نتهت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من جميع تحضيراتها الخاصة باحتفالات عيد الميلاد المجيد، المقرر الاحتفال به يوم الأحد المقبل الموافق ٧ يناير ٢٠٢٤.
وتحيى الكنيسة احتفالات عيد الميلاد المجيد بعدة أشكال، منها إقامة أمسيات تتنوع بين الترانيم والكلمات الوعظية، وتلاوة صلوات ومدائح وألحان التسبحة الكيهكية، فضلًا عن إقامة صلوات القداس الإلهى. ويترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد الميلاد، فى كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة. كما يستقبل المهنئين صباح يوم العيد، فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وهو ما نستعرض تفاصيله خلال التقرير التالى.
البابا يترأس القداس بالعاصمة الإدارية.. ويستقبل المهنئين فى كاتدرائية العباسية
يترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، صلوات قداس عيد الميلاد، مساء السبت المقبل الموافق ٦ يناير ٢٠٢٤، فى كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة واسعة من كبار رجال الدولة والنواب والمسئولين، وحضور مرتقب للرئيس عبدالفتاح السيسى، لتقديم التهنئة.
ومن المقرر أن تدق أجراس كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، السابعة مساء السبت المقبل، لتعلن بدء الاحتفال بعيد الميلاد، ويتقدم البابا تواضروس الثانى موكب الشمامسة، الذى يقوده الأرشيدياكون إبراهيم عياد، كبير شمامسة الكاتدرائية، على أنغام ألحان العيد.
وكشفت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن تفاصيل المشاركة فى قداس عيد الميلاد المجيد لعام ٢٠٢٤، المقرر تنظيمه فى كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، يوم السبت المقبل الموافق ٦ يناير.
وأفادت الكنيسة بأن المشاركة فى صلوات القداس مُتاحة لجميع أبنائها، وعلى الراغبين فى ذلك تقديم بياناتهم الشخصية إلى الكنيسة التابعين لها بالقاهرة الكبرى، التى تضم القاهرة والجيزة والقليوبية. وأضافت فى بيان: «سيتم توفير دعوة شخصية لكل من قدم بياناته، على أن يتسلمها من نفس الكنيسة التى قدم لها هذه البيانات، مع مراعاة وجود دعوة واحدة لكل طفل بدءًا من سن ٥ سنوات، على أن يكون آخر موعد لتقديم البيانات، الأربعاء المقبل الموافق ٣ يناير ٢٠٢٤».
وأشارت إلى أن الذهاب إلى كاتدرائية «ميلاد المسيح» يكون بالسيارات الخاصة، أو عبر الأتوبيسات التى ستوفرها الكنيسة التابع لها المشاركون، مع تخصيص أماكن خارج الكاتدرائية لانتظار السيارات.
وتُفتح أبواب كاتدرائية «ميلاد المسيح» يوم السبت ٦ يناير، فى الخامسة مساءً، ولن يُسمح بالدخول قبل هذا الموعد، على أن يبدأ القُداس فى السابعة مساءً، وبالتالى من الضرورى عدم التأخر فى الوصول إلى الكاتدرائية بعد السادسة، وفق البيان.
وشددت الكنيسة على ضرورة إحضار أصل بطاقة الرقم القومى، وكذلك أصل دعوة الحضور، على أن تكون مختومة، منبهة إلى ضرورة عدم حضور أى شخص يعانى أى أعراض مرضية، للحفاظ على صحة وسلامة الجميع.
ويبعث البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، صباح السبت ٦ يناير ٢٠٢٤، برسالة خاصة عن عيد الميلاد المجيد، وستتم ترجمتها إلى ١٢ لغة من بينها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والصينية واليابانية والسويدية والدنماركية، ثم يترأس قداس العيد فى كاتدرائية العاصمة الإدارية مساءً.
وفى صباح اليوم التالى ٧ يناير، يستقبل البابا، فى المقر البابوى بكاتدرائية العباسية، المهنئين بعيد الميلاد المجيد، من كبار رجال الدولة والمسئولين، بالإضافة إلى الأقباط الذين يحضرون خصيصًا لتقديم التهنئة للبابا بالعيد، وسط أجواء مفرحة، ترتفع فيها أصوات ترانيم عيد الميلاد المجيد بالكاتدرائية.
