للمذبح أو الهيكل أهمية كبيرة تعطيها الكنائس بشكل عام، خاصة في عقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لأنه هو الموضع الذي يُقدم عليه الأسرار المقدسة، وله عدة أسماء منها ” المائدة -العُرس -الخيمة”.
وفي حوار خاص لموقع وطني مع ” كيرلس غالي” نحات قرية قوص بمحافظة قنا، والذي قدم مذبحًا لكنيسة السيدة العذراء مريم والملاك ميخائيل بأبي قرقاص البلد، شرق أبوقرقاص في المنيا، شرح لنا خطوات صناعة المذبح قائلاً : مذبح كنيسة السيدة العذراء مريم والملاك ميخائيل هو واحد من أصعب الأعمال وأمتعها بكل تأكيد ، حيث تكمن المتعة فى رحلة العمل من بداية الاتفاق بينى وبين القمص بولس عبودة راعى كنيسة السيدة العذراء مريم والملاك ميخائيل بأبي قرقاص من حوالي سنة .
وتابع كيرلس يقول : تم الاتفاق على كل التفاصيل والتصميم من خلال طرح أبونا لتصوره الفني ومتطلبات العمل ، وكان علي تنفيذ هذه الفكرة والتصور من العمل على تقديم رسومات مبدئية للفكرة .
قال ” كيرلس “: بعد موافقة أبونا بولس على التصميم ثم تنفيذ هذا التصور على الواقع ، وبالنسبة للخامات ، فتم الاتفاق على عمل المذبح من خامتين مختلفتين كلاهما يتمتع بالقوة والصلابة وجمال تجزيعة الخشب ، فكان المذبح خليطًا بين خشب الأرو وخشب السرسوع .
وشرح ” كيرلس “: تم الاستعداد للعمل من خلال جمع تصورات مختلفة لشكل الملائكة ، وكيفية تحميل قرصة المذبح على الملائكة دون الإضرار بالشكل العام للملائكة أو اختزال أى جزء من تفاصيله ، وقررت أن يكون وجه الملاك يتسم بالجدية لكى يكون مواكبًا لعظمة الحدث وهو حمل المذبح الذى ترفع عليه الذبيحة.
واختتم ” كيرلس “: رحلة العمل كانت طويلة بعض الشىء فاستغرقت ٦ أشهر مليئة بالمتعة والتعب ومحاربات الشيطان حتى لا يكمل العمل ، ولكن إرادة الله فوق كل شىء وتم العمل على أكمل وجه ، ولقد لاقى هذا المذبح استحسان الجميع من شعب وإكليروس و أيضًا مجموعة كبيرة من التعليقات الإيجابية التي تعكس مدى التعب والجهد المبذول فى هذا العمل .