أنا قد جئت نورًا للعالم، حتى كل من يؤمن بى لا يمكث في الظلمة. وأن كان أحد يسمع كلامي ولا يحفظه فأنا لا أدين لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم".. ذكر الإنجيل هذا القول على لسان السيد المسيح في الفصل الذي يقرأ مساء اليوم ضمن صلوات ليلة الخميس من البصخة المقدسة، بحسب ترتيب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وكان السيد المسيح يعلم ماذا كان يدور من مكائد ومؤامرات يرتبها له رؤساء كهنة اليهود لكي يتخلصوا منها، أما هو فكانت رسالته إلى العالم أنه جاء نورًا وخلاصًا للجميع، ولأن يقدم كل إنسان حبًا خالصًا إلى الله وأعمال رحمة وخير إلى جميع الناس بلا رياء أو نفاق أو تظاهر شكلي، وألا يتسلط أحدٌ على أحد باسم الدين.
وتركز الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بصخة ليلة الخميس على مشهدين هامين يتناقض كلا منهما مع الآخر.
ـ مشاهد ليلة الخميس
المشهد الأول هو ليهوذا الأسخريوطي التلميذ الذي خان السيد المسيح وقبض ثلاثين من الفضة كي يسلمه إلى رؤساء كهنة اليهود وهو ثمن بخس للغاية. والمشهد الثاني لامرأة سكبت عطرًا غالي الثمن يقدر ب 300 دينار على رأسه، تعبيرًا لتقديرها واحترامها لشخص السيد المسيح لمكانته العالية كمعلم ومخلص.
والمشهدان يجسدان الخيانة مقابل الحب والنكران أمام الإيمان. فـ يهوذا الذي لازم السيد المسيح طوال ثلاث سنوات كاملة رأى فيا العديد من المعجزات وسمع تعاليم سيده المحيية، ذهب أخيرًا في السر وباع معلمه لمن يريدون التخلص منه في مقابل أبخس الأثمان، أما المرأة فجاءت في العلن تجهر بتقديرها إلى معلمها الذي تغيرت حياتها على يديه وأنار قلبها وعقلها للخدمة وأعمال الرحمة.
وتشهد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذا الأسبوع أيامًا تعتبرها الأقدس على مدار السنة، حيث يكرس أغلب المسيحيين أوقاتهم للصلاة وقراءة الكتاب المقدس لتتبع خطوات السيد المسيح بدءً من استقبال أهل مدينة أورشليم له كملك حتى صلبه وموته وقيامته فجر الأحد حسب العقيدة المسيحية.