أمير كمال: نعمل على أن يكون اللاجىء عنصر فعال ومفيد لمصر من خلال مهاراته ويكون لديه استدامة في المعيشة
شيري رمزي: كاريتاس لم تتوقف عن تقديم الخدمة للاجئ ولكن تكون الخدمات متغيرة وفقًا لاحتياجات الأسرة
مسئول قطاع اللاجئين بالإسكندرية: لدينا فريق قوي من المتطوعين الاجئين يقدمون المساعدات لنفس مجتمعهم
خلال أزمة السودان.. كاريتاس تدخلت بشكل سريع عن طريق مكتب أسوان وانشأت مراكز صديقة للأطفال
كاريتاس اللاجئين تقدم الدعم النفسي والطبي والمجتمعي للاجئين السودانيين
تشتبك كاريتاس في تقديم خدماتها بكافة الفئات المستضعفة والمهمشة والأكثر احتياجًا، و من منطلق رفع شعار “الإنسان اولًا” فاهتمت كاريتاس مصر بتقديم الخدمة للاجئين الي مصر عبر سنوات كثيرة، وبعد التنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، واصلت كاريتاس تقديم خدمات الرعاية لكافة اللاجئين، بهدف تحسين الظروف الاجتماعية للأفراد وأسرهم وفقا للمعايير التي وضعتها وكالة الأمم المتحدة للاجئين، وفي هذا الحوار التقت وطني بالاستاذ أمير كمال مسئول برنامج اللاجئين بالإسكندرية ، و الاستاذة شيري رمزي مديرة مشروع الدعم المجتمعي بكاريتاس الإسكندرية قطاع اللاجئين.
في البداية نريد معرفة تاريخ اهتمام كاريتاس بخدمة اللاجئين ؟
كاريتاس موجودة في مصر منذ عام ١٩٥٦ ومكتب اسكندرية تم إنشاءه في ١٩٧٥، وبدأ العمل مع اللاجئين الأرمن والسودانيين ومنذعام ٢٠٠٥ عندما بدأت الحرب في العراق ومجيئ بعض اللاجئين العراقيين الى الإسكندرية قامت كاريتاس ببعض التدخلات، وكان عددهم يقرب من ٥الى ٧ آلاف لاجئ، و استمر العمل مع اللاجئين العراقيين حتى اندلعت الأزمة السورية ٢٠١٣، فكان هناك استجابة سريعة من كاريتاس لضرورة فتح مكتب دائم لكاريتاس اللاجئين في الاسكندرية وبدأ التعامل معهم بتدخلات سريعة كتقديم المساعدات المالية او المساعدات الطبية، ومن ثم بدأ المكتب في التوسع في تقديم البرامج المختلفة.
كما أن مكتب الإسكندرية مسئول عن المنطقة الجغرافية محافظات الساحل الشمالي بداية من محافظة مطروح وصولًا لمحافظة بورسعيد، و في هذه المحافظات ما يقرب من ٤٣ الف لاجئ.
وماذا عن رؤية برنامج اللاجئين لكاريتاس مصر؟
شعار كاريتاس هو “الانسان أولًا”، فاللاجئ من الفئات المهمشة في مصر لذلك هو من الفئات المستهدفة، وكاريتاس تقدم خدمة متكاملة للإنسان سواء خدمات طبية او مادية او مجتمعية وذلك من خلال مراكز متخصصة ، كما هناك خدمات دعم نفسي للأطفال ونراعي ان تقدم جميع الخدمات لجميع الفئات والأعمار.
ما هي أكثر الدول التي تخدم كاريتاس اللاجئين القادمين منها؟
مصر بها ما يقرب من ٣٠٠ الف لاجئ بحسب احصائيات المفوضية السامية لشئون اللاجئين، ولكن كاريتاس الإسكندرية تخدم ما يقرب من٤٣ الف ب ٥٦ جنسية مختلفة ولكن معظمهم من السوريين والسودانيين كما يوجد أيضًا لاجئين من التشاد ومن الصومال واليمن ومن العراق .
هل هناك ربط بين مجهودات الدولة في خدمة اللاجئين وخدمات كاريتاس؟
كاريتاس مصر تعمل بالأساس باستراتيجيات تتماشى مع سياسيات الدولة في خدمة هذا القطاع، ونحن نجد مصر تبذل مجهودات كبيرة في هذا الملف، و توجه القيادة السياسية أن يكون للاجئ في مصر نفس حقوق المواطن العادي فيسكن في منازل كالمصريين ويحصل على كافة الخدمات المقدمة للمواطن المصري، و جميع الوزارات تقدم الخدمات للاجئين كما تقدمها للمصريين ، فلذلك رؤية كاريتاس تتماشى مع رؤية القيادة السياسية، فمساعدتنا لم تتوقف على المساعدات الطارئة بل نقدم خدمات متكاملة وأكثر عمقًا فنحن نهتم بالدمج المجتمعي للاجئ لكي يصبح عضوًا نافعًا للمجتمع المصري، ونقوم بتنفيذ برامج للدمج المجتمعي عن طريق مراكز خاصة بنا بمنطقة سيدي بشر ومنطقة العجمي ومنطقة برج العرب وبمحافظة دمياط وذلك لأن تمركز اللاجئين يكون هناك بشكل قوي نظرًا لانخفاض أسعار المعيشة في تلك المناطق، وهذه المراكز دورها دمج اللاجئ في المجتمع وتبادل الثقافات لكي لايشعر اللاجئ انه يعيش في جزر منفصلة،
كما تقوم كاريتاس بزيارات ميدانية للاجئ نقيس من خلالها احتياجات اللاجئ، ومن ثم نبدأ في تقديم البرامج المختلفة وفقًا للاحتياجات .
