القمص بيمن جورج تلميذ قديس العصر “أبونا ميخائيل إبراهيم ” فى حوار خاص ل “وطني” :
29.03.2025 16:51
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
وطني
القمص بيمن جورج تلميذ قديس العصر “أبونا ميخائيل إبراهيم ” فى حوار خاص ل “وطني” :
حجم الخط
وطني

قال عن قديس القرن العشرين “القمص ميخائيل إبراهيم ” أنه كان أب إعتراف لجيل بأكمله في وقت ندر فيه وجود الأب المختبر للحياة الروحية الحقيقة مع الله، فكان القدوة و المثال لكثيرين من ابنائه يأتون إليه من كل مكان طلبا في إرشاده والتلمذة على يديه، و كان واحدا ممن تمتعوا ببركته، يراه بالعيان لا بسمع الاذن لتجمعه مع ابينا الحبيب مواقف و ذكريات لا يمحوها الزمان مهما تمر السنين .. كان أبوه في الاعتراف ومرشده الروحي الذي ألفت إليه نفسه وتعلم منه الكثير في حياته و خدمته، أنه القمص بيمن جورج كاهن كنيسة مارمرقس بشبرا وتلميذ أبونا المحبوب القمص ميخائيل إبراهيم الذي كانت له البركة أن تتم سيامته على نفس المذبح الذي خدم فيه قديس العصر ليبدأ من حيث بدأ أبونا المحبوب ليحيا و يعيش بما تسلمه من أبينا الطوباوى في حياته و يستكمل ما بدأه داخل كنيسة مارمرقس بشبرا .

“وطني” التقت القمص بيمن جورج تلميذ القمص ميخائيل إبراهيم ليروى لنا ذكرياته و مواقفه الحياتية المختبرة مع أبينا المحبوب للتعرف أكثر على حياته بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبى لنياحته ، والتي من المقرر إعتراف المجمع المقدس بقداسته، فكان لنا هذا الحوار …

قال القمص بيمن جورج كاهن كنيسة مارمرقس بشبرا وتلميذ القمص ميخائيل إبراهيم ، أبونا الغالي كان نبتة صالحة من بيت مبارك تربى على يد والدين بارين فى جو روحى مرتبط بالكنيسة منذ صغره و لا عجب في ذلك، فوالده “إبراهيم يوسف” كان مرتبطا بكنيسته السيدة العذراء بكفر عبده مداوم على الصلاة يحب الخدمة ، فأحبه أهل بلدته وارداوا سيامته كاهنا على الكنيسة بكفر عبده وحدد يوم السيامة و بالفعل حضر الأب الأسقف لرسامته لكنه امتنع و هرب يوم السيامة من البلدة وقال “إنى لا استحق هذه الخدمة المقدسة، وبلا شك كان لوالده تأثير إيجابي على تكوين شخصيته وحياته الروحية .

الصليب سلاحه

كان أبونا الحبيب رجل صلاة، علامة الصليب سلاحه و قوته قبل أى شىء يصلى و يرشم بعلامة الصليب .. ابنائه كثيرين كانوا يأتوا إليه من كل مكان يطلبون صلاته والتبرك منه، و كل من كان لديه مشكلة و يأتي إليه طالبا حلا، يطلب منه الحضور معه القداس و بعده يعطيه الحل .

أتذكر فتاة ارتبطت بأحد من أقاربها والأمور على ما يرام وسافر الشاب لتكوين نفسه واستمرت الاتصالات بينهما مدة سنة إلا أنه بعد هذه الفترة اختفى وانقطعت أي أخبار عنه و ظلوا يبحثوا عنه دون جدوى و لا يعلموا ماذا حدث له ؟ فذهبت إليه طالبه إرشاده ماذا تفعل ؟ هل تنتظر أم ترتبط بآخر ؟ قال لها ” نحضر القداس بكرة وربنا يرشدنا “و بالفعل بعد القداس قال لها ” متستعجليش فوتي النهاردة بس” فتعجبت الفتاة ماذا سيحدث فى ليلة، و إذ به أخر اليوم يعود الشاب و يتم الزواج بقوة الصلاة .

