أكد اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، أن المحافظة شهدت في السنوات القليلة الماضية، تنمية زراعية متكاملة ومستدامة من خلال استزراع مساحة 33 ألف فدان باستخدام وسائل الري الحديث المتطور والذي يراعي التوازن الكامل في كميات المياه الجوفية مع مخزون المياه ونوعية المحاصيل الحقلية والأنواع المزروعة، مشيراً خلال الملتقى الاقتصادي الدولي السنوي للاتحاد العربي للأسمدة، إلى أن هذا التوجه يأتي في إطار استراتيجية النهضة الزراعية التي يتبناها رئيس الجمهورية، التي تستهدف لاستصلاح وزيادة الرقعة الزراعية في مصر، بمقدار 4 ملايين فدان على عدة مراحل ومن خلال مشروعات التوسع الأفقي وأهمها زراعة 500 ألف فدان في سيناء، ومشروع توشكى الجديد، ومشروعات الدلتا الجديدة.
وأشار إلى أن تلك المشروعات الزراعية الهائلة عززت صناعة الأسمدة في مصر، باعتبارها الشريك الأساسي لقطاع الزراعة، الذي يستهدف تحقيق الأمن الغذائي باعتباره أحد أهم دعائم ومكونات الأمن القومي المصري، إضافة إلى تحقيق الهدفين الأول والثاني من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في مجالي مكافحة الجوع وتوفير الأمن الغذائية.
كما أعرب «فودة» عن استعداد محافظة جنوب سيناء، لدراسة إقامة معارض للأسمدة بالمحافظة، ومصانع الأسمدة بالمناطق الصناعية بالمحافظة.
ومن جانبه أكد رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للأسمدة المهندس عادل كريم، أن صناعة الأسمدة تمثل رافداً أساسياً للتنمية الزراعية والتصنيع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي العالمي وسد فجوة الغذاء، مشيراً إلى أن هذا الملتقى يعد فرصة جيدة لتبادل الأفكار والتعرف على أفضل الممارسات المتبعة في صناعة الأسمدة وتحقيق التنمية المستدامة للزراعة والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية.
ولفت «كريم» إلى أن الاتحاد على مدى مسيرته يسعى إلى تطوير آلياته وبرامجه بما يتوافق مع تحديات القطاع واحتياجاته، وهو ما ينعكس في خطة الاتحاد السنوية، حيث وضع الاتحاد خطة عمل طموحة لعام 2021، تتضمن إقامة 25 فعالية مختلفة بأهداف وموضوعات تتواكب مع متطلبات صناعة الأسمدة ومستجداتها، مشيراً إلى أن الاتحاد بذل خلال العام الماضي، جهوداً كبيرة لتحسين إنتاجية الأراضي، وتزويد المزارعين بالأسمدة المناسبة، كما تتركز الجهود حالياً على التوجه نحو التسميد المتوازن والتسميد بالري للمحاصيل.
وبدوره أوضح الأمين العام للاتحاد العربي للأسمدة المهندس رائد الصعوب، أن الدول العربية تنتج ثلث مغذيات وأسمدة العالم من نيتروجين وفوسفات وبوتاسيوم، كما يبلغ حجم التجارة العالمية من الأسمدة، نحو 100 مليار دولار سنوياً، مشيراً إلى أن صناعة الأسمدة لم تتأثر تأثراً بالغاً بأزمة «كوفيد-19» مثل باقي الصناعات نظراً لارتباطها بغذاء الإنسان، فضلاً عن نجاح أغلب شركات صناعة الأسمدة في تحويل هذه المحنة إلى منحة من خلال التوسع في مشروعاتها وزيادة إنتاجيتها.
وأضاف «الصعوب» أن الاتحاد العربي للأسمدة، يضم تحت مظلته نحو 42 شركة من مختلف الدول العربية، منها 18 شركة مصرية، حيث تتميز مصر بأنها تزخر بالعناصر الأساسية الثلاثة المستخدمة في صناعة الأسمدة، لافتاً إلى أن الاتحاد انتهى من برنامج توعوي للمزارعين مدته 5 سنوات، كما سيبطلق برنامجا آخر مدته 5 سنوات أيضا في مجال التحول الرقمي والتكنولوجيات الحديثة لتوعية المزارعين وخاصة المزارع المصري باعتباره يمثل ثلث إجمالي المزارعين بالمنطقة العربية فضلاً عن كونه أفضل وأقدم مزارع في تاريخ الدول العربية.
ومن جهته، قال مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية التابعة لجامعة الدول العربية إبراهيم الدخيري، إن المنتدى يمثل فرصة كبيرة لتبادل الأفكار والرؤى لتنمية قطاع الأسمدة ومغذيات النباتات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بالدول العربية، مشيراً إلى أن دول المنطقة العربية تواجه تحديات الأمن الغذائي وارتفاع معدلات النمو السكاني وقلة الأراضي الزراعية والمياه والاعتماد على الأسواق الخارجية لتوفير الغذاء، وهو ما يتطلب تضافر الجهود وتفعيل العمل العربي المشترك لمواجهة هذه التحديات.
وأشار إلى أهمية تعزيز التعاون لتحقيق الأمن الغذائي من خلال زيادة الإنتاج والإنتاجية عن طريق استخدام المخصبات والمغذيات النباتية، لافتاً إلى أهمية تضافر جهود الحكومات العربية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني لتغطية الزيادة في الطلب على الغذاء بالعالم العربي.
وأضاف «الدخيري» أن المنظمة العربية للتنمية الزراعية، تؤمن بأهمية معالجة أزمة الغذاء العالمية من منطلق مبدأ حق الغذاء للجميع من خلال سياسات شاملة تعمل على تهيئة بيئة عالمية ووطنية تمكن كل أفراد المجتمع من الحصول على الغذاء بصورة دائمة، وتصون الأمن الغذائي في المستقبل، وذلك بالتعاون بين القطاعين العام والخاص.
وأكد الدكتور شريف الجبلي عضو مجلس إدارة الاتحاد العربي للأسمدة وممثل شركات الأسمدة المصرية، أن دور الأسمدة والمغذيات يتعاظم في المستقبل نظراً للاحتياج المتصاعد للمحاصيل الزراعية والغذاء في ظل محدودية الأراضي الزراعية والموارد المائية وتصاعد الزيادة السكانية حول العالم، مشيراً إلى أن الاتحاد العربي للأسمدة يسعى للنهوض بصناعة الأسمدة العربية بما يسهم في الاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية المتاحة اعتماداً على أحدث الأساليب المتبعة في هذه الصناعة بهدف الحفاظ على سلامة البيئة وسلامة الإنسان ومواكبة التطورات العالمية في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد.
ولفت «الجبلي» إلى ضرورة تبني أساليب زراعية جديدة كما يحدث الآن في مصر في الدلتا الجديدة، وتغيير نظام الري إلى الري بالتنقيط، الأمر الذي يفرض على شركات تصنيع الأسمدة التوجه إلى الأسمدة التخصصية في هذه المرحلة بما يسهم في النهوض بصناعة الأسمدة لتوفير الغذاء كماً ونوعاً ويحافظ على الأمن الغذائي الإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن انعقاد هذا الملتقى في ظل التحديات الراهنة وفي حضور ممثلي كبريات الشركات والمؤسسات الدولية المعنية بصناعة الأسمدة يعد دليلاً واضحاً على مكانة صناعة الأسمدة العربية.