صانع المجد.. حدوتة «أبو بكر» الذي أبهر العالم في الدوحة وتفوق على الكبار
04.12.2022 03:41
Sports رياضه
الدستور
صانع المجد.. حدوتة «أبو بكر» الذي أبهر العالم في الدوحة وتفوق على الكبار
حجم الخط
الدستور

في منطقة رومدي أدجيا بمدينة جاروة الكاميرونية ولد المهاجم فينسنت أبوبكر في أسرة كبيرة تضم 8 أشقاء، وأب أرهقته الحياة بأعبائها، ولم تعينه مهنته كطباخ على توفير الإعالة الكافية لأسرته، خاصة وأن زوجته لم تعمل أيضًا.   

في رومدي أدجيا الكل يتعاطى الكحوليات، بما فيهم أشقاء أبوبكر، لكن «فينسنت» وحده كان له حلم وهدف بأن يصبح لاعب كرة قدم شهير. 

ضغوط الحياة جعلت والده مترددا في دعم طموح ابنه لكنه استسلم لضغوط أبوبكر ووافق على الذهاب به إلى أحد الأندية الصغيرة ليبدأ مشواره حارسًا للمرمى.  

مر سنوات ولم يحرز أبوبكر تقدم يشجع الوالد على دعمه، وبتقدم عمره فقد الأب شغفه تجاه حلم طفله الذي تحول لمراهق واقتراب من الشباب دون خطوة ملموسة تدفعه لدعم مشروعه.   

لكن في هذه اللحظة كانت رغبة أبوبكر أقوى من والده وأي عائق، وامتلك إصرارًا كبيرًا دفعه لإزالة أي عراقيل حتى لو كان الأب.  

تحول مفاجئ في حياة الولد الحالم، حين قرر أن يلعب مهاجمًا صريحًا بدلًا من حراسة المرمى، بدافع أن المهاجمين يسجلون الأهداف ويخطفون الأضواء، منذ صغره كان يعي ما يريد جيدًا.  

في إحدى البطولات الوطنية في الكاميرون الخاصة باكتشاف المواهب لمع أبوبكر بمهاراته وأهدافه، وبعدما نال جائزة أفضل لاعب في البطولة خطفه نادي القطن الكاميروني ليبدأ مسيرة نحو المجد. 

تألق وتطور واحترف في نادي فالنسيان الفرنسي، لكنه واجه صعاب التأقلم مع مجتمع جديد وكانت التخلص من إرث جاروة ليس أمرًا هينًا، لدرجة أنه تأخر عن التدريبات مرات كثيرة بسبب واحد: «المنبه الذي لا يعمل ولا يوقظه من نومه».  

لعب لنادي بورتو البرتغالي وقدم مسيرة رائعة في البرتغال زامل خلالها إيكر كاسياس حارس منتخب إسبانيا وريال مدريد، وكذلك كاسيميرو، محور البرازيل وغيرهم من النجوم الكبار.   

ورث أكبر مكانة يمكن لكاميروني أن يرثها في هذا القرن، حينما خلف صامويل إيتو في قيادة هجوم منتخب بلاده، ومع جيل متواضع وأسماء غير لامعة، تسبب في منح الأسود لقب أمم إفريقيا ٢٠١٧ حينما أنهى آمال منتخبنا تحت قيادة هيكتور كوبر، وسجل القاضية قبل التسعين بدقيقة.  

واصل قيادة جيل غير قوي للمربع الذهبي في البطولة الأخيرة، وبالمونديال ٢٠٢٢ منح بلاده فوزًا بين الأعظم في تاريخ القارة السمراء.  

قبلها في مواجهة صربيا سجل هدفًا يشبه الفن التشكيلي، ورسم لوحة ستبقى خالدة في ذاكرة كأس العالم للأبد، وستظل علامته مطبوعة بكل جداريات فيفا.  

كان فريقه متأخرًا حينها، فسجل وصنع ليتعادل ويبقى الآمال للجولة الأخيرة بعدما كان الأسود قريبين من الوداع المبكر للبطولة.  

لم يبدأ أبوبكر أساسيًا أمام سويسرا، وحينما دخل في الفترة الأخيرة كان تبديله مركز بمركز دون تعديل في الخطة، ولو لعب سونج من البداية بأبوبكر مع موتينج لذهب الكاميرون لدور الستة عشر.  

ودع الأسود البطولة، لكن بقي أبوبكر، وصارت قصته الحدث الأهم وسط معارك ومنافسات ونجوم وأساطير يتعاركون على أهم البطولات.  

العالم كله في الدوحة يتحدث عن المهاجم الرائع الذي كان يستحق مسيرة أفضل، ولو خدمته الظروف لرأيناه في مكانة ودوري يناسب الإمكانيات الكبيرة، هكذا اجتمع العالم حول الطفل الواثق الذي كسر كل التحديات وأتي من أبعد نقطة في القاع إلى رأس الهرم يناطح أعلى وأكير مهاجمي العالم، أبوبكر وإن خرج من الدور الأول لكن ترتيبه متقدم جدا بين مهاجمي البطولة ويكفيه تفوقه على لوتارو الأرجنتين وخيسوس البرازيل ومولر ألمانيا وديباي هولندا.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.