وشهدت الكاتدرائية المرقسية الكبرى فى العباسية أعمال تزيين للمقر البابوى من الخارج، وذلك بتعليق أنوار عيد الميلاد على المقر، والزينة فى الساحة المحيطة به، إلى جانب وضع شجرة «الكريسماس».
وقالت مصادر كنسية إن الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بدأت فى توزيع دعوات الحضور لحفل عيد الميلاد المجيد، على الشخصيات العامة والنواب وكبار رجال الدولة، مشيرة إلى أنها ستمنح العاملين بها إجازة عيد الميلاد المجيد، بدءًا من ٦ إلى ١١ يناير المقبل.
«زى البطريرك».. 11 قطعة أبرزها «التونية» و«البطرشيل» والتاج
تعد ملابس البابا تواضروس الثانى خلال صلاة القداس الإلهى للعيد جزءًا رئيسيًا من طقوس القداس الذى يترأسه بنفسه.
وتتكون ملابس البابا من ١١ قطعة، بداية من «التونية»، وهى عبارة عن ثوب أبيض من القماش مطرز بالصلبان على الأكمام والصدر والظهر، و«البطرشيل» وهو عبارة عن شريط طويل من القماش الملون والمطرز، تعلق فيه جلاجل، ويتكون عادة من الحرير الأحمر.
كما تضم «بطرشيل البطريرك»، ويكون فى هيئة صدرية، وله فتحة ويلبس فى العنق ويتدلى للقدمين من الأمام فقط، وينقش عليه صور الرسل الاثنى عشر. وهذه الصدرية تلبس أثناء القداس فوق «التونية»، ولكنها تلبس عند إتمام كل الطقوس، كالمعمودية والأكاليل ورفع بخور عشية والقنادى.
كما تشمل «المنطقة» وتسمى أيضًا «الحياصة»، وهى حزام عريض من الكتان أو الحرير يتضمنها، يتمنطق بها رئيس الكهنة فوق صدره، ويضم طرفاها بواسطة قفل من الأمام، كما تلبس أكمام فوق التونية لكى لا تعطل أكمام التونية المتسعة، وتكون محبوكة على يديه لتسهل حركتهما. كما يرتدى البابا «البلين»، وهو قطعة من ملابس الكهنوت خاصة برئيس الكهنة يغطى بها رأسه، ويأخذ كل طرف ويلفه تحت الإبط، ثم يوضع على الكتف المخالف، ثم ينزل الطرفان ويوضعان تحت المنطقة. ويكون «البلين» فى هيئة صليب على الصدر وعلى الظهر، إضافة إلى «البرنس»، وهو عبارة عن رداء طويل متسع بلا أكمام مفتوح من فوق إلى أسفل، محلى بخيوط الذهب والفضة والبرودريه ذى ألوان زاهية، ويكون الجزء العلوى من «البرنس» مزينًا بخيوط الذهب والبرودريه.
كما يرتدى التاج ويمسك العكاز أو عصا الرعاية، ويعلوها شكل حَيَّتين معدنيتين للإشارة إلى الحية النحاسية التى رفعها موسى فى البرية، لكى تنقذ من ينظر إليها، ويتدلى صليب من معدن ثمين مرصع من على الرقبة.
بوابات إلكترونية لكشف المعادن وشرطة نسائية للتفتيش وفرق كشافة للتنظيم
اكتسى معظم الكنائس الأرثوذكسية بأعلام مصر من الخارج، وتم نصب سرادقات بها لتسهيل عملية الدخول والخروج خلال الاحتفالات.
وتزينت الكنائس بأضواء الميلاد، ووضع فى باحاتها الخارجية ماكيت لـ«مذود البقر»، الذى ولد فيه السيد المسيح بمدينة بيت لحم، إضافة إلى مجسمات وتماثيل تروى قصة الميلاد.
كما زينت باحاتها بأشجار الكريسماس، وتم تجميل مداخلها ومخارجها، مع تعليق مجسم مغارة الميلاد، كما عقدت لقاءات للخدام، لتجهيز عدد من المسرحيات تتضمن قصة ميلاد المسيح، والتى سيتم عرضها فى ليلة رأس السنة وليلة عيد الميلاد المجيد.
