من الروح القدس. وأول أمر يجعلنا نمتلئ من الروح القدس، هو الإيمان بأن الروح القدس موجود داخلنا ويقدس حواسنا وكل ما نقوله ونلمسه. وبجانب الإيمان بوجوده، أهميه الأيمان بعمل الروح القدس، مثلما حدث مع إبراهيم وسارة بالإيمان القوي صدقا، فأعطاهما الله عطية الابن. ومنطقيا لا يستطيعا أن ينجبا، لكن بالروح القدس الساكن فينا، وعدم الشك في وعد الله، أنجبا، وهذا أكثر أمر يشككنا فيه الشيطان، وعد الله، أنه يقدسنا ويجعل لنا نصيب في ملكوت السموات، حيث لم يشك في وعد الله بنقص في الإيمان، بل تقوي في الايمان معطيا مجدا لله.

معلمنا الفديس أنطونبوي الكبير بقول أنه يجب أن يكون هناك حوار مع الله القدس، كما في صلاة الساعة الثالثة، هلم حل فينا وطهرنا، ويجب كل واحد فينا يلجأ إلي القدوس، الروح الناري، الذي داخل كل منا، ليطهرنا من كل أمر سيئ، لنكبر وننمو في الإيمان، وتيقن أنه قادر أن ينجز ما وعد الله به، بقوة الروح القدس، لا أخاف شرا، لأن انت معي عصاك وعكازك يعزيانني، لأن ساكن داخلي.

= أهمية الاتضاع والخدمة في الخفاء

الأمر الثاني: الروح القدس يحتاج إلي اتضاع، لتختبر وجود الروح القدس داخلك، لننظر إلي اتضاع السيدة العذراء، رعم أنه أم الله، ستلد المسيح يسوع، يفترض أن تستريح أو لا تتضع، لكنها قدمت مثالا للاتضاع، وخدمة ليصابات، وهي صعدت مرتفعات عالية لتذهب إلي أليصابات، وهي كلما اتضعت ارتفعت في الإلهيات، خاصة وأن أليصابات كانت كبيرة في السن وتحتاج للخدمة، والسيدة العذراء، متضعة وتخدم في هدوء منذ أن كانت صغيرة، تخدم في الهيكل، حيث تذهب مسافات طويلة لترمي ما تبقي من الذائح في وادي قدرون، وتخدم وهي صامتة، ومتضعة، لذا كانت ممتلئة من الروح القدس. وعندما ذهبت إلي بيت يوسف النجار، كانت متضعة، والتقليد يقول لنا لم تكن موجود في ميلاد يوحنا المعمدان، ولكنها خدمت أليصابات خلال الشهور الأخيرة خلال الحمل. ويا أحبائي اجعلوا خدمتكم في الخفاء وقوموا بها باتضاع حتي تكونوا ممتلئين من الروح القدس ويري الله خدمتكم.

= الله يرفع المتضعين .. واهمية التسبيح والصلاة في حياتنا

أضاف أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أن الأمر الثالث يتمثل في أن الله يرفع المتضعين، أنظروا مثلا إلي كاتدرائية أيا صوفيا التي في تركيا، وصوفيا هذه كانت طفلة صغيرة متواضعة، كان تقدم الماء للأحصنة التي تجمل مواد البناء التي بنيت منها الكاتدرائية العظيمة كاتدرائية أيا صوفيا في تركيا، لأن الله يرفع المتضعين.

ومهم أن يكون في تسبيح في حياتك، والسيدة العذراء، وجدت القدوس داخلها، وتقول تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي. وفي مزمور عشية، أن الله يسكن، حيث اختار الرب صهيون مسكنا له، حيث يريد الله أن يسكن داخل كل واحد فينا، أصعب أمر أن يرفض أي منا أن يولد ويسكن الله داخلنا، ويقدس حياتنا، لماذا نجعل الأنا تطرد الله من حياتنا؟ ولذا مهم أن نردد بإيمان مع السيدة العذراء تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلى اتضاع أمته. … أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين أشبع الجياع من الخيرات وصرف الأغنياء فارغين. ومن الآن تطووبني الأجيال، ولذا كلنا نسبحها في شهر كيهك، ونقول أيتها المملتئة نعمة، وهي نعمة الروح القدس. حاول أن تسبحوا، وتعالوا للكنيسة، والأطباء النفسيون يقولون أنه التسبيح جيد، ومن لديه ضعوط أو حزن بسبب الأولاد والفلوس والعمل، التسبيح يجعلك في بهجة وفرح، تبتهج نفسي بالله مخلصي.

هذه الأمور الثلاثة تجعل الروح القدس يملئ نفسك وساكن داخلك. ربنا يعطينا الإحساس الدائم بعمل الروح القدس لإلهنا المجد الدائم إلي الأبد آمين.

يذكر أن أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”، أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، يحضر مساء اليوم الأحد 24 ديسمبر 2023، حفل عيد رأس السنة في كنيسة السيدة العذراء مريم في بروسار. وكان نيافته قد صلي القداس الإلهي أمس السبت في كنيسة مار مينا العجايبي والبابا كيرلس السادس في سانت تريز مع أبونا الحبيب والغالي أبونا أنطونيوس ميخائيل “أب المحبة والحكمة، كاهن كنيسة مار مينا والبابا كيرلس السادس في سانت تريز” وشارك نيافته متحدثا في اجتماع الأسرة للكنيسة مساء الجمعة. ومعروف أن نيافته يجول مختلف كنائس الإيبارشية خلال شهر كيهك المبارك ليصلي عشيات وتسبحة الشهر المبارك بصوته الملائكي والروحاني الجميل مع الآباء الأجلاء الكهنة والشمامسة والشعب.