نظم مركز “بى لمباس” للدرسات القبطية بكنيسة السيدة العذراء مريم بمهمشة، برئاسة وحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس أسقف عام منطقة شرق السكة الحديد، اللقاء الشهري المعتاد، حيث استضاف المركز الاستاذ المهندس جورج كيرلس عوض مدير مشروع المتحف المصري الكبير بارواسكوم الذي القي محاضرة هامة عن تنوع ريبيرتوار الألحان القبطية بالكنيسة القبطية .

وذلك بحضور العديد من الباحثين والدكاترة والمهتمين بالتراث والفنون القبطية والعديد من الآباء الكهنة والخدام.

بدأ اللقاء بصلاة افتتاحية قادها نيافة الأنبا مارتيروس،، ثم رحب نيافته بالحضور الكريم، وتمنى لهم الاستمتاع بمحاضرة الاستاذ المهندس جورج كيرلس عوض وقام المهندس أشرف موريس منسق اللقاءات بمركز “بى لمباس ” بتقديم الاستاذ المهندس جورج كيرلس ونبذة مختصرة عنة

وفي البداية قال الاستاذالمهندس جورج كيرلس عوض ان

القداس الإلهي كله ألحان، بكل أساليب الأداء نحو 5 ساعات متصلة، وعظة ربع ساعة فقط.

وفي يوم الجمعة العظيمة التسبيح 10ساعات، وعظة نصف ساعة.

حيث اوضح الاستاذالمهندس جورج كيرلس ان للتسبيح قوة عظيمة تظهر في الكتاب المقدس بعهديه القــديــم والجــديــد.

اولا في العهد القديم

في أخبار الأيام التاني الأصحاح 20: آية : وَقَفَ يَهُوشَافَاطُ الملك وَقَالَ «يَا رَبُّ إِلهَ آبَائِنَا

الَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ الآتِي عَلَيْنَا”. وأقام يهوشافاط : مُغَنِّينَ لِلرَّبِّ وَمُسَبِّحِينَ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ أَمَامَ الْمُتَجَرِّدِينَ وَقَائِلِينَ: «احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ».

22 وَلَمَّا ابْتَدَأُوا فِي الْغِنَاءِ وَالتَّسْبِيحِ جَعَلَ الرَّبُّ أَكْمِنَةً عَلَى بَنِي عَمُّونَ وَمُوآبَ وَجَبَلِ سِعِي الآتِينَ عَلَى يَهُوذَا فَانْكَسَرُوا… وَإِذَا هُمْ جُثَثٌ سَاقِطَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَلَمْ يَنْفَلِتْ أَحَدٌ وَاللاَّوِيُّونَ الْمُغَنُّونَ أَجْمَعُونَ: آسَافُ وَهَيْمَانُ وَيَدُوثُونُ وَبَنُوهُمْ وَإِخْوَتُهُمْ، لاَبِسِينَ كَتَّانًا، بِالصُّنُوجِ وَالرَّبَابِ وَالْعِيدَانِ

وَاقِفِينَ شَرْقِيَّ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُمْ مِنَ الْكَهَنَةِ مِئَةٌ وَعِشْرُونَ يَنْفُخُونَ فِي الأَبْوَاقِ. 13 وَكَانَ لَمَّا صَوَّتَ الْمُبَوِّقُونَ وَالْمُغَنُّونَ كَوَاحِدٍ صَوْتًا وَاحِدًا لِتَسْبِيحِ الرَّبِّ وَحَمْدِهِ، وَرَفَعُوا صَوْتًا بِالأَبْوَاقِ وَالصُّنُوجِ وَآلاَتِ الْغِنَاءِ وَالتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ: «لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ».

أَنَّ البَيْتَ،بَيْتَ الرَّبِّ، امْتَلأَ سَحَابًا. وَلَمْ يَسْتَطِعِ الْكَهَنَةُ أَنْ يَقِفُوا لِلْخِدْمَةِ بِسَبَبِ السَّحَابِ، لأَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ مَلأَ بَيْتَ اللهِ.

وفي العهد الجديد عندما سبح بولس وسيلا في السجن وهما مربوطان بالسلاسل الحديدية،

في أعمال الرسل أصحاح 16

“وَنَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بولس وسيلا ُيصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ، وَالْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا.