كان عاشقا للمذبح و يستمد منه قوته فى حياته و فى كل اموره الخدمية، كان حريصا على ذكر ابنائه بالاسم وكل من لديه مشكلة لكى يتمجد الله بالحل .. يشهد له حضوره للكنيسة مبكرا في تمام الساعة الرابعة أو الرابعة والنصف وكنا كشمامسة نحضر للكنيسة نجده موجودا يصلي، و باستمرار كنت أراه بحوزته ظرف أصفر يضع فيه كل أسماء وطلبات ابنائه وكل ما لجأ إليه في مشكلة ليضعه على المذبح تحت لفافة الصينية لتحضر القداس بالكامل و رغم صلاته فى بداية طقس القداس لتلك الطلبات عند رفع الحمل إلا أننا نجده بعد انتهاء القداس وصرف الشعب موجود داخل الهيكل بالتونية واقفا يصلي لكل اسم بطلبته وحسب احتياجه، و لا يهمه الوقت، فكان إنسانا سماويا يحيى خارج الزمن .

أتذكر ذات يوم أثناء صلاته القداس وفى اختياره للحمل وجد أنه غير راضي على الحمل الموجود، وجدته وقف القداس وذهب بنفسه لعمل أفضل حمل لاستكمال صلاة القداس، فكان مدققا في خدمته وأموره الروحية .

كان من اتضاعه الشديد وهو كاهن كبير سنا نراه يمسك طبق الحمل ليعطي البركة كي يرفع الحمل أبونا استفانوس عازر وهو شابا حديث السيامة .

الكنيسة في قلبه

يذكر القمص بيمن جورج الكنيسة بالنسبة لأبونا الحبيب ” حياته ” كانت في قلبه ويعرف أنه كان يضع راتبه كاملا في صندوق الكنيسة، و كان له خشوع عجيب لصاحب البيت، فكنا نرى فيه الاحترام اللائق لبيت الله لنجده يسجد في الشارع أمام الباب الخارجي للكنيسة ثم يصلي ويسجد أمام مقصورة للسيدة العذراء حاملة السيد المسيح و يأخذ بركتهم وهي لاتزال موجودة بكنيستنا مارمرقس بشبرا وتحدث منها معجزات كثيرة ثم يتجه للسجود أمام باب الكنيسة ليتبعها السجود أمام الهيكل .. حياته كلها سجود وخشوع كنا نتعلم منه بالسلوك، آداب إحترام بيت الله بدون وعظ أو كلام لكن بالروح والحياة .

يضيف القمص بيمن جورج، لكي تكون الصورة واضحة حينما نتحدث عن كنيسة مارمرقس بشبرا أيام خدمة أبونا الغالي لم تكن كما هى الآن صرح كبير بكونها كانت كنيسة خشبية صغيرة لها سقف جمالون خشبى على شكل ثمانية وباقي المساحة أرض فضاء بما كان يسمح بدخول الاتربة داخل الكنيسة نتيحة للعوامل الجوية ، فكان يحرص على تغطية المذبح بمشمع بلاستيك لتفادي أي أتربة تقع على المذبح، لكني أتذكر أنه ذات يوم دخل الكنيسة للصلاة فوجدها متسخة بالاتربة، فنادى على عامل الكنيسة “عم صليب” و طلب منه “مقاشة” و قام بتنظيف الكنيسة بنفسه و علمنا درس أننا نهتم بالكنيسة ونظافتها .

