تزامنًا مع تفشي جائحة كورونا المستجد «كوفيد-19» حول العالم، بعدما أظهر إحصاء لـ«رويترز» أن ما يزيد على 125.12 مليون نسمة أُصيبوا بالفيروس على مستوى العالم، فى حين وصل إجمالى عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى مليونين و875357، ظهر وباء جديد أدى إلى وفاة طالبة و15 فردًا وأصاب أكثر من 30 آخرين في مدرسة داخلية بولاية صكتو، أقصى شمال غربي نيجيريا.
وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا للطالبات وهن يجلسن على أرض قاعة كبيرة داخل المستشفى، بينما أوردت تقارير صحفية محلية أن ذلك المرض من الممكن أن يكون «التهاب السحايا»، فيما لم تؤكد السلطات هذا الأمر.
تحقيق واسع النطاق
ومن جانبهم، أطلق مسؤولون صحيون في نيجيريا تحقيقًا واسع النطاق، وفقًا لصحيفة «ذا صن» البريطانية.
ويعد المرض معديًا، ما يعني أنه من المحتمل انتشاره على نطاق أوسع، لذلك أعلن مسؤول في وزارة الصحة بالولاية أن تم أخذت عينات من الطالبات للتحقق من أسباب مرضهن.
التهاب السحايا
يذكر أن مرض التهاب السحايا ينتشر في جميع أنحاء العالم، وخاصة إفريقيا، ويوجد له اللقاحات الخاصة بالمجموعة المسلحة للوقاية من التحصين الروتيني والتطعيم التفاعلي السريع، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وهو عبارة عن شكل جرثومي من أشكال التهاب السحايا، أي أنه عدوى خطيرة تصيب بطانة الدماغ، وبإمكانه إحداث ضرر وخيم في الدماغ وهو قادر على الفتك بنصف الأشخاص الذين يصيبهم إذا لم يتم علاجه سريعا.
وينتج ذلك المرض عن عدة جراثيم مختلفة، منها النيسرية السحائية التي تتسبب في أوبئة واسعة النطاق، وينتقل المرض بين البشر عن طريق رذاذ الإفرازات التنفسية أو إفرازات الحلق وتستمر فترة حضانته، في المتوسط، حوالي 4 أيام، إذ تتراوح بين 2 و10 أيام.
الأعراض والعلاج
ومن أعراض مرض السحايا الصداع والحمى والعنق المتصلب، وهو ما عانت منه الطالبات النيجيريات.
وفي ذات السياق، أكدت منظمة الصحة العالمية أن أكثر أعراض المرض شيوعا للمرض، هو تيبّس الرقبة وارتفاع حرارة الجسم والشعور بحساسية إزاء الضوء والإصابة بالتخليط والصداع والتقيّؤ.
كما يمكن أن يسبب تضرّر الدماغ أو فقدان السمع أو إعاقة القدرة على التعلّم لدى 10% إلى 20% من الناجين منه، لذا يجب سرعة علاج المرض، حيث يمكن أن يسبب الوفاة عقب ظهور الأعراض بفترة تتراوح بين 24 ساعة و48 ساعة.
وأشارت، إلى أن التهاب السحايا يعتبر من الطوارئ الطبية، لذلك لابد من نقل المريض إلى المستشفى، ثم توفير العلاج المناسب بالمضادات الحيوية في أسرع وقت، بما في ذلك البنسيلين والأمبيسيلين والكلورامفينيكول، بالإضافة إلى السيفترياكسون الذي يعتبر الدواء الأفضل في ظل الظروف الوبائية بأفريقيا.
بينما تتوافر لقاحات عديدة للمرض منذ أكثر من 30 عامًا، وأطلق في عام 2014 أول لقاح مضاد للنيسرية السحائية من الزمرة B، وهو مصنوع من توليفة مكونة من عناصر بروتينية.