فَحَدَثَ بَغْتَةً زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَتَّى تَزَعْزَعَتْ أَسَاسَاتُ السِّجْنِ، فَانْفَتَحَتْ فِي الْحَال الأَبْوَابُ كُلُّهَا، وَانْفَكَّتْ قُيُودُ الْجَمِيعِ”

في سنكسار يوم 4 كيهك

تذكار نقل أعضاء القديس إندراوس من سوريا إلى القسطنطينية.

وهو أخو بطرس الرسول، وأُختير أن يمضي إلى مدينة اللد وكان معه تلميذه فليمون وهو شجي الصوت، فأمره أن يصعد المنبر ويقرأ .

فلما سمع كهنة الأوثان بمجيء أندراوس الرسول أخذوا حِرابهم وأتوا إلى الكنيسة ووقفوا خارجًا ليسمعوا ما إذا كان يجدف على آلهتهم أم لا،

فسمعوه يرنم مزمور داود النبي:

“أصنامهم فضة وذهب عمل أيدي الناس، لها أفواه ولا تتكلم، لها أعين ولا تبصر، لها آذان ولا تسمع، لها مناخر ولا تشم، لها أيدٍ ولا تلمس لها أرجل ولا تمشي ولا تنطق بحناجرها . مِثلها يكون صانعوها بل كل مَن يتكل عليها” (مز115: 4-8)

فإبتهجت قلوبهم من حسن صوته ولانت عواطفهم ودخلوا الكنيسة وخرّوا عند قدمي أندراوس الرسول، فعلمهم ومن ثمَّ آمنوا بالسيد المسيح فعمدهم وكل من بقى من عابدي الأوثان .

تطرد الشياطين

حيث يوجد التسبيح يوجد الله فلا يمكن أن يوجد الشيطان.

“وكان عندما جاء الروح من قبل الله على شاول أن داؤد أخذ العود وضرب بيده فكان يرتاح شاول ويطيب ويذهب عنه الروح الردئ” (1 صم 16 : 23)..

انتقلت بالتقليد الشفاهي وبالروح

في سيرة الأنبا غليون السائح أن الأنبا أسحق رئيس دير القلمون طلب منه “إذ لم يكن في الدير من يحفظ الألحان والمزامير مثله قائلاً : (خذ إليك موسى الصبي وعلمه ترتيب البيعة وألحانها) فأخذه إليه وضمه إلى صدره وقال له:

“يا ابني اقبل مني الروح الذي فيَ، فإني في اليوم السابع أتنيح“ وان موسى قبل منه الروح فكان يزيد في القراءة والألحان

هي من فم المسيح ”ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون“

ومن فم جميع الآباء القديسين

البطاركة والأساقفة والقمامصة والقسوس والشمامسة على مدى 2000 عام

الأبعاد الخمس للحن القبطي

البعد العقائدي

البعد الطقسي

البعد الموسيقي

البعد الروحاني

البعد التاريخي

اكد الاستاذ المهندس جورج كيرلس ان هناك تنوع للألحان القبطية ، حيث أعدت الكنيسة القبطية ريبيرتوار لكل مناسبة من مناسباتها الطقسية والليتورجية،

لكى ما تجعل برامجها التسبيحية فعالة ومؤثرة ومتنوعة ومتكاملة ، ومتغيرة رغم تحركها داخل إطار تقليدى ثابت.

وهذا التنوع كان لابد منه،إذ أن طقوس والحان بعض المناسبات يصل زمنها إلى أكثر من 10 ساعات متصلة.

ومن أجل تحقيق هذا ،قامت الكنيسة بعمل الآتى

1- تنوع فى أزمنة الألحان فى تعاقبها

حتى أننا نجد ألحانا أو مردات قصيرة زمنها لا يتجاوز 5 ثوانى، بينما هناك ألحان زمنها يصل الى أكثر من ربع ساعة.

