أطلق المركز الأرثوذكسى للدراسات الآبائية بالقاهرة، أحدث إصدارته تحت شعار «تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم لرسالة القديس بولس الرسول إلى تلميذه فليمون».
وقال المركز في بيان توضيحي عن الكتاب: «يعد تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم للرسالة هو أول تفسير متكامل لهذه الرسالة وقد أثر هذا التفسير علي كل من فسر الرسالة من بعده وهذا التأثير وصل إلي حد التطابق في بعض الألفاظ وفي كثير من الأفكار وقد اهتم القديس يوحنا في تفسير هذه الرسالة بأمور هامة ذكرها في مقدمته التي كتبها عن أسباب كتابة الرسالة".
ويمكن تلخيص هذه الأمور في عبارة واحدة وهي "المسيحية جاءت لا لتنشر الفتنة أو تدمر كل الأعراف الاجتماعية" وهذه الأعراف الاجتماعية تتمثل في وجود عبيد وسادة، ولكن ما هو السبب الذي جعل القديس يوحنا يشدد علي فكرة الحفاظ علي الأعراف الاجتماعية؟.
ويذكر التاريخ أنه في تلك الفترة نشأت طائفة رهبانية متحمسة تدعو لقلب الأوضاع، مثل الأفستاثيين، أى أتباع إفستاثيوس أسقف سبسطيا، في منطقة بفلاغونية، وكانت هذه الجماعة وغيرها يشجعون علي فرار العبيد تاركين خدمة سادتهم، وعلي محاولة القيام بأمور استفزازية تجاه السادة الذين لديهم عبيد. وهذا هو ما دفع القديس يوحنا لإتباع منهج خاص في تفسير الرسالة وهو الرد علي هذه الجماعات الثورية حتى لا ينظر للمسيحية علي انها ديانة تبذر الفتن في المجتمعات».
وقام القديس يوحنا بتفسير هذه الرسالة في عظات ثلاث ومن المحتمل أن يكون قد ألقي هذه العظات في انطاكية، غير أنه من الصعب تحديد تاريخ هذه العظات، وشملت العظة الأولي تفسير الأعداد الثلاثة الأولي والثانية الأعداد 4ـ16 والثالثة الأعداد من 17ـ25ـ ونصها اليوناني موجود في مجموعة ميني اليونانية PG 701-720.
