
هي قنبلة سياسية انفجرت في وجه مرشح اليمين فرانسوا فيون... تلك التي كشفت انه خلال سنوات طويلة كان يشغل زوجته كمساعدة برلمانية ربحت من خلال ما وصف إعلاميا بالوظيفة الوهمية أكثر من نصف مليون يورو...
ضرب الرجل بالسلاح الذي حارب به أعدائه واستطاع إزاحة رجال أقوياء مثل نيكولا ساركوزي والان جوبيه ...النزاهة ومقاومة الفساد السياسي. وقع الرجل في الفخ الذي يعيبه على منافسيه...روائح التلاعب بالمال العام واستغلال النفوذ والمناصب...وحتى وان كان القضاء الفرنسي لم يقل بعد كلمته الأخيرة في الموضوع إلا أن التداعيات السياسية على مصير فرانسوا فيون أصبحت تلقي بظلال قاتمة دفعت بالبعض إلى التساؤل هل بإمكانه في هذه الظروف الحساسة والملتهبة خوض حملة انتخابية تقوده إلى قصر الإليزيه.
لمعرفة حجم الكارثة التي تهدد اليمين في هذه الحقبة يجب التذكير انه وبعد فوزه المفاجئ بالانتخابات التمهيدية اليمينية أصبح الطريق معبدا له لرئاسة الجمهورية...منافسة اليسار له شبه غائبة بسبب حصيلة فرانسوا هولاند المخيبة للآمال والتفرقة التي نشبت بين ورثته وخطر اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبين كان ضئيلا بسبب المواقف والمقاربة التي تبناها فرانسوا فيون والتي تشبه في بعض اوجهها برنامج الجبهة الوطنية. ...
معاهد استطلاعات الرأي كانت تنظر إلى فرصه بالفوز بالانتخابات وكأنها حتمية ومؤكدة ... وجاءت قضية البنيلوب كيث لتخلط الأوراق من جديد وتبعثر موازين القوى بطريقة تجعل مما اعتبر اختراقا أمس سرابا قد يتبخر قبل إن يتحقق حلم فيون بقصر الإليزيه.
وفِي خضم هذا الجدل يطرح المراقبون عدة تساؤلات ...من مصلحته إطلاق هذا الصاروخ القذر اتجاه فرانسوا فيون؟ من له القدرة على الحصول على هذه المعلومة الشخصية والحساسة والولوج إلى المعطيات الضريبية لإيصالها لأسبوعية لوكانار اونشيني؟ هل مصدر هذا الهجوم يوجد داخل المنظومة الاشتراكية الحاكمة التي تريد إسقاط منافس شرس قادر على إقصائها من الحكم أم ضمن أصدقاء فرانسوا فيون في فلك اليمين الذي لم يغفر له إقصائه لرموز مثل نيكولا ساركوزي والان جوبيه؟
والآن وقد انشطرت قنبلة ما يعرف إعلاميا بنيلوب كيث سيكون على فرانسوا فيون اتخاذ قرارات حاسمة في حال وجهت له أو لزوجته التهمة من طرف القضاء الفرنسي ...أمام هذا لاحتمال الوارد سيكون على اليمين أن يغير استراتيجيته على بعد أسابيع معدودة من الانتخابات الرئاسية و أن يجد مرشحا اخر يرفع ألوانه و يدافع عن مصالحه... وقد استبق الان جوبيه هذا السيناريو بالقول بانه يرفض أن يكون البديل لفرانسوا فيون في حال أرغم هذا الأخير على الانسحاب من السباق الرئاسي ..و جاءت هذه الفضيحة لتقلب المعادلة الانتخابية الفرنسية رأسا على عقب فاتحة تطور الأحداث على جميع الاحتمالات.