يارب إرحم

2- تنوع فى أسلوب الصياغة

فاللحن الذى يغلب عليه طابع الميليسما يعقبه لحن بأسلوب الدمج ،واللحن الذى تم صياغته من قالب، يكون الذى يليه من قالب آخر. مثل

ألحان تسبحة كيهك

الهوس

ولبش الهوس

3- تنوع أساليب الآداء

التي يرنم بها في الكنيسة القبطية

أنتيفونالى ” تقـابلى“( قبلى – بحرى)

ريسبونسوريالى “ تجاوبى بالمرد“

فــــــــــردى

جـــمـــاعــى

4 – تنوع فى سرعات وإيقاعات الألحان

فاللحن السريع، عادة ما يعقبه لحنا رزينا واللحن البسيط الإيقاع يعقبه لحن مركب الإيقاعات

هيتنى برسفيا

إبشويس إفنوتى

5 – تنوع فى طبيعة اللحن ليوائم المناسبة

فمرد الانجيل في الصوم الكبيرله طبيعة مختلفة تماما عن مرد الإنجيل في قداس عيد الميلاد

مرد الإنجيل في أيام الصوم المقدس واوضح الاستاذ المهندس جورج كيرلس ان

هذا اللحن وضعته الكنيسة ليكون نموذجاً “للنسك النغمي“

فهو لحن قليل النغمات

له صورة “الزهد الإيقاعي“

فأشكاله الإيقاعية أيضاً بسيطة للغاية يمكن لأي طفل أن ينقرها بأصبعه

وهو” لحن متقشف”

لا يحوي أية تغيرات مقامية ولا إيقاعية.

وكأن الكنيسة تعلم أولادها النسك والزهد والتقشف ليس في الطعام فقط، ولكن من خلال موسيقاها الروحية.

مرد الإنجيل في قداس عيد الميلاد

6- تنوع فى المقامات المصرية القديمة

وأجناسها المختلفة التى عددها يفوق المائة ،مما يخلق جوا متجددا من الألحان.

وتطويع هذه المقامات

مقام صبا : هذا هو اليوم الذى صنعه الرب

مقام سيكاه: سوتيس أمين و لحن طاي شوري

مقام راست: لحن ني سافيف تيرو ولحن أي أغابي

مقام بياتي: لحن تي شوري

7- حددت دورا فعالأ لآلتى الناقوس والمثلث

لتحقيق التوازن السمعى ما بين لحنا يتم مصاحبته بهما، بينما الذى يليه تصمتان فيه.

أما عن البهجة التى يشيعها إستخدام الناقوس والمثلث فهى لا توصف إنما تعاش.

تصور معي لو كل الالحان باستخدام الناقوس والمثلث او جميعها بدون

الحركة أثناء اداء الألحان يشير الاستاذ المهندس جورج كيرلس ان

الحركة أثناء أداء الألحان داخل الكنيسة القبطية لها دور عميق الأثر، فدوران الأسقف والكهنة وهم يحملون المجامر الذهبية يتصاعد منها البخور،ومعهم الشمامسة يحملون الشموع والأيقونات ،والصلبان معلق بها الشارات، وهم يدورون حول البيعة ثلاثة مرات وسط الشعب ، يرنمون بصوت واحد “كيرياليسون” يارب إرحم،لا يدع مجالا للشك فى تأثيره الروحى والنفسى المتجدد، ويمكن لنا أن نتخيل أداء نفس هذا اللحن بدون ذلك.

في الألحان التي تُرتل أثناء الحركة، بيحدث حالة إسمها ستريوفونيك Stereophonic

بتعمل Crescendo & Diminuendo

وبتجعلني أعيش بهجة القيامة في لحن مثل “تين أناستاسين” “T3n anactacin”، و “توليثو” “tov li0ov” وغيرهما من الألحان التي ترتل في الدورات الطقسية والزفات.

كذلك أداء لحن “تين هوس إيروك”

(نسبحك نباركك… ونسجد لك)

وكل الإكليروس والشعب ساجدون يعطى إحساسا بالخشوع والمهابة والإنسحاق أكثر من أداء نفس اللحن وهم واقفون.

وأداء لحن “آمين طون ثاتاتون”

ومعناه “بموتك نبشر.. ونتضرع إليك”

والشعب رافعا يديه الى فوق متضرعا

وأقدامه أوشكت أن تترك الأرض الى فوق،

له تأثيرا أقوى من أن يرنم بذات اللحن ويديه الى أسفل.

