
حادثة مفجعة شهدتها محافظة الإسكندرية، وخاصة في شاطىء النخيل بالمحافظة، أو ما صار معروفًا عنه "شاطىء الموت"، حيث التهمت أمواج هذا الشاطئ الواقع في منطقة العجمي 11 شخصًا منهم طفل وسيدة و7 شباب من عائلة واحدة، أمس الجمعة.
الحادث أثار جدلًا واسعًا الساعات الأخيرة، في السط الإعلامي، وعلى مواقع السوشيال ميديا، منتظرين أول رد فعل من المحافظة جراء ماحدث،
واليوم السبت، قرر المستشار مصطفى حلمي، المحامي العام لنيابة الدخيلة الكلية بالإسكندرية، غلق شاطئ النخيل بالعجمي لأجل غير مسمى، لحماية أرواح المواطنين وتنفيذ قرار مجلس الوزراء.
كما قرر حلمي، استدعاء مسئولي شاطئ النخيل، لبيان المتسبب في واقعة غرق عدد من المواطنين بالشاطئ.
كما قررت النيابة استعجال تحريات المباحث حول الواقعة، والتصريح بدفن الجثث التي تم انتشالها وهم ٨ جثث، بعد توقيع الكشف الطبي عليهم لمعرفه سبب الوفاة، وسؤال أهلية المتوفين وشهود العيان.
بداية القصة
بدأ الحادث بنزول طفل إلى شاطئ النخيل في حوالي الساعة الخامسة والنصف من فجر اليوم الجمعة، ونظرًا لطبيعة هذا الشاطئ الخطيرة تعرض الطفل للغرق، فحاولت سيدة إنقاذه، إلا أنها لحقت به، وهكذا توالى شاب تلو الآخر محاولين إنقاذ من غرقوا فكان مصيرهم الغرق أيضًا، حسبما روى اللواء جمال رشاد رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية.
وقال رشاد، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب مقدم برنامج الحكاية، عبر قناة "إم بي سي مصر": إنّ شاطئ النخيل يتبع جمعية 6 أكتوبر، لكنه يعد أحد الشواطئ العامة، والمغلقة بقرار رئيس مجلس الوزراء ضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية لمكافحة فيروس كورونا.
وأضاف: "بعض المواطنين غير الملتزمين يلجأون للذهاب للشواطئ غير المأهولة، وهذا ما حدث اليوم، فمجموعة من الشباب قرروا الذهاب لشاطيء النخيل في حوالي الساعة 5 صباحًا، هربا من الملاحقة من الأجهزة المعنية بالتفتيش على الشواطئ، وفي البداية غرق أحد الأطفال، وحاول أقاربه إنقاذه فغرقوا جميعا تباعًا".
وأشار رشاد إلى أنّ زوج السيدة التي غرقت، يتواجد حاليًا في المستشفى لتلقي العلاج، وهناك سيدة أخرى موجودة في المستشفى وحالتها مستقرة، لافتًا إلى أن عمليات البحث مستمرة حتى انتشال جثماين جميع الغرقى، والتأكد من عدم وجود جثامين أخرى.
وأكّد أنّه بدءًا من اليوم السبت، ستكون الأجهزة متواجدة على جميع الشواطئ منذ مطلع الفجر، حتى لا يتكرر ما حدث، مشددا أنهم سيتم منع أي تواجد على الشواطئ العامة لحماية المواطنين من أنفسهم إذا سولت أنفسهم النزول إلى البحر، منوها إلى أن خدمات الإنقاذ معطلة نظرا لغلق الشواطئ.
كواليس الحادث
وفقًا لما أعلنته الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، فإنه تم انتشال 6 جثث وجاري البحث عن بقية الجثامين الذين لقوا مصرعهم غرقًا على الشاطئ
وأوضحت الإدارة، في بيان لها، أنّه في حوالي الساعة الخامسة صباحًا، نزل مواطنون إلى مياه شاطئ النخيل بنطاق حي العجمي، هربًا من ملاحقات الأجهزة التنفيذية التي تنفذ عملية الإخلاء طوال اليوم، غرق طفل أثناء نزوله البحر، ما ترتب عليه اندفاع العديد من المواطنين في محاولة لإنقاذه، وأدى ذلك لغرق 11، وتم انتشال 6 جثامين وجار البحث عن الباقين بمعرفة الإنقاذ النهري التابع للإدارة العامة للحماية المدنية".
ويشهد شاطئ النخيل تدفقًا عاليًّا من المواطنين بالمحافظات المجاورة، رغم وضع علامات إرشادية بطول الشاطئ تفيد بغلقه، وفقًا لإدارة السياحة والمصايف، التي أهابت بالمواطنين تنفيذ تعليمات مجلس الوزراء بعدم التواجد على الشواطئ ومخالفة التعليمات حرصا على سلامة الجميع.
قرارات سابقة بالغلق
بحسب النائب أحمد السجيني رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، فإنّ شاطئ النخيل محل حوادث كثيرة في كل عام، حتى أنه سبق أن صدر في العامين الماضيين قرار بغلق الشاطئ، لكن نظرًا لكونها منطقة ذات كثافة سكانية، فهناك ضغط على الجهات الإدارية بعدم تنفيذ الغلق.
وأضاف أنّ هناك محاولات حدثت بالفعل لعمل مصب للأمواج بشاطئ النخيل لكنها لم تكتمل، فأصبحت هذه المنطقة منطقة خطر مهما حدث فيها، وبخاصةً مع الكثافة السكانية الكبيرة في هذه المنطقة، مع انخفاض درجة الوعي.
وشدد النائب على ضرورة استكمال مصاف الأمواج في شاطئ النخيل على الأسس المطلوبة، وإلا سيحصد مزيدا من الأرواح في الفترة المقبلة، مؤكدًا ضرورة أن يتخذ محافظ الإسكندرية وقفة جادة في غلق الشواطئ لا سيّما شاطئ النخيل.