أصبحت الأماكن هي همست الوصل بين الماضي والحاضر وهي المرشد والشاهد على جميع الأحداث التي مرت في العصور التي نسمع عنها في الكتب، واليوم نحن أمام شاهد عيان رأى حدث تاريخي ومعجزة ظلت متعلقة 38 عاما حيث رأت وسمعت بركة بيت حسدا حوار دار بين الرب يسوع والمخلع الذى جلس طويلاً وهو على فراش العجز ليس له أحد يعوله أو يساعده،38 عاما فى المرض ولكن الأمل ظل موجود وسلاح الإيمان كان أقوى من اليأس، ويعد أحد المخلع هو خامس أسابيع الصوم الكبير الذي تمتد مدته 55 يومًا متصلة.
تعرف على بركة بيت حسدا
يعد بركة بيت حسدا اسم آرامي معناه “بيت الرحمة” ولم يذكر بيت حسدا إلا في إنجيل يوحنا قد ورد فى الإنجيل مواصفات هذه البركة أنها بالقرب من باب الضأن، بركة قديمة فيها خمسة أروقة وهي بقرب كنيسة القديسة حنة (آن) في أورشليم، وقد اكتشفت في سنة 1888 م. وأظهرت الحفريات أن البركة مطوّقة بمستطيل به أربعة أروقة مع مجرى خامس عبر البركة يقسمها إلى قسمين.
وأكد جميع المدققين أنها موضع معجزة المخلع التي صنعها يسوع، والبركة محفورة في الصخر تمتلئ بماء المطر، طولها 55 قدما وعرضها 12 قدما، ويهبطون إليها بسلم ملتوية شديدة الانحدار.وقد اشتهرت بركة بيت حسدا بما كان لها من الخواص الطبيّة التي كانت تشفي كل إنسان من أي مرض اعتراه.
فكان أصحاب الأمراض والأسقام يقصدونها من كل جهة ليحصلوا على الشفاء من أمراضهم، وكانوا جميعهم يقيمون في أروقة مبنية حول البركة ينتظرون تحريك الماء.
القرن الرابع بناء كنيسة البيزنطية
وفي القرن الرابع (البيزنطيين) بنى البيزنطيين كنيسة تخليدا لهذا الحدث وتغطي الكنيسة القديمة التي أعيد اكتشافها، سطح البركة، لأنها تقوم على خمس أقواس معمارية تخليدا لذكرى الأروقة الخمسة. وحتى أيام الحروب الصليبية (حروب الفرنجة) ذكر التقليد المسيحي أن موقعها الحقيقي بركة على بعد قليل من الشمال الغربي للباب الذي يعرف الآن باسم القديس استفانوس فى الربع الإسلامى من القدس ، وكانت جزءا من بركة مزدوجة. وقد بنى فوقها في عصرين متتالين كنيستان مسيحيتان، ثم دمرهم المسلمون تماماً ، وبدأوا منذ القرن الثالث عشر يعتقدون أنها هي “بركة إسرائيل الكبرى” التي تلاصق منطقة الهيكل من الجهة الشمالية.ملاكا يحرك الماء داخل البركة
ولكن بعد فترة من الزمن أعيد الكشف عن الموقع التقليدي القديم، وهو بالقرب من كنيسة القديسة “حنة” وأصبح هو الموقع المقبول .
وهو عبارة عن بركة محفورة في الصخر تمتلئ بماء المطر، طولها 55 قدما وعرضها 12 قدما، ويهبطون إليها بسلم ملتوية شديدة الانحدار. وتغطي الكنيسة القديمة التي أعيد اكتشافها، سطح البركة، لأنها تقوم على خمس أقواس معمارية تخليدا لذكرى الأروقة الخمسة. وفي الطرف الغربي من البركة ولعله كان موقع النبع توجد لوحة جصية كادت تنطمس معالمها وتنمحي ألوانها، تمثل ملاكا يحرك الماء، ويشفى جميع المرضى الذين ينزلون البركة بعد تحريك الملاك للمياه.
اكتشاف البركة فى القرن التاسع عشر
أجريت الحفريات في القرن 19، أسفرت عن إكتشاف على يد “شيك” خزان كبير من الماء يقع حوالي 100 قدم إلى الشمال الغربي من كنيسة القديسة حنة.
وأشار إلى أنه كان بركة بيت حسدا. وأكدت مزيد من الحفريات الأثرية في المنطقة هذا الإكتشاف فيما بعد ، ففي عام 1964، اكتشفت بقايا الكنائس البيزنطية والصليبية، وحمامات الشفاء صغيرة والآخر من اثنين من تجمعات كبيرة، والسد بينهما.
وقد اكتشف أن بناء الكنيسة البيزنطية بنيت في قلب بناء الإمبراطور هادريان، وكانت الكنيسة البيزنطية تحتوي على حمامات الشفاء من بركة بيت حسدا.
معجزة المخلع التي ارتبطت بالبركة
وتحتفل الكنيسة القبطية يوم الأحد الخامس أو أحد المخلع فى الصيام الأربعيني المقدس قبل عيد القيامة : المقصود بالمخلع، هو مريض بيت حسدا « اسم أرامي معناه بيت الرحمة»، والذي شفاه السيد المسيح في معجزة بعد 38 سنة قضاها مشلولا، حيث قام وحمل سريره.
تدور تلك القصة عندما كان يجلس مريض بيت حسدا قرب بركة ، التي كان يجتمع حولها عدد كبير من المرضى من أجل شفاء أمراضهم ، حيث كان ينزل ملاكا في البركة ويحرك الماء ، وبعد تحريك الماء كان المرضى يشفون على الفور حيث التقى بالسيد المسيح وساءله: «أتريد أن تبرأ ؟» ، فقال له: «يا سيد ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء، بل بينما أنا آتٍ ينزل قدامي آخر»، فقال له الرب يسوع: «قم احمل سريرك وامش ، وبالفعل قام في الحال ومشى.