سلطت صحيفة فاينانشال تايمز، الضوء على صفقة تبادل السجناء بين ايران والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أنه من المحتمل ان يؤدي الاتفاق على التبادل بعد أشهر من المفاوضات الى تهدئة التوترات بين الخصمين اللدودين.
وأشارت الصحيفة إلى أن اكملت الولايات المتحدة وإيران عملية تبادل السجناء بعد أشهر من المفاوضات، وهو اختراق تأمل واشنطن أن يفتح الباب أمام تهدئة التوترات بين الخصمين اللدودين.
وفي عملية متسلسلة بعناية، وصل خمسة مواطنين أمريكيين إيرانيين مزدوجي الجنسية، بالإضافة إلى اثنين من أقاربهم، إلى قطر يوم الاثنين بعد أن أطلقت ايران سراحهم، وكان في استقبالهم المسؤولون وأفراد الأسرة بعد وصولهم إلى الدوحة.
كما أطلقت الولايات المتحدة سراح خمسة إيرانيين من السجون الأمريكية.
وتمت عملية التبادل بعد تحويل 6 مليارات دولار من عائدات النفط الإيرانية، التي كانت مجمدة في كوريا الجنوبية، إلى حسابات مصرفية في قطر، حيث ستتم مراقبة الأموال للتأكد من استخدامها بشكل مناسب.
وأكد المسؤولون القطريون لكلا الطرفين أن مبلغ الستة مليارات دولار قد تم تحويله من كوريا الجنوبية، عبر سويسرا، إلى حسابات مصرفية في قطر، حسبما قال الشخص المطلع على العملية لصحيفة فايننشال تايمز.
ويأتي إطلاق سراح السجناء بعد أشهر من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، بتيسير من قطر وعمان، والأمل معقود على أن يساعد ذلك في بناء درجة من الثقة التي تخلق الظروف المواتية لمزيد من المناقشات حول البرنامج النووي الإيراني القوي.
وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن المبادلة "تزيل عقبة" أمام مواصلة الدبلوماسية بشأن طموحات طهران النووية وقضايا أخرى.
وقال المسؤول: “نحن لا نغلق الباب بالكامل أمام الدبلوماسية”. "إذا رأينا فرصة، فسوف نستكشفها."
وتناقش الولايات المتحدة وإيران أيضًا كيفية تهدئة التوترات واحتواء القضية النووية حتى مع استمرار طهران في تخصيب اليورانيوم.
ويتضمن ذلك موافقة إيران على عدم استهداف الأميركيين ووضع سقف لتخصيب اليورانيوم عند نسبة نقاء 60 في المائة، وهو مستوى قريب من الدرجة المستخدمة في تصنيع الأسلحة، في المقابل، تتوقع إيران أن تمتنع واشنطن عن فرض عقوبات إضافية تزيد من خنق الاقتصاد.
وتضغط الولايات المتحدة أيضًا على طهران للتوقف عن بيع الطائرات بدون طيار وقطع الغيار إلى موسكو، والتي استخدمتها القوات الروسية في الحرب في أوكرانيا، حسبما قال مسؤول إيراني سابقًا لصحيفة فايننشال تايمز. وتنفي طهران تصدير أسلحة إلى روسيا لاستخدامها في الحرب، ولم يتم التوصل إلى اتفاق بعد، حسبما قال أشخاص مطلعون على المحادثات.
ومع ذلك، يعتقد البعض أن تبادل الأسرى يمكن أن يساعد على الأقل في احتواء الأزمة النووية وتخفيف مخاطر تجدد الصراع في الشرق الأوسط.