
قدم نيافة الحبر الجليل الأنبا تادرس مطران بورسعيد، حلقة جديدة اليوم من سلسله يوميات الفرح التي يتم بