تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الثلاثاء 4 أبريل، بذكرى رحيل الراهبة براكسية العذراء.
وتزامنًا مع احتفالية الكنيسة بعيد الراهبة براكسية اليوم، ترصد "الدستور" في سطور أبرز المعلومات من حياتها.
نشأتها ودخولها الدير
نشأت الراهبة براكسية في مدينة روما، وهي ابنة لوالدين من عظماء المدينة، ومن عائلة الملك أنوريوس، وبحسب الكتاب السنكسارالكنسي، أنه عند وفاة والدها أوصى الملك بها، واتفق أن أتت والدتها إلى مصر لتحصيل أجرة الأملاك والبساتين التى تركها لها زوجها.
وبالفعل ذهبت الأم إلى مصر وأحضرت ابنتها معها وكان عمرها وقتئذ 9 سنين، ونزلتا بأحد أديرة العذارى، وكانت الراهبات في الدير على غاية النسك والتقشف فلا يأكلن المأكولات الدسمة ولا زيتا ولا فاكهة، ولا يذقن خمرا، وينمن على الأرض.
ويضيف، السنكسار الكنسي، أن هذه الصبية أحبت الدير واستأنست بالخادمة التي فيه، فقالت لها الخادمة، “ عاهديني أنك لا تتركين هذا الدير”، فعاهدتها على ذلك ولما أنهت والدتها عملها التي كانت قد أتت لأجله فامتنعت ابنتها عن العودة معها قائلة " أنى قد نذرت نفسي للحياة الرهبانية ولا حاجة بي إلى هذا العالم. لأن ني أريد أن أهب حياتي بجملتها لله الواحد.
ويتابع السنكسار، فلما عرفت والدتها ذلك منها وزعت كل مالها على المساكين، وأقامت معها في الدير عدة سنين حتى رحلت عن العالم بسلام.
- تعبدها وتقواها
وسمع أنوريوس هذا الخبر فأرسل يطلبها، فأجابته قائلة بأنها نذرت نفسها للحياة الرهبانية داخل أسوار الدير، ولا تقدر أن تخلف نذرها فتعجب الملك من تقواها على صغر سنها وتركها، أما هي فسارت سيرة فاضلة وتعبدت تعبدًا زائدًا فكانت تصوم يومين يومين ثم ثلاثة فأربعة فأسبوعا وفي صوم الأربعين لم تكن تأكل شيئا مطبوخا.
وذات يوم وقعت على رجليها فأصيب أصابة شديدة آلمتها زمانا طويلاً إلى أن من الله عليها وشفاها، وقد أنعم الله عليها بموهبة شفاء المرضى، وكانت محبوبة من الراهبات والآم الرئيسة لطاعتها العظيمة لهن .
ويقول السنكسار، أنه فى إحدى الليالي رأت الرئيسة رؤى لأكاليل معدة، فسألت لمن هذه ؟ فقيل لها " لابنتك براكسية، وهى ستجيء إلينا بعد قليل " وقصت الأم الرؤيا علي الراهبات وأوصتهن ألا يعلمن براكسية بها. ولما حانت أيامها لتترك هذا العالم اعترتها حمى بسيطة، فاجتمع عندها الأم والراهبات وطلبن منها أن تذكرهن أمام العرش الإلهي ثم رحلت العالم بسلام .