تفاصيل جديدة عن إنرجوس إسكيمو.. «الدستور» تكشف قصة الغاز العائم في مصر
09.08.2025 09:35
اهم اخبار العالم World News
الدستور
تفاصيل جديدة عن إنرجوس إسكيمو.. «الدستور» تكشف قصة الغاز العائم في مصر
حجم الخط
الدستور

وسط التحديات العالمية في أسواق الطاقة، برز اسم «إنرجوس إسكيمو» كسفينة تغييز عائمة لا تشبه غيرها، ترسو في ميناء العين السخنة لتلعب دورًا محوريًا في ضمان إمدادات الغاز الطبيعي لمصر، خلف هيكلها المعدني الضخم تكمن قصة ثرية بالتفاصيل؛ من رحلتها بين الموانئ، مرورًا بقدرتها الفائقة على تخزين وإعادة تغويز الغاز بكميات تكفي لتشغيل محطات الكهرباء والصناعات الثقيلة، وصولًا إلى المكاسب الاقتصادية التي تحققها للدولة. 

«الدستور» تكشف قصة الغاز العائم في مصر

في السطور التالية، تكشف «الدستور» تفاصيل لا يعرفها الكثيرون عن هذه الوحدة البحرية العملاقة، وكيف أصبحت كلمة السر في صيف بلا انقطاعات وباقتصاد أكثر استقرارًا.

ما هي «إنرجوس إسكيمو»؟

وحدة تخزين عائمة لإعادة التغويز (FSRU) بسعة تخزينية تقارب 160.7 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال، وطاقة تغويز تصل ذروتها إلى نحو 750 مليون قدم مكعب غاز يوميًا، ما يجعلها أحد أهم الحلول السريعة لسد فجوات الإمداد خلال ذروة الاستهلاك، حيث بدأت عملها في ميناء العين السخنة ضمن عقد إيجار مدته 10 سنوات لصالح الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس).

المواصفات:

- الأبعاد: طول 281 مترًا تقريبًا وعرض 44 مترًا؛ غاطس صيفي قرابة 12.15 متر؛ الوزن الساكن نحو 80 ألف طن؛ الحمولة الإجمالية قرابة 98 ألف طن.

- سنة البناء: 2014 في سامسونغ للصناعات الثقيلة – جزيرة «جيوجي»، كوريا الجنوبية.

- السعة التخزينية: 160،663 م³ LNG.

- نوع المهمة: تخزين عائم + إعادة تغويز وإرسال غاز للشبكة

-2015  بدء التشغيل كـ«جولار إسكيمو» في العقبة – الأردن، بإرسال غاز عبر خط النقل الأردني بقدرة تقارب 500 مليون قدم³/يوم مع ذروة 750 مليون قدم³/يوم.

- ديسمبر 2024: وقعت إيجاس عقد إيجار لمدة 10 سنوات مع نيو فورتريس إنرجي  New Fortress Energy  لتشغيل الوحدة في العين السخنة .

- 15 يوليو 2025: استقبال أول شحنة LNG على متن «إنرجوس إسكيمو» في السخنة، ما ضاعفالقدرة الإجمالية للتغييز في مصر إلى 1.5 مليار قدم³/يوم قبل صيف الاستهلاك. 

تشغيل السفينة في مصر 

تتلقى «إنرجوس إسكيمو» ناقلات الغاز المُسال، تخزنه في خزاناتها المعزولة، ثم تحوله إلى حالته الغازية عبر وحدات التبخير عالية الضغط، وتضخه إلى الشبكة القومية للغاز عبر وصلة الميناء ومحطة الربط، في العين السخنة، يوفر ذلك حلًا فوريًا وقابلًا للتوسع لتلبية ذروة الصيف أو أي فجوات موسمية/طارئة في الإمداد المحلي، (قدرة الذروة 750 مليون قدم³/يوم تكافئ نحو 7.7 مليار متر مكعب سنويًا إذا استُخدمت بكامل طاقتها على مدار العام).

وصول «إسكيمو» في يوليو الماضي رفع قدرة مصر الفعلية للتغييز إلى 1.5 مليار قدم³/يوم (مع استمرار ربط وحدات أخرى لاحقًا لبلوغ قدرة إجمالية مُعلنة بلغت 2.7 مليار قدم³/يوم، هذا التوسع أتى قبل ذروة الأحمال، لتقليص فجوة الوقود في محطات الكهرباء والصناعة.

الفوائد الاقتصادية لمصر  

1- أكبر مكسب مباشر هو تأمين وقود الغاز لمحطات توليد الكهرباء خلال شهور الذروة، استقرار التغذية الكهربائية ينعكس فوريًا على الإنتاج الصناعي (أسمنت، أسمدة، بتروكيماويات، معادن) وسلاسل الإمداد والخدمات، ويقلّل خسائر الانقطاع وتكاليف الاعتماد على بدائل أعلى كلفة/أعلى انبعاثًا (وقود سائل)، رفع القدرة الإجمالية إلى 1.5 مليار قدم³/يوم يعطي هامش مرونة تشغيلي واضح في أوقات الطلب المرتفع. 

2- مرونة تسعيرية وتجارية، حيث وجود FSRU في السخنة يتيح تنويع مصادر الشراء عبر السوق الفورية ومتوسطة الأجل، والمفاضلة بين شحنات من الأطلسي/المتوسط/إفريقيا بحسب النافذة السعرية، هذه الاختيارات تعزز قدرة «إيجاس» على تحسين متوسط تكلفة سلة التوريد بدل الارتهان لمصدر واحد، مع قابلية التسليم السريع (Fast-Track) عند الحاجة بفضل جاهزية المنظومة.

3- استدامة تشغيل المصانع والتصدير، حيث أن استقرار الغاز يُثبت تشغيل مصانع الأسمدة والبتروكيماويات، ما يحافظ على تدفقات الصادرات وقيمة مضافة محلية بدل خسارتها بسبب نقص الوقود، الاستقرار التشغيلي يرفع أيضًا كفاءة الصيانة والتخطيط لشحنات المواد الأولية والمنتجات النهائية.

4- تقليص الاعتماد على الوقود السائل، التحول إلى الغاز في محطات الكهرباء يقلص فاتورة الاستيراد من المشتقات النفطية وانبعاثات الكربون لكل ميجاواط/ساعة مُولدة، ويخفض تكاليف التشغيل والصيانة المرتبطة بالوقود السائل (التآكل، فترات التوقف).

 

5- إدارة المخاطر الجيوسياسية، قدرة الاستيراد الفورية عبر «إسكيمو» تمنح مصر أداة تحوط أمام أي تذبذبات في إنتاج الغاز المحلي أو اضطرابات إقليمية، ومع ترتيبات العقبة المرنة، تتشكل مظلّة إقليمية لتبادل القدرات وزيادة أمن الطاقة المصري.

6- تعزيز وضع «مصر مركزًا إقليميًا للطاقة، حيث أن وجود بنية تحتية مزدوجةإسالة للتصدير في إدكو ودمياط + استيراد عبر FSRU في السخنة وربما وحدات أخرى يرفع جاذبية مصر كبوابة غاز مرنة، ويزيد قدرة الدولة على المواءمة بين التصدير والاستيراد وفق دورة السوق، كما أن انضمام وحدة ثانية مثل «إنرجوس وينتر» (لميناء دمياط) يُعزز هذه المنظومة المرنة.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.