وصفت منظمة أطباء بلا حدود، في تقرير مروع، الوضع الإنساني في رفح بغزة بأنه مأساوي بشكل متزايد، حيث يواجه السكان تحديات عميقة وسط الصراع المستمر.
وقدمت منسقة مشروع منظمة أطباء بلا حدود، ليزا ماشينر، رؤى حول الأزمة الحالية، مشيرة إلى أن السكان يضطرون إلى الفرار مع ما تبقى من ممتلكاتهم بحثاً عن الأمان
وفي مقطع صوتي حديث، شاركت منظمة أطباء بلا حدود تفاصيل مروعة من منسقة المشروع، ليزا ماشينر، التي قدمت وصفًا مباشرًا للأزمة المتصاعدة في رفح بغزة.
ووفقاً لماشينر، وصل الوضع في رفح إلى نقطة حرجة، حيث يضطر السكان إلى مواجهة حالة من عدم اليقين والخوف. ولم يعد أمام الكثيرين خيار سوى الفرار حاملين معهم القليل الذي يملكونه بحثاً عن ملاذ أكثر أماناً.
وشدد ماشينر على الشعور العميق باليأس الذي يجتاح السكان وهم يكافحون من أجل العثور على إجابات وسط الفوضى.
وفي وصفه للهجمات المتواصلة التي تحاصر رفح، روى ماشينر التجارب المروعة التي شهدها بشكل مباشر.
وتخترق سماء الليل أصوات الانفجارات التي تصم الآذان، وتهز أساسات المنازل وتبث الرعب في قلوب السكان، وخاصة الأطفال الذين يتحملون وطأة الصدمة. مع مرور كل يوم، تؤثر حصيلة العنف بشكل كبير على المجتمع، مما يتركهم مرهقين ومستنزفين عاطفيًا.
ورسم ماشينر صورة قاتمة لظروف الاكتظاظ في رفح، حيث أدى العدد الهائل من النازحين إلى إرهاق البنية التحتية، وأصبحت الحركة، حتى على الأقدام، تحدياً بسبب ضيق المساحة، مما أدى إلى تفاقم الشعور بالحصار والعجز بين السكان.
ويمتد الوضع المزري إلى ما هو أبعد من التهديدات المباشرة بالعنف، مع النقص الحاد في الموارد الأساسية مثل الغذاء والمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
وشدد ماشينر على الحاجة الملحة إلى معالجة خدمات الرعاية الصحية الأولية وتوفير احتياجات المرضى الذين يحتاج الكثير منهم إلى رعاية متابعة للعمليات الجراحية وعلاج الجروح المصابة.
واستجابة للأزمة التي تتكشف، دعت منظمة أطباء بلا حدود حكومة إسرائيل إلى وقف جميع الأعمال الهجومية في رفح، مشددة على ضرورة حماية أرواح المدنيين وضمان الوصول إلى المساعدات الإنسانية الأساسية.
ومع استمرار تدهور الوضع في رفح، تظل المنظمات الإنسانية مثل منظمة أطباء بلا حدود ثابتة في التزامها بتوفير الدعم المنقذ للحياة للمحتاجين، ومع ذلك، فإن إلحاح الوضع يؤكد الحاجة الماسة إلى اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة للتخفيف من معاناة المدنيين الذين يقعون في مرمى نيران النزاع.