مشاعر مختلطة بين القلق والترقب المشوب بالذعر تخيم على وجوه آلاف الأسر بمدينة المحلة الكبرى، في محافظة الغربية، بعد اختفاء 3 شقيقات في ظروف غامضة، قبل أكثر من 3 شهور، في الوقت الذي تواصل فيه الأجهزة الأمنية جهودها لكشف لغز هؤلاء الفتيات، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 8 و17 سنة.
وبينما أكد أفراد من أسرة الفتيات أنهن اختفين في ظروف غامضة وبشكل مفاجئ، دون وجود أي خلافات أسرية، فقد أمر مدير أمن الغربية، اللواء هاني مدحت، بتشكيل فرق من ضباط البحث الجنائي بمركزي سمنود والمحلة، بإشراف العقيد خالد عبد الفتاح، رئيس فرع البحث الجنائي، لفحص علاقات الفتيات، ونشر صور بأوصافهن، والتأكد من تتبع خطوط تليفوناتهن، لتحديد موقع تواجدهن وإعادتهن إلى ذويهن.
وتعود واقعة اختفاء الفتيات إلى منتصف شهر أكتوبر الماضي، عندما تلقى مدير أمن الغربية إخطاراً بالواقعة من اللواء هيثم عطا، حكمدار الأمن بمركزي سمنود والمحلة، بورود بلاغ إلى ضباط فرع البحث الجنائي بمركزي سمنود.
وأفاد والد الفتيات الثلاثة، ويُدعى "عصام م."، في بلاغه إلى الأجهزة الأمنية، بأن ابنتيه "ياسمين" و"نرمين"، اصطحبا شقيقتهما الصغرى "ندا"، أثناء قيامهما بالتوجه إلى أحد محلات البقالة، لشراء بعض مستلزمات المنزل، ولكنهن اختفين فجأة وبدون سابق إنذار، مؤكداً عدم وجود أي مشاكل أو خلافات أسرية، قد تكون دفعتهن إلى ترك منزل الأسرة بالمدينة العمالية.
وتابع الأب في بلاغه قائلاً: "لقد تحولت حياتنا إلى كرب، بعد اختفاء بناتي الثلاثة"، مشيراً إلى أنهن متغيبات منذ يوم 13 أكتوبر الماضي، ولم يُستدل على أي أثر لهن منذ ذلك التاريخ، وأضاف أن الأسرة قامت بالبحث عنهن في أقسام الشرطة والمستشفيات بجميع المحافظات، الأمر الذي تسبب في إصابة والدتهن بوعكة صحية بالغة، طرحتها فراش المرض، ولم تعد قادرة على الحركة، منذ اختفاء بناتها، لدرجة أنها فقدت الأمل في عودتهن.
وأوضح بقوله: "أصحابي وجيراني يبحثون معي عن البنات، ووزعنا ملصقات بأوصافهن على المساجد والمستشفيات والمحلات وجميع الشوارع، على أمل العثور على أي أثر لهن"، كما لفت إلى أنه لم يتلقى أي اتصالات تفيد باختطافهن، أو التعرف على مكان تواجدهن، وناشد الأب كل من يستدل على بناته سرعة إبلاغ الأجهزة الأمنية، معرباً عن أمله في عودتهن سالمات إلى حضن والدتهن المريضة.
وفي الغضون، أصدر المحامي العام لنيابات شرق طنطا الكلية، المستشار عماد سالم، تعليمات عاجلة إلى رئيس نيابات شرق طنطا الكلية، وإلى مساعديه، بفتح باب التحقيق في واقعه اختفاء الفتيات الثلاثة، وسرعه تحريات المباحث حول الواقعة، كما شدد المحامي العام، في تعليماته، على ضرورة سماع أقوال الأب والأم وشهود العيان من جيران الأسرة، لكشف غموض الواقعة.
وكانت بعض الصفحات على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي قد تداولت أن اختفاء الشقيقات الثلاثة يرجع إلى تركهن منزل الأسرة برغبتهن، بسبب رفض الفتاتين الكبيرتين عريسين تقدما لخطبتهما، إلا أن الأجهزة الأمنية نفت صحة تلك الادعاءات، بحسب ما أظهرت تحريات المباحث الجنائية الواردة إلى النيابة العامة.