بقلم حمدي رزق
وضرب مثلًا.. أطلق القمص يؤانس أديب، راعى كنيسة القديس يوسف بالغردقة، وكيل المطرانية بمحافظة البحر الأحمر، مبادرة أعيادنا واحدة، والتى تهدف للاحتفال بأعياد المسلمين والمسيحيين معًا، وذلك تجسيدًا لمعانى المحبة والمواطنة. هنأ القمص يؤانس المسلمين بعيد المولد النبوى الشريف، ووزع حلوى المولد بالمستشفيات على العاملين والمرضى وغير القادرين لمشاركتهم فرحة الأعياد اليوم السابع.
مفاجأة جد سارة أعدها القمص يؤانس لإخوته المسلمين فى مولد الرسول، صلى الله عليه وسلم، رسالة بعلم الوصول، رسالة محبة حُرِّرت فى الغردقة، ووصلت عموم مصر المحروسة، المسيحيون يتابعون المراسلات على عنوانهم الأثير مصر، يذكرونها فى صلواتهم مباركة، مبارك شعبى مصر.
رسالة القمص يؤانس تقول إن فطرة الشعب المصرى سليمة وتعبر عن نفسها بمئات الصور الرائعة، ومنها هذه الصورة الراقية، لماذا إذن تتصدر صور الجفوة والرفض والعنف العناوين، لماذا تغيب صورة القمص الطيب عن الصفحات الأولى، لماذا تهيمن طيور الظلام على الصورة، لماذا تتصدر وجوه البغضاء المشهد، لماذا يشوهون وجه مصر الطيب بسناج صدورهم وما ينفثون غلًا للذين آمنوا بالعيش المشترك؟!..
هنيئًا للقمص الطيب حسن صنيعه، كلنا غبطة وسرور، القمص المبجل يمارس ما جُبل عليه فى الكنيسة من محبة، الله محبة، الخير محبة، النور محبة، حلاوة القمص يؤانس فى المولد النبوى الشريف نموذج ومثال، القصة ليست تبويس اللحى فى المحافل، ولكنها نفوس خيرة تسعى بين الناس بالمحبة، وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة، والمسرة لكل الناس.
ما يمكث فى الأرض، مبادرة القمص يؤانس عنوان الرقى والتسامح، الذى يعبر تمامًا عن مصر الطيبة تعبيرًا شعبيًا رائعًا، على بساطته وعفويته، مبادرة بألف مقال، وبألف خطبة، وبألف مقدمة فضائية زاعقة بالوحدة الوطنية، القمص يرسم صورة يعجز عن وصفها القلم السيّال.
المسيحيون المصريون يبدعون إبداعًا راقيًا، ويرسمون لوحات ملونة بحبر القلب، القضية ليست حلاوة المولد، حلاوة زمان ومحبة زمان وطيبة زمان، حلاوة القمص ترد عنا غائلة المتطرفين وتمنع أذاهم، وتجسد ما ينكره المرجفون من محبة هى عنوان عريض لمصر المحروسة بعناية الله وحوله وقوته.
المسيحيون يضربون أروع الأمثلة فى المحبة، ولا يمررون المناسبات العطرة دون لمحات طيبة، طوبى للساعين إلى الخير، سيقول السفهاء من الناس إن القمص يتجمل، فليكن، فليتجمل أكثر، وليصل القمص إخوته، ويفرح لفرحهم، ويغتبط لعيدهم، وليوزع حلاوة المولد، حلوة حلاوة.
دعهم فى غيهم وغلهم يعمهون، قلوبهم قاسية ونفوسهم مظلمة، القمص يرد بصنيعه الطيب على غلاظ القلوب الذين يُحرِّمون تهنئة المسيحيين بأعيادهم، ويزرعون الكراهية فى النفوس، ويقفون من أخوة الوطن موقفًا لا يقره شرع ولا دين ولا كان من خلق صاحب المولد العظيم، عليه أفضل الصلوات وأتَمّ التسليم.