لا تزال الدول، تتصارع على تقسيم الكعكة السورية، خاصة بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بقصفها بالصواريخ الحديثة والذكية، داعيًا روسيا للاستعداد لصدها، والتوقف عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصفه بـ "الحيوان القاتل لشعبه"، لتتداول التعليقات الدولية المتباينة حول ذلك القرار.
وعلى مدار الأيام الماضية، زاد ترامب من حدة لهجته ضد سوريا وأقوى حلفائها روسيا وأصدر تهديدا عبر "تويتر" لضربة أمريكية محتملة ضدها.
وبعد تهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بقصف سوريا بصواريخ حديثة وذكية، داعيا روسيا للاستعداد لصدها، والتوقف عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصفه بـ "الحيوان القاتل لشعبه"، تراجع بعد 24 ساعة عن تصريحه، قائلًا؛ إن الضربة الأمريكية لسوريا قد لا تكون وشيكة.
وكانت تقارير غربية قد اتهمت سوريا باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في مدينة دوما، إلا أن دمشق تنفي هذه الاتهامات بشدة.
محادثات أمريكية
وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الرئيس دونالد ترامب التقى بفريق الأمن القومي، أمس الخميس، لمناقشة الوضع في سوريا، لكنه لم يتخذ قرارًا نهائيًا بشأن استخدام القوة العسكرية أو عدم استخدامها.
8 ضربات محتملة في سوريا
ولكن وفقا لمصدر مطلع طلب عدم الكشف عن هويته، قال لقناة "CNBC" الأمريكية، إن الولايات المتحدة تفكر في ضرب 8 أهداف محتملة في سوريا، وتشمل هذه الأهداف مطارين ومركز أبحاث ومجمع لأسلحة كيميائية.
وأشار المصدر إلى أن الجيش السوري أعاد نشر وتمركز عدد كبير من طائراته الحربية في المطارات التي تسيطر عليها القوات الروسية على أمل أن تكون واشنطن مترددة في توجيه ضربة إلى هذه المطارات.
وقال "ترامب"، "أننا نتطلع بجدية بالغة إلى هذا الوضع برمته وسنرى ما سيحدث".
بوليفيا: تقويض نظام الأمم المتحدة
وبدوره، أكد سفير بوليفيا لدى الأمم المتحدة ساتشا ليورينتي، أن تهديد الولايات المتحدة باستعمال القوة في سوريا يقوض من سلطة القانون الدولي ونظام الأمم المتحدة، فهي بذلك تضع نفسها فوق بقية الدول وتستهين بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ونظام المنظمة الدولية بأكمله.
وشدد المبعوث البوليفي، على أن "واشنطن تؤمن بأن لها قوانينها الخاصة، وهذا ليس صحيح"، مشيرًا إلى ضرورة توحد مجلس الأمن وتشكيل آلية مستقلة لبحث الهجوم الكيميائي المزعوم في سوريا.
الرئيس التشيكي: لا أعتقد نشوب صراع عسكري
قال الرئيس التشيكى ميلوش زيمان ، إنه لا يعتقد بإمكانية نشوب صراع عسكري بين روسيا والولايات المتحدة بسبب سوريا، متابعًا فقط مختل عقليا يمكنه إطلاق العنان لحرب عالمية ثالثة بسبب سوريا ، هذا الرجل المجنون قد يكون مجرد أي جنرال أمريكي أو روسي".
"تيريزا ماي" و"ترامب" يعملان على صياغة رد دولي
وأشار مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى، إلى أنها اتفقت مع الرئيس الأمريكي، على ضرورة صياغة رد دولي للردع عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.
وقال مكتب ماي، أن تحدث الزعيمان "اتفقا على ضرورة ألا يمر استخدام الأسلحة الكيماوية دون رد وعلى الحاجة إلى ردع نظام الأسد عن مزيد من استخدام الأسلحة الكيماوية.
حزب الله يستبعد حربًا واسعة بسبب سوريا
أما نعيم قاسم نائب زعيم جماعة حزب الله اللبنانية، قال إن حزب الله يستبعد أن تتطور الأزمة في سوريا إلى اشتباك مباشر بين الولايات المتحدة وروسيا أو "إلى حالة حرب واسعة".
وتابع "قاسم"،"الظروف لا تشير بحصول حرب شاملة أو مواجهة متدحرجة إلا إذا فقد ترامب ونتنياهو صوابهما كليا".
اليمين الفرنسي يطلب نقاشًا حول ضربة محتملة بسوريا
فيما طلب زعيم كتلة "الجمهوريون" المعارضة في الجمعية الوطنية الفرنسية، "نقاشًا دون تصويت" حول توجيه ضربات محتملة في سوريا، وحض الحكومة على التحرك في هذا الموضوع "مع الكثير من برودة الأعصاب".
وقال كريستيان جاكوب، "نحن في خضم مسالة خطيرة للغاية وهناك خطر حقيقي لاندلاع حرب عالمية".
العراق: توجيه ضربة لسوريا فجيعة
فيما قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، إن الضربة الجوية إلى سوريا إذا وُجهت فهذا يعنى "فجيعة" وخسارة بكل الاعتبارات وخطرة على كل دولنا، مشيرًا إلى أنه لم يكن هناك أي تنسيق بين العراق وتركيا لعملية عسكرية مشترَكة ضد حزب العمال الكردستاني.
وتابع "الجعفري"، أن العراق يستثمر انعقاد مؤتمَر القمة العربي سواء على مستوى الرؤساء، أم على مستوى وزراء الخارجية لإيصال صوته بالحجم العراقي، وحجم المنطقة خصوصا أن هناك إرهاصات حادة، وتحديات كبيرة.
وبشأن التهديدات بضربة أمريكية توجهها الولايات المتحدة إلى سوريا، قال الجعفري، "إذا وجهت الضربة لسوريا فهذه فجيعة، وخسارة بكل الاعتبارات، وخطرة على كل دولنا"، واصفا بالقول "هذا النوع من الأسلحة، وهذا النوع من السياسات الخرقاء لا يمكن منع تداعياتها، وتأثيرها، لا نسمح أن تتكرر هذه الحماقات".