كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن ثمة كارثة كبرى تهدد الداخل الإسرائيلي بعد عودة جنود الاحتياط لعملهم وحياتهم الطبيعية مرة أخرى، حيث كشفت عودتهم عن خسارة الكثير منهم عمله فضلًا عن إصابة الغالبية العظمى منهم باضطرابات عقلية بسبب قسوة مشاهد الحرب داخل قطاع غزة.
الاضطرابات العقلية وشبح الحرب في غزة يطارد جنود الاحتلال بعد انهاء خدمتهم
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه مع احتدام الحرب، حشد الإسرائيليون في المدارس والشركات ومجموعات المحاربين القدامى في جميع أنحاء إسرائيل الدعم لجنود الاحتياط الذين فقدوا عملهم، أو تخلفوا عن الدراسة في الجامعة أو احتاجوا إلى رعاية نفسية بسبب خدمتهم.
وتابعت أن البعض أيضًا عمل على توفير الغذاء والرعاية للأسر التي تم استدعاء والديهما للحرب، كما ادعت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها استدعت ضباط الصحة العقلية في الاحتياط، وأنشأت خطًا ساخنًا للطوارئ على مدار الساعة، كما عززت الموارد لجنود الاحتياط قبل وبعد الخروج من الخدمة، وهو الأمر الذي نفاه جنود الاحتياط الذين عادوا للتو من الحرب.
وقال المهندس القتالي الاحتياطي أفيحاي ليفي "41 عاما" إنه لم يتلق دعما كافيا من وزارة الدفاع لتشخيص اضطراب ما بعد الصدمة، والذي تطور بعد أن أنهى خدمته العسكرية الإلزامية قبل أكثر من عقدين من الزمن.
وقال إن حالته ساءت منذ 7 أكتوبر بعد أن أمضى أكثر من نصف فترة الحرب المستمرة منذ أشهر يقود جرافة مدرعة من طراز D9 في غزة، ويهدم المباني في جميع أنحاء القطاع، وفي شهر مايو وحده، تم نشره في رفح في الجنوب وجباليا في الشمال، حيث أنهى الجيش للتو عملية استمرت أسابيع.
قال ليفاي: "لقد كدت أن أقتل مرات عديدة"، مشيرًا إلى أن أصعب شيء بالنسبة له هو العودة إلى منزله في روش هاعين في وسط إسرائيل، حيث يجد صعوبة في النوم.
وأوضح أنه لا يتمكن في كثير من الأحيان من الراحة إلا بعد شروق الشمس، على الأريكة بجوار بطانية مزخرفة باللون العنابي سرقها من منزل في مخيم النصيرات للاجئين في غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكثيرين في جنود الاحتياط سأموا الحرب ويرون أن احتلال غزة عسكريًا هو أمر مرفوض.
قال أورين شفيل "52 عاما" هو قائد احتياطي للقوات الخاصة: "آمل أن يكون هناك حل، أي هيئة دولية يمكنها أن تأتي وتدير هذه المنطقة، هناك مدنيون في القطاع، غزة ليست بأكملها حماس".
وتابع شفيل: "لنتنياهو مصالح تتعارض مع إنهاء الحرب وإعادة المحتجزين"، في إشارة إلى ما وصفها بجهود رئيس الوزراء للبقاء في السلطة وتجنب تهم الفساد التي تلوح في الأفق.
بينما قال موشيه وهو جندي احتياطي ومشغل مدفع رشاش خفيف: "إسرائيل بحاجة إلى بداية جديدة بعد الحرب ومع ارتفاع وتيرة المدفعية المنطلقة وتحليق الطائرات المقاتلة في سماء المنطقة، لا يجب خلق المزيد من الفوضى في الوقت الحالي".