بعدما، أعلنت الهيئة الانتخابية في إيران، اليوم السبت، فوز المرشح الإصلاحي مسعود بيزشكيان بالانتخابات الرئاسية، متغلباً على منافسه المتشدد في تصويت محوري وسط توترات متصاعدة على الصعيدين المحلي والدولي.
ومن بين 30.5 مليون صوت تم فرزها في جولة الإعادة يوم الجمعة، حصل بيزشكيان على 53.6%، متفوقًا على المحافظ المتشدد سعيد جليلي، الذي حصل على 44.3% من الأصوات، حسبما ذكرت قناة برس تي في الايرانية.
وذكرت قناة برس تي في أن نسبة إقبال الناخبين بلغت 49.8%، وتم انتخاب بيزشكيان في الجولة الثانية من التصويت بعد حصوله على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى، متقدما على جليلي. وشهدت الجولة الأولى أدنى نسبة مشاركة للناخبين في الانتخابات الرئاسية منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979.
خطاب النصر
وفي خطاب النصر الذي ألقاه في طهران يوم السبت، شكر بيزشكيان الشعب الإيراني وتعهد بأن يكون بمثابة “صوت من لا صوت له”.
«أنا خادم الشعب الإيراني. وقال بيزشكيان في موقع دفن الإمام الخميني، زعيم الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 ومؤسس جمهورية إيران الإسلامية: “سوف نخدمكم أيها الشعب العزيز في بلدنا”.
واعترف جراح القلب والمشرع البالغ من العمر 69 عامًا بالتحديات التي تواجه البلاد حيث دعا إلى الوحدة فيما وصفه بفصل جديد لإيران.
تحديات وملفات صعبة
يواجه المشهد السياسي بتحديات داخلية كبيرة وعلى خلفية الأحداث الأخيرة، ومنها الانتخابات البرلمانية في مارس 2024، والركود الاقتصادي الواسع النطاق، والثورات الاجتماعية المتكررة، والعلاقة المتوترة مع إسرائيل.
ولذلك فإن المشهد السياسي كان امام لانتخابات حاسمة، وفق صحيفة واشنطن بوست الامريكية.
ومع ذلك، فإن المنطق الداخلي للإطار المؤسسي في إيران يظل متماسكا إلى حد ما، إن لم يكن غامضا.
لقد أحدثت وفاة إبراهيم رئيسي اضطرابا عميقا في المجتمع الإيراني، على خلفية عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي السائد.
وأدى معدل الامتناع غير المسبوق عن التصويت في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس 2024، إلى سيطرة المحافظين المتشددين مرة أخرى على البرلمان (المجلس)، لكن هذه السيطرة ترتكز على شرعية شعبية هشة، كما يظهر من انخفاض نسبة المشاركة وارتفاع نسبة الأصوات الفارغة. الوضع الاقتصادي حرج: لا يزال معدل التضخم عند 40%، والبطالة مرتفعة (8.6%)، وتستمر قيمة الريال في الانخفاض.
و تواصل شرطة الأخلاق الإيرانية ممارسة متزايدة تجاه النساء الإيرانيات، وتفرض ارتداء الحجاب بشكل صارم.
العلاقات الإيرانية الاسرائيلية
علاوة على ذلك، ظلت العلاقات بين إيران وإسرائيل متوترة منذ الهجمات على أراضيهما في أبريل الماضي.
وفي حين يبدو النظام الإيراني حريصاً على تجنب الصراع المباشر مع تل أبيب ــ مدركاً موقفه الهش في مواجهة التوترات الداخلية المتنامية ــ فإن طهران عازمة مع ذلك على متابعة طموحاتها الإقليمية والحفاظ على موقف التحدي الاستراتيجي تجاه إسرائيل.