9- الملابس الكهنوتية :-

جعلت للملابس الكهنوتية دورا هاما فى تلوين الجو العام المصاحب لأداء الألحان القبطية،فمثلا بعد الإنتهاء من رفع بخور باكر ، يبدأ قداس الموعوظين بلحن البركة “تين أوأوشت” الذى فى أثنائه يقوم الكهنة بتغيير ملابس النسك السوداء، ليرتدوا التونية البيضاء رمز الطهارة والنقاء والنور، وكذلك الشمامسة،فيكون لحن البركة أكثر لمعانا إذ تنضح عليه الملابس البيضاء فيصطبغ أداؤه بلونها المبهج.

10 – جرس الكنيسة

إستخدمت جرس الكنيسة الذى له وقع غير عادى فى النفس عند عند تقديم الحمل مع التسبيح

بلحن “كيرياليسون”

فهو يعطى إحساسا فياضا

بالدعوة للخلاص، ووقع نغماته

العذبة العميقة مع نغمات اللحن يكون له تأثير فى جذب البعيدين الى داخل الكنيسة.

ويقول ابن سباع :

”عند دق الأجراس، تنزعج الأرواح الشريرة وتهرب، وينتبه النائمين قرب البيعة“. ويؤكد أن: ”أول من ضرب الجرس في الوجود هو “نوح البار” وكان لاجتماع ما أمر به الرب من إنسان وحيوان وطائر لينجو من الغضب والطوفان“.

والكنيسة هي سفينة النجاة التي فيها ننجو من طوفان بحرالعالم

لذلك تدق الأجراس ليدخل إليها المؤمنين فينجوا برحمة الرب.

وأفضل مناسبة تعلن عن رحمة الرب،

هي لحظة تقديم الحمل ،

التي تشير إلى تهيئة المسيح حمل الله

ليكون كفارة عن خطايا العالم

لذا يقال لحن كيرياليسون .

11- وعن تلاقي الفنون يقول الاستاذ المهندس جورج كيرلس

سمحت لكل الفنون أن تتلاقى معا أثناء أداء الألحان الفن التشكيلى متمثلا فى الأيقونات التى تزين الكنيسة،

والفن المعمارى المتمثل فى القباب والأعمدة

والإضاءة المتمثلة فى الشموع،

والديكور المتمثل فى المشغولات الخشبية بالحجاب والستور،

وتنبعث الألحان وسط كل ذلك فيكون لها رونقا جذابا.

للعلم:

أول من ألف أوبرا كلاوديو مونتي فيردي (1567-1643)

تنوع الريبيرتوار
داخل الطقوس الكنسية يوضح الاستاذ المهندس جورج كيرلس
ان تنوع فى أزمنة الألحان فى تعاقبها

تنوع فى أسلوب الصياغة (ميليسنا – دمج)

تنوع أساليب الآداء ( تقـابلى ”قبلى – بحرى“ – تجاوبى بالمرد – فــــردى – جـمـاعـى)

تنوع فى سرعات وإيقاعات الألحان المتعاقبة

تنوع في طبيعة الالحان لئوائم المناسبة

تنوع فى مقامات الألحأن وأجناسها

حددت دورا فعالأ لآلتى الناقوس والمثلث

جعلت للحركة أثناء أداء الألحان دور عميق الأثر.

جعلت للملابس الكهنوتية دورا هاما

إستخدمت جرس الكنيسة لدعوة المؤمنين

سمحت لكل الفنون أن تتلاقى معا أثناء أداء الألحان.

واختتم اللقاء ببعض المداخلات الهامة من الباحثين والسادة الحضور، على العديد من الأسئلة والتعليقات والاستفسارات والمداخلات من الحضور، في جو من الحب والود ثم قدم نيافة الأنبا مارتيروس الشكر للحضور الكريم و الاستاذ المهندس جورج كيرلس

ومن المعروف ان مركز (بي لمباس) يختص بدراسة أنشطة التراث القبطي والرحلات العلمية وورش عمل، وتبنى أبحاث علمية جديدة لتدريب صغار الباحيثن على الدراسة والبحث فى مجال القبطيات، بالإضافة إلى كورسات خاصة بدراسة اللغة اليونانية ، لمدة ساعة ، ومناقشة نصف ساعة ، وذلك بقاعة مجهزة خاصة بمقر نيافة الأنبا مارتيروس ويحاضر فية نخبة من السادة الأساتذة المتخصصين في التراث القبطي ، كالتاريخ والفن والآثار ، والأدب القبطي ، والموسيقي القبطية ، وتاريخ الرهبنة ، والمخطوطات .