تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بثلاث مناسبات هامة أولها تذكار شهادة القديسة ملاتينى العذراء، وثانيها ذكرى نياحة القديسة ثاؤبستى.
بهذه المناسبة، قال السنكسار الكنسي إنها كانت هذه القديسة قد تزوجت ورزقت ولدا واحدا ومات بعلها وهى في ريعان الصبا: “فأخذت على نفسها أن تترهبن، فابتدأت بممارسة السيرة الروحانية. وواظبت على الصوم والصلوات المتواترة وكثرة المطانيات ليلا ونهارا”.
ثم مضت إلى الأب القديس الانبا مقاريوس أسقف نقيوس التي هي نقيوس ايشاتى هي زاوية رزين بالمنوفية. وسجدت له، وتباركت منه ثم سألته أن يصلى عليها ويلبسها اسكيم الرهبنة. فأشار عليها الأب الأسقف آن تجرب نفسها سنة واحدة. ووعدها أنه بعدها يلبسها الإسكيم الرهباني. فمضت إلى منزلها وحبست نفسها في بيت صغير وسدت بابه وجعلت به طاقة صغيرة. وكان ولدها البالغ من العمر اثنتي عشر سنة يهتم لها بمطالب الحياة.
واندفعت في عبادات شاقة بزهد وتقشف وانقضت السنة وقد نسى الأب الأسقف ما كان قد وعد به هذه القديسة من أنه سيلبسها ثوب الرهبنة، فرآها في النوم بهيئة مضيئة وقالت له يا أبى: كيف نسيتني إلى الآن وأنا سوف أتنيح في هذه الليلة.
ورأى الأب الأسقف كأنه قام من نومه، وصلى عليها صلاة الرهبنة وألبسها ثوبها. ولما لم يجد قلنسوة خلع قلنسوته من فوق رأسه، ووضعها عليها. ثم وشحها بالإسكيم المقدس وأمر تلميذه أن يأتيه بقلنسوة أخرى فلبسها. وكان بيدها صليب من الفضة فناولته له قائلة. أقبل يا أخي من تلميذتك هذا الصليب.
وقيل إنه لما صحا من نومه وجد الصليب بيده وتأمله فإذا هو جميل !لصنع. فتعجب ومجد الله، وفى الصباح المبكر مضى هو وتلميذه إلى بيت تلك المرأة المباركة. فتلقاهما ابنها وهو يبكى بدموع غزيرة. ولما سأله عن السبب، أجابه: ان والدتي استدعتني في منتصف هذه الليلة، وودعتني وقالت لي: يا أبني مهما أشار عليك الأسقف، افعله ولا تخرج عنه. وسأتنيح في هذه الليلة وأمضى إلى السيد المسيح. ثم صلت على وأوصتني قائلة "احفظ جميع ما أوصيتك به ولا تخرج عن رأى أبينا الأسقف". وها أنا بين يديك. فأتى الأب الأسقف إلى حيث القديسة وقرع الباب فلم تجبه، فقال حقا لقد تنيحت هذه المباركة وأمر تلميذه بفتح الباب.
ولما دخل الأسقف وجد القديسة قد أسلمت الروح، وهى متشحة بالإسكيم الذي وشحها به في الرؤيا وأيضا القلنسوة التي كان يلبسها. فاغرورقت عيناه بالدموع، وسبح ومجد الله الذي يصنع مرضاة قديسيه. وكفنها الأب الأسقف كعادة الرهبان. واستدعى الكهنة فحملوها إلى البيعة المقدسة. وصلوا عليها بإكرام عظيم. وكان في المدينة رجل وثني مقعد، معذب من الأرواح الخبيثة، فلما سمع ترتيل الكهنة طلب من أهله أن يحملوه ويمضوا به إلى حيث جسد القديسة فلما أتوا به إلى البيعة اقترب من الجسد المقدس بإيمان فشفى لوقته، وخرج منه الشيطان وكان يصلى معافى. فأمن لوقته بالسيد المسيح هو وجميع أهله. فعمدهم الأب الأسقف.