في ظل التوترات المتصاعدة بالشرق الأوسط، تندفع إسرائيل بثقلها نحو التصعيد العسكري، مما يؤدي إلى توسيع دائرة الصراع وخروجه من قطاع غزة إلى مساحات أخرى.
هذا السيناريو يأتي في سياق تبنيها لسياسة إيران العدائية واستغلالها الصراع في غزة بهدف تعزيز نفوذها الإقليمي، ما يثير تساؤلات حول مستقبل توازن القوى في المنطقة.
وأثارت حرب غزة المستمرة منذ 6 أشهر والهجوم الإيراني على الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأول السبت، الجدل بشأن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، في ظل اعتماد تل أبيب، بشكل أساسي على الدعم الأمريكي الغربي سواء في العدوان على غزة أو التصدي للهجمات الإيرانية.
تحالف إسرائيل وأمريكا
بينما تشتعل المنطقة على أثر الحرب التي تؤججها إسرائيل، يبقى تحالف الولايات المتحدة مع إسرائيل من أبرز تحديات السلام بالشرق الأوسط، لما تقدمه واشنطن من دعم على جميع الأصعدة لحليفتها إسرائيل.
اقرأ أيضًا: تقرير أممى: إعادة غزة إلى ما قبل الحرب قد يستغرق 70 عامًا
تتجلى قوة هذا التحالف في التدخلات المباشرة للولايات المتحدة في المنطقة، حيث تعمل على صدها أي هجمات تنفذها الجماعات المرتبطة بإيران، سواء في اليمن أو العراق، ورغم التحديات التي تواجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في المنطقة، فإنه من المتوقع استمرار هذا الدعم الأمريكي لإسرائيل.
مع ذلك، فإن هناك تحديات تنتظر هذا التحالف في المستقبل، وذلك نظرًا لتغيرات السياسات الخارجية الأمريكية وتطورات الأحداث في المنطقة، إذ يتعين على إسرائيل وأمريكا مواجهة تحديات جديدة بشكل مشترك، مع الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتعزيز الأمن والسلام بالشرق الأوسط.
تحول في الموقف الأمريكي.. ولكن ليس كافيًا
على الرغم من الدعم الثابت الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، إلا أن طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن، لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة ودعمه لوقف إطلاق النار أثار انتقادات حادة من حلفائه السياسيين والخصوم على حد سواء.
توجه الانتقادات بشكل خاص من الجناح اليساري لحزبه الديمقراطي، حيث اعتبروا أن الرئيس بايدن لم يبذل ما يكفي من الجهد في معالجة الوضع الإنساني الكارثي الذي يعانيه المدنيون الفلسطينيون جراء الهجمات الإسرائيلية.
اقرا ايضًا: لبنان: توترات ليلية بمدن الجنوب.. وغارتان إسرائيليتان على النبطية
وكانت هذه المرة الأولى التي يسعى فيها الرئيس بايدن إلى استخدام المساعدات الأمريكية كوسيلة للتأثير على السلوك العسكري الإسرائيلي، مما أثار تساؤلات وانتقادات من السياسيين والمحللين حول تغيير موقفه تجاه الصراع في الشرق الأوسط.