على مر السنين هل تطورت خدمة اللاجئين والبرامج المقدمة لهم وفقًا لاحتياجاتهم؟
بالطبع تم استحداث برامج مختلفة طوال رحلة خدمة اللاجئين مثل برنامج دعم سبل المعيشة فهذا البرنامج يهدف لمساعدة اللاجئ بالحصول على دخل من خلال مهاراته او من خلال بعض المشاريع ، فيهدف البرنامج الي دعم اللاجئ لضمان استمرار دخل مستقر له عن طريق تقديم بعض المنح المادية لإنشاء مشاريع اقتصادية توفر له الاستدامة في المعيشة داخل مصر.
و بالتأكيد نأمل أن يعود اللاجئ الى وطنه وأن تستقر الأوضاع في تلك البلاد ولكن الى أن يحدث ذلك نحن نعمل على أن يكون اللاجئ طوال فترة وجوده في مصر عنصرًا فعالًا ومفيدًا للبلد من خلال مهاراته وأن يكون لديه استدامة في المعيشة.كيف يتم الوصول للاجئ لتقديم الخدمة له؟
كاريتاس تعمل منذ سنوات عديدة مع اللاجئين ، و هناك لاجىء يبحث عننا عندما يأتي إلى مصر، كما هناك متطوعين من اللاجئين بالجنسيات المختلفة يقومون بتوصيل اللاجئين الجدد الينا، وهناك ايضا قادة مجتمعيين من جنسيات مختلفة يقومون بتوصيل المعلومات الكاملة عن كاريتاس، كما هناك زيارات ميدانية مختلفة يقوم بها فريق كاريتاس لمناطق تمركز اللاجئين ومن هنا تبدأ رحلة تقديم الخدمات لهم وفقًا لاحتياجاتهم.
اطلعينا عن رحلة التعامل بين كاريتاس وبين اللاجئ؟
بداية بمجرد ان يحصل اللاجئ على كارت اللجوء من المفوضية السامية لشئون اللاجئين نبدأ بالتدخل معه وفتح ملف خاص به ونطلعه على كافة الخدمات التي يمكن أن يحصل عليها اللاجئ، ومن ثم نبدأ في مرحلة تقييم الحالة ومعرفة احتياجاته وتقديم المساعدات المالية او الطبية أو تقديم له برامج مستديمة بشكل أكثر لكي يستطيع الاستقرار داخل المجتمع المصري.
او دمج الشباب عن طريق مراكز الشباب وتقديم كورسات تعليمية لهم اون لاين، فنحن نقدم لهم الخدمة وفقا لاحتياجاتهم .
ومتى يتم وقف تقديم المساعدة للاجئ؟
كاريتاس لا تتوقف عن تقديم الخدمة للحالة ولكن تكون الخدمات متغيرة وفقًا لاحتياجات الأسرة فنحن نقوم بعمل متابعة واعادة تقييم للحالة كل فترة زمنية، ومعرفة مدى احتياج الحالة لاستمرار الخدمة المقدمة أو أن الحالة اصبحت في حاجة لتقديم خدمة بشكل آخر، وهناك بعض الخدمات تكون تقديمها مشروطة كالمساعدات المادية.
وماذا عن الجهات الشريكة مع كاريتاس الإسكندرية لقطاع اللاجئين ؟
كاريتاس لم تستطع تقديم كل هذه الخدمات بدون وجود شركاء نجاح فهناك دائما شركاء لنا فهناك شراكات مع لفيف من الوزارات منهم وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة و وزارة الشباب والرياضة، وهناك شراكات مع منظمات دولية مثل منظمة العمل االدولية والاتحاد الاوروبي والمفوضية السامية لشئون اللاجئين والوكالة الألمانية.
هل هناك ربط بين بين رؤية كاريتاس القاهرة و كاريتاس الإسكندرية .. و ماذا عن كاريتاس الدولية؟
كاريتاس مصر واحدة ولها نفس الرؤية والرسالة ولكن هناك توزيع جغرافي للمكاتب، و وفقًا لاحتياجات كل منطقة يكون هناك تغيير بسيط في شكل الخدمة المقدمة، وكاريتاس مصر منتسبة لكاريتاس الدولية ولها نفس الرؤية وشعارنا دائما “الإنسان اولًا”.