يلعبوا في بيت أبوهم

يوضح القمص بيمن جورج كان إحساس أبونا ميخائيل إبراهيم مرهف وحساس بالنسبة لأولاده المخدومين “الاشقياء” فحينما كنا نلجأ إليه لارشادنا فى كيفية التعامل معهم وهل من إمكانية فصلهم في فصل مدارس الأحد بمعزل عن باقي المجموعة كان يقول “شوفوا يا ولادي احنا مش هنعزلهم، إحنا نحتضنهم ونحتويهم مهما عملوا، المهم يبقوا معنا وتحت عنينا “وكان كلامه عملى مش مجرد كلام، و يشهد على هذا سماحه بلعب المخدومين كرة قدم في حوش الكنيسة معتبرين باب الكنيسة جول والباب الخارجي للكنيسة المؤدي للشارع الجول الآخر، ومرات نجتمع مع أبونا القمص داخل الكنيسة في اجتماع أو مناقشة أمور خدمية أو لاخذ اعترافات لنجد الكرة تخترق باب الكنيسة وتدخل تحت رجليه، و كنا نتعجب لهذا و نقول ازاى الكنيسة و هيبتها لنجده يضحك و يقول “سبوهم براحتهم خليهم يلعبوا في بيت أبوهم”.

كما أتذكر في وقت ما بدأت الكنيسة تتوسع و تم وضع أساس خرساني للتأسيس كان يتم في حوش الكنيسة معرض سنوي مصاحب ب ” طمبولا ” و دوشة كثيرة داخل الكنيسة كنت وقتها انتظر دوري في الإعتراف عند أبونا ميخائيل إبراهيم وينتظر معي المتنيح الأنبا بيمن أسقف ملوى منذ أن كان شابا علمانيا، وأول ما دخلت وجلست أمامه قلت له “يرضيك كدة يا أبونا” رد و قال “سيب ربنا يشتغل” كان محتمل لاقصى درجة و عنده طول أناة عجيب لا غضب و لا وبخهم و لا اخذ أي موقف ضدهم، كل يترك كل شىء في يد الله ليتصرف .

ولا أنسى طريقته في الإعتراف وإشراكنا معه لنصلي “أبانا الذي في السموات … ” كنت أشعر ان لديه شفافية في معرفة احتياج كل منا قبل أن نعترف أو نتكلم معه، فنحد صوته يعلى في بعض الأمور وهو يصلي “أبانا الذي في السموات … ” لنجده يقول بصوت عالى ” لتكن مشيئتك .. ” حال الذهاب إليه لطلب مشورة في أمر ما أو قوله عاليا ” خبزنا كفافنا اعطينا اليوم .. ” و كأنه يعلم أن المعترف يعوزه احتياج معين وهكذا كانت صلاته يعلم احتياج المعترف ويصلى من اجله قبل أن يتكلم .

و بعد الإعتراف ووضع يده على يد المعترف لقراءة التحليل كان يرشم جبهة المعترف بعلامة الصليب، و إلى اليوم أشعر أن علامة الصليب محفورة على جبهتى بيديه .

 

إمسك يا “صليب”

يوضح القمص بيمن جورج كانت علاقة أبونا الحبيب بابنائه لها طبيعة خاصة، فكان حساسا و مرهفا في التعامل معهم، أفتكر في يوم كنا موجودين فى مدارس الأحد و ولد دخل له يعترف في الهيكل، لاقينا الولد طالع يجري على آخر الكنيسة وأبونا ميخائيل خارج ورائه ينادى على عامل الكنيسة و يقول “يا صليب يا صليب أمسك الولد ده ” وفعلا مسكه ورجعه تاني لابونا ميخائيل إبراهيم ، عرفنا بعدها أن الولد قال له إعتراف صعب، فأبونا بعفوية قال “هاااا” قام الولد جرى ، و بسرعة لحقه ورجعه وعمل له ميطانية وطيب خاطره .

روح واحدة

كانت تربط أبونا ميخائيل إبراهيم بأخوته الآباء الكهنة بكنيسة مارمرقس بشبرا أبونا مرقس داود وأبونا يوحنا جرجس وأبونا أسطفانوس عازر علاقة محبة قوية، وكانت تجمعهم حجرة واحدة بأربع مكاتب وكان لديهم دفتر أحوال يدون فيه كل أب كاهن افتقاده وخدمته فمثلا أبونا ميخائيل إبراهيم نزل افتقاد يدون العنوان ، أب كاهن آخر خرج لمناولة خارجية يسجل وهكذا كانت روحهم واحدة ، لدرجة كنت أتساءل ياترى من أب اعترافه ؟ اتضح إنه أبونا مرقس داود و هما الاثنين كانوا يعترفوا لبعض و يقرأوا التحليل لبعض .

 

هات صليبك يا أبونا

يضيف القمص بيمن جورج ، حدثت مشكلة زوجية كبيرة و تطاول الزوج على زوجته بالضرب، و أكثر من أب كاهن ذهب للمنزل و لم تحل المشكلة، فأراد أبونا ميخائيل إبراهيم افتقادهم وقال أبونا مرقس داود “معلش ادينى الصليب بتاعك يا أبونا” ، فقال له “ما انت معك صليبك يا أبونا “يقول له “معلش محتاج الصليب بتاعك “فاعطاه صليبه بعد إلحاح وذهب للمنزل لحل المشكلة، طرق على الباب ورفض الزوج أن يفتح له، قام سجد أبونا الحبيب على باب المنزل و صلى و قاله يارب “عدو الخير رافض يفتح لي وبكى” فصوته على من شدة البكاء، أفتكر الزوج إنه صوت زوجته داخل الحجرة لكنه أدرك إنه من الباب الخارجي فوجد أبونا ساجد على الأرض يصلي ويبكي، فأخذ أبونا ميخائيل إبراهيم في حضنه وتصالح مع زوجته بصليب “أبونا مرقس داود ” .

كان معروف عنه أنه قبل ما يخرج لأى مشوار يصلي وقبل ما يركب مواصلة يقول “يارب يسوع المسيح إحنا هنركب تورماى 8 دلوقتى حافظ يارب على السواق و الكمسري، يا أبانا الذي في السموات ….. ” يصلي من أجل الكل .

لحد النجمة

يقول القمص بيمن جورج، كان أبويا الغالي ميخائيل إبراهيم يحب العذراء جدا و كان له ود كبير معها، لنجده في صوم السيدة العذراء كان يصومه للنجمة، أراه وأنا واقفا في حوش الكنيسة و الدنيا أوشكت على الليل يخرج من مكتبه وينظر للسماء أول ما يشوف نجمة في السماء ، يفطر .

حينما قيل له أن السيدة العذراء ظهرت في كنيستها بالزيتون عام 1968، كان رده ” يا اولاد ده العذراء معايا كل يوم ” ، كان معروف عنه ذلك .

طعمية بفرعين برسيم

كان مشجعا على الصوم دون أوامر، أتذكر حينما كنت في الجيش وفي أجازة ذهبت إليه باعتباره أب اعترافي وقلت “يا أبويا أنا دلوقتي في مكان مقطوع صحراء، أعمل أيه أصوم ازاي؟ ” قال لي” ليه يا أخويا معندكش كانتين و لا ميز ” قلت له ” لا يا أبويا معندناش ” رد و قال “شوف أحنا عندنا في البلد نعمل كدة عجينة الطعمية ونجيب فرعين برسيم ونحطهم على العجينة فتبقى طرية على طول ونأخذ كل يوم منها حتة ونعمل الطعمية” و فهمت منه رغبته في إنى التزم بالصوم مهما كانت الظروف و بالفعل صمت الصوم الكبير مدة ال 55 يوم في الجيش طاعة لكلامه وإرشاده .

قولوا “كيرياليسون”

يذكر القمص بيمن جورج حقيقة، رأيت بعيني حينما كنت خادما وواقفا في مدارس الأحد وجدته ينادي على و يطلب مني ويقول لي ” هات لي شوية من الأولاد الصغيرين الموجودين في مدارس الأحد ” وبالفعل جمعت له مجموعة أطفال أمام الهيكل البحري، وكان موجود رجل و معه ابنته واضح عليها أنها متعبة وتعاني من روح شرير ، وأبونا بروحانيته واتضاعه وقف الأطفال الصغار حولها وقال لهم “قولوا يا أولاد كيرياليسون” وظلوا يقولوا وأبونا معهم ويصلي وفعلا خرج الروح النجسة .. هذا الرجل مع ابنته كان يأتي لابونا أسبوعيا كي يسلم عليه ويتبارك منه .

تجربة قوية

لم تكن حياة أبونا القمص ميخائيل إبراهيم سهلة و بسيطة كما كان يتعامل معها لكونه مر بتجارب و ضيقات منها انتقال اثنين من ابنائه الصغار في شهر واحد وكانت تجربة شديدة أيضا بعد فترة انتقال ابنه الدكتور إبراهيم وهو شاب ثم انتقال زوجته لكنه حقيقة كان صخرة في الإيمان استطاع تجاوز التجارب بالصلاة و العشرة القوية برب المجد ، و كان حريصا على إحياء تذكارهم في قداسات شهرية مع عيد السيدة العذراء في ميلادها ونياحتها يتحمل فيها ثمن البخور و الدقيق و الأباركة .

جاء له من السماء

يذكر القمص بيمن جورج، ذات يوم جاء أحد أبناء أبونا ميخائيل إبراهيم واعطاه مبلغ مالي على سبيل الأمانة وقال له “شيل لى المبلغ ده معك أمانة يا أبونا ” و نظرا لمشغوليات أبونا الحبيب الكثيرة، أعطي المبلغ لابنه الدكتور إبراهيم يحفظه عنده و قال له “شيل لى الأمانة دي عندك يا إبراهيم “و إذ به ينتقل ابنه إبراهيم للسماء، و يأتي إليه الرجل صاحب الوديعة يطلب منه الأمانة التي اؤتمن أبونا عليها، فقال له “طيب يا ابنى اعطيني مهلة يوم أو اثنين أدور لك عليها ” فضل يدور لم يجدها .. جلس أبونا في حجرة الصالون بمنزله يصلي ويقول له “يا إبراهيم كدة طيب أنت دلوقتي مشيت والرجل لو قلت له الفلوس مش لاقيها هيفتكرني أخذت المبلغ ” و اذ به يتفاجىء ان إبراهيم واقف امامه و يقول له ” بتسأل على أيه يا بابا ” ، قال له “يا ابني على المبلغ اللى أعطيته لك تشيله ” قال له “في المكان الفلاني هتلاقيه” قال له “يعني أنت سايب السماء كلها علشان تيجىء تقول لى الكلمتين دول ، أرجع تاني “، و رجع إبراهيم .

الصلاة لآخر لحظة

أتذكر أن آخر فترة في حياته كنت وقتها في إجازة من خدمتي بالجيش في عام 1975 ، صليت معه القداس كان يوم الأربعاء ، خرجنا من القداس ليبدأ اجتماع السيدات و فجأة وجدنا أبونا على وشك الوقوع على الأرض وتعبان و الاجتماع كله تخوف لحاله وكان متعبا مريض بالقلب لا يستطع الكلام لكنه “همهم” لطمأنه الحضور عليه، و قمت مع مجموعة خدام بتوصيله للمنزل حفاظا على سلامته وللأطمئنان عليه .. بعدها عاودت لخدمتي في الجيش وعلمت بعدها برحيله .

حكى لى وقتها أنه يوم 25 مارس عام 1975 أي الليلة السابقة لنياحته قام على السرير حوالي الساعة 12و نصف بالليل وصلى صلاة نصف الليل وهو في عز مرضه ، فكان رجل صلاة .

يقول القمص بيمن جورج ما عرفته أن القمص بيشوى كامل إبنه في الإعتراف حينما علم بمرض أبونا ميخائيل إبراهيم وتعبه ، نزل من الإسكندرية لزيارته في المنزل و يقال أنه عند وصولوه منطقة “أغاخان” بشبرا بالقرب من منزل أبونا الحبيب، وقف العربية و نزل سجد على الرصيف ” سألوه “إيه الحكاية ” قال “شفت روح أبونا ميخائيل إبراهيم وهى طالعة السماء” .


أب اعتراف لجيل بحاله

كان أبونا ميخائيل إبراهيم شخصية فريدة من نوعها التف حوله الجميع ليصبح أب اعتراف لجيل بأكمله ، ندر فيه وجود صورة أب الاعتراف المختبر الواعى ، فطبيعة الحال كان عدد الآباء المختبرين قليلين و فكرة وجود أب روحى و مرشد كانت سمة ابينا الحبيب ، فالتف حوله الجميع و تتلمذ على يديه كثيرين من كل مكان و ليس داخل منطقة شبرا فقط .. تتلمذ على يديه كثيرين اساقفة و رهبان و علمانين ، و نذكر بعض الأسماء التى كانت تعترف على يديه لنعرف كم كانت شخصية هذا الأب البار و كيف أثر فى نفوس ابنائه ليكونوا النبتة التى نشرت سيرته و خدمته فى كل فى ارجاء المسكونة ، و بالتأكيد نتحدث عن قداسة البابا شنوده الثالث التى كانت تجمعه بأبونا المتنيح علاقة قوية بكل من تحمله الكلمة وقت ان كان ” نظير جيد ” علمانى و استراح لشخصه و طلبه للخدمة فى بيت مدارس الأحد و اخذ اعترافات الاولاد لتستريح نفسه إليه و يصبح أب اعترافه حتى وقت نياحته . ايضا كانت علاقته قوية بالبابا كيرلس السادس وقت ان كان راهبا باسم ” مينا البراموسى ” و كان يصلى معه قداسات بكنيسة مارمينا بمصر القديمة ، ايضا تتلمذ على يديه و كان أب اعتراف للقمص بيشوى كامل و القمص تادرس يعقوب ملطى و المتنيح الأنبا بيمن اسقف ملوى ، كذلك المتنيح الأنبا ثاؤفيلس اسقف البحر الأحمر الذى تعاملت معه وقت خدمتى فى المجلس الاكليريكى لحل المشاكل الزوجية وجدته يقول لى ” انت متعرفش ابونا ميخائيل إبراهيم بالنسبة لي ايه ، ده انا صورته فى قلايتى ، كان ابويا فى الاعتراف ” . إضافة إلى المتنيح الأنبا مكارى أسقف سيناء الذى تعاملت خلال فترة الأربعين يوم المقدسة بعد سيامتى كاهنا و قام باستضافتنا عنده بالقلاية و وجدت ان صورة ابونا ميخائيل إبراهيم موجودة فى القلاية تبركا منها .

يضيف القمص بيمن جورج تقابلت قريبا مع أب راهب بدير الأنبا بولا صغير السن ، و اول ما علم اننى من كنيسة مارمرقس بشبرا ، قال ” ممكن تكلمنى عن ابونا ميخائيل إبراهيم ” ، فبسيرته و حياته وصل للكل لجميع الفئات بمحبته و بساطته و اتضاعه و خدمته الباذلة ، و اسماء أخرى كثيرة من الآباء الاساقفة و الرهبان و العلمانيين ، ابنائه و محبيه كثيرين و فى كل مكان ، و من ثم فهو ممتد و تلمذ أجيال و أجيال .. حقا كما قال قداسة البابا شنوده الثالث عنه فى صلاة الجناز ان ابنائه فى كل موضع و لا يصح ان يقتصر دفنه على مكان معين و الافضل ان يدفن فى مكان عام بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية لكنه فى كتابه ” مثل فى الرعاية ” كشف ان السبب الحقيقي الذى فى اعماقه هو ان يصير جسد هذا الرجل البار سندا لنا فى هذا الموضع يستمد منه .

يقول القمص بيمن جورج ، نفتخر اننا ابناء أبينا البار القمص ميخائيل إبراهيم و ممن تتلمذوا على يديه و كانت لنا البركة ان نعاصره و نعايشه و نخدم معه و نرأه بالعيان لنتعلم من أب راعى مختبر الحياة الروحية ، عاش حياة القديسين الاولين فى النسك و القداسة و السلوك بالروح و الحق ، و بركة من الله اننا نستكمل خدمتنا داخل كنيسة مارمرقس بشبرا التى تباركت بخدمة أبينا و راعينا الحبيب قديس العصر القمص ميخائيل إبراهيم .

 

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.