ويشهد محيط الكنائس المختلفة تشديدات أمنية مكثفة لتأمين الاحتفال داخلها، وتمركزت قوات الأمن أمام البوابات الرئيسية، ووضعت حواجز حديدية بجانب البوابات لتأمين عملية الدخول والخروج.
ووضعت الكنائس عدة أنظمة تأمينية، منها نشر الكاميرات فى مختلف نواحى وأرجاء الكنائس بإيبارشياتها المختلفة، ووضع فواصل خشبية بين بوابة الكنيسة ومحطات تفتيش الزائرين، إضافة إلى وضع أبواب إلكترونية أمام الكنائس لكشف المعادن، مع إلزام الزائر بإبراز بطاقة الرقم القومى.
وتتضمن الخطة الاستعانة بالشرطة النسائية خلال الاحتفالات، مع منع وقوف السيارات بمحيط الكنائس، ومقر مطرانيات الأساقفة بالإيبارشيات، تزامنًا مع الاحتفالات، إلى جانب الاستعانة بفرق الكشافة، لتنظيم دخول المصلين وتفتيش الحقائب.
«الميلاد».. ثانى أهم الأعياد المسيحية بعد «القيامة»
عيد الميلاد يُعد ثانى أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق، بعد عيد القيامة، ويمثل تذكار ميلاد يسوع المسيح، بدءًا من ليلة ٢٤ ونهار ٢٥ ديسمبر فى التقويمين الغريغورى واليوليانى، لكن نتيجة اختلاف التقويمين ١٣ يومًا، يقع العيد لدى الكنائس التى تتبع التقويم اليوليانى عشية ٦ ونهار ٧ يناير.
ولا يذكر الكتاب المقدس تاريخ أو موعد ميلاد السيد المسيح، لكن آباء الكنيسة حددوا الموعد سالف الذكر، منذ اجتماع مجمع نيقية عام ٣٢٥ ميلادية.
وفى المسيحية المبكرة لم يتم الاحتفال بعيد الميلاد، لكن لاحقًا مع بدء ترتيب السنة الطقسيّة، اقترحت تواريخ متعددة للاحتفال بالعيد، قبل أن يتم الركون إلى تاريخ ٢٥ ديسمبر، بعد نقاشات مستفيضة حول التاريخ الأنسب للاحتفال.
تُذكر رواية الميلاد فى إنجيلى «متى» و«لوقا»، وتعد الرواية فى إنجيل «لوقا» أكثر تفصيلًا. وعناصر الرواية الإنجيلية للميلاد مفادها بأن مريم قد ظهر لها جبرائيل مرسلًا من قبل الله، وأخبرها بأنها ستحمِل بقوّة الروح القدس بطفل «يكون عظيمًا وابن العلى يدعى، ولن يكون لملكه نهاية».
وعندما اضطرب يوسف النجار خطيب مريم من روايتها ظهر له الملاك أيضًا فى الحلم، تصديقًا لرواية مريم وتشجيعًا له.
ويتفق «متى» و«لوقا» على أن الميلاد تمّ فى بيت لحم «مدينة النبى داود»، لا فى مدينة الناصرة، حيث كانا يعيشان وتمت البشارة. ويعد ذلك تتمة للنبوءات السابقة حول مكان الميلاد، خاصة نبوءة النبى ميخا. أما السبب المباشر فهو طلب أغسطس قيصر إحصاء سكان الإمبراطورية الرومانية تمهيدًا لدفع الضرائب. ولذلك سافر يوسف مع مريم، وكان حينها قد ضمها إلى بيته كزوجته، دون أن تنشأ بينهما علاقة زوجية، وعند وصولهما إلى بيت لحم، لم يجدا مكانًا للإقامة فى فندق أو نزل، وحان وقت وضع مريم، فوضعت طفلها فى مذود ولفته بقماط، حسب إنجيل «لوقا». ويعتبر ذكر المذود هو الدافع الأساسى للاعتقاد بوجود المغارة أو الحظيرة، لأن الحظائر عادة كانت عبارة عن كهوف، أما المذود فهو مكان وضع علف الحيوانات.
وتُجمع تفاسير آباء الكنيسة على أن ميلاد يسوع فى ظروف فقيرة جاء لتعليم البشر التواضع، وكمثال على الترفع عن الأمور الماديّة.