نريد أن نتعرف بشكل أقرب على خلية نحل قطاع كاريتاس الاجلئين بالإسكندرية ؟
قطاع اللاجئين بالإسكندرية يعمل من خلال مكتبين وهما مقر اداري بمحطة الرمل يقدم من خلاله الخدمات الطبية ومكتب آخر بمحافظة دمياط الجديدة، ويتكون الهيكل الوظيفي من ٨٥ موظف ولدينا فريق كبير من المتطوعين ، كما اشرنا سابقًا لوجود مراكز للدعم المجتمعي.
ويجب أن نشير الى وجود متطوعين لاجئين الذين يخدمون المجتمع الخاص بهم لأنهم أكثر الاشخاص الذين يشعرون بنفس المشاكل وهذه من التجارب الناجحة جدًا لدى كاريتاس.
السودان من أكثر الدول التي تعاني من حروب خلال هذا الفترة .. واستقبلت مصر الكثير من اللاجئين السودانيين خلال أيام قليلة.. كيف استعدت كاريتاس الإسكندرية لهذه الأزمة؟
الحقيقة ان كاريتاس مصر لديها مكتب دائم بأسوان منذ عامين وهو من العوامل التي ساعدتنا في التدخل السريع مع اللاجئين السودانيين، فنحن نقدم دعم نفسي اجتماعي بأسوان من خلال الوحدات الصحية في بروتوكول تعاون بين كاريتاس وبين وزارة الصحة وبين منظمة اليونسيف، ومن خلال هذا البروتوكول نقدم الدعم النفسي والتخاطب وتنمية المهارات للأطفال هناك، ومع بداية الأزمة السودانية بدأ التدخل االسريع وخاصةً بمحطة كركر عن طريق إنشاء مراكز صديقة للأطفال سريعًا لاستقبالهم وتقديم الدعم النفسي لهم ، كما قمنا بتقديم الوجبات الساخنة، وبدأنا بتقديم المساعدات المالية وخدمات طبية لأسر السودانيين.
هل وضع اللاجئين السودانيين جعل كاريتاس الإسكندرية تستحدث برامج جديدة لخدمتهم؟
خلال زياراتنا لأسوان لمسنا الحالة النفسية السيئة للسودانيين القادمين لذلك كان الدعم النفسي على رأس تدخلاتنا مع اللاجئين السودانيين، وايضًا تطوير خطط برنامج سبل المعيشة.
وماذا عن الصعوبات التى تواجه قطاع اللاجئين بالإسكندرية خلال رحلة العمل ؟
دائمًا تعمل كاريتاس مع الفئات الصعبة فلذلك في كل خطواتنا نجد صعاب، لكن بناء الثقة بين كاريتاس واللاجئ هي من أكثر الصعوبات لكي يستطيع اللاجئ الثقة في أن كاريتاس تقدم هذه الخدمات بدون أي مقابل، ومن الصعوبات ايضًا هو الوصول للاجئين أو تعريف اللاجئ بالخدمات التي تقدمها كاريتاس له ونحن نعمل في رؤيتنا على كيفية التغلب على تلك الصعوبات.
بالطبع وسط الصعوبات هناك قصص نجاح تكون دافع لاستكمال كاريتاس مسيرتها .. نريد معرفة بعض القصص؟
بالفعل هناك تعويضات لكم الصعوبات والمجهود البدني والنفسي المبذول طوال اليوم لتقديم خدمة مثمرة للاجئ، ونشعر بتلك التعويضات خلال زيارتنا المنزلية للاجئين ونستمع الى نقط تحول في حياة الأسر عن طريق خدمة بسيطة مقدمة لهم ، فهناك أسر اصبحوا لديهم مصانع صغيرة و ورش صغيرة يعمل بها المصريين واللاجئين، وايضًا عندما نجد أن هناك أسر استطاعت دمج أطفالها في التعليم المصري، وايضًا عندما نقدم خدمة طبية لأحد أفراد الاسرة ويأتي الينا لتقديم وردة تعبر عن شكره وامتنانه لكاريتاس، فهذه القصص هي الدافع لنا في استمرار تقديم رسالتنا.
ماذا عن تطلعات قطاع اللاجئين بالإسكندرية خلال الفترة القادمة؟
بالتاكيد نحن نتمنى عدم وجود لاجئين داخل مصر وأن يستقر كل إنسان داخل وطنه ولكن في حالة وجود اللاجئين نأمل ان تكون برامجنا تترك أثر داخل في اللاجئ ولا تكون خدمة مؤقتة بل تكون خدمة تترك أثر داخل نفس اللاجئ حتى عندما يعود الى وطنه او يتم توطينه في اي بلد آخر.