ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة السيدة العذراء بحي محرم بك بالإسكندرية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وصلى قداسته رفع بخور العشية، بمشاركة الآباء الأساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية بالإسكندرية، والأب القمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية، وكهنة الكنيسة، وعدد من أعضاء مجمع كهنة الإسكندرية.قبل العظة رحب القمص مرقس ميلاد راعي الكنيسة بقداسة البابا مشبهًا زيارته، بزيارة صموئيل النبي لبيت لحم وبدخول المسيح إلى أورشليم، مشيرًا إلى أنها الزيارة الأولى لقداسته، بعد جلوسه على كرسي القديس مار مرقس.
وتم عرض فيديو حوى ذكريات تؤرخ لزيارات ومقابلات لقداسة البابا في كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك.
بعد ذلك ألقى قداسة البابا العظة، مهنئًا الشعب القبطي ببدء صوم السيدة العذراء معبرًا عن سعادته بوجوده في هذه الكنيسة المباركة العريقة كثاني أقدم كنيسة بالإسكندرية، حيث مضى ٨٩ سنة على افتتاحها وقدم الشكر للجميع.
واستأنف قداسته سلسلة "مؤهلات الخدمة"، وتناول سادس مؤهل من تلك المؤهلات، وجاء بعنوان "خادم سره هاديء" وذلك من خلال حياة السيدة العذراء، وتأمل قداسته في الآيات: «وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ الرجال الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ». فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ. فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هذَا الصَّبِيِّ. وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ. وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا. (لو ٢: ١٥ - ١٩).
وتناول عدة مواقف من حياتها كمثال للتعقل والهدوء، وهي:
١- بشارة الملاك لها، "«هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ»" (لو ١: ٣٨).
٢- خدمتها لأليصابات برغم مشقة الطريق، وهي حُبلى.
٣- طاعتها ليوسف النجار، أثناء رحلتها إلى مصر.
٤- هدوءها في عرس قانا الجليل، "«لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ»" (يو ٢: ٣).
٥- صمتها عند الصليب.
وأوضح قداسة البابا أن الهدوء والصمت هو صورة من صور الحكمة، وأعطى أمثلة لشخصيات حكيمة وحليمة من الكتاب المقدس، وهي:يوسف الصديق وموسى النبي وداود النبي وأبيجايل وسليمان وبولس الرسول.
وأضاف قداسته: كيف يحيا الخادم حياة الهدوء والحكمة في الكلام، من خلال:
١- الحكمة هي نعمة سماوية، "فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ" (مت ١٠: ١٦).
٢- ردود الكلام بسيطة.
٣- الثمر الكثير للكلام الهادئ، "الْحِكْمَةُ خَيْرٌ مِنَ الْقُوَّةِ، وَالْحَكِيمُ أَفْضَلُ مِنَ الْجَبَّارِ" (حك ٦: ١).
وقدم قداسة البابا طُرق اقتناء الحكمة والسر الهادئ، متخذًا حياة السيدة العذراء كقدوة للخادم المثالي، وذلك من خلال:
١- قضاء الوقت الطويل في الصلوات والتأمل.
٢- الصمت الإيجابي.
٣- كلام الكتاب المقدس.
٤- المرشد الروحي يعطي الخبرة الروحية.
وأوصى قداسته أن نستغل صوم السيدة العذراء لنحيا في السر الهادئ، بالقراءات الروحية والتماجيد، والسلوك بتدقيق، "فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ" (أف ٥: ١٥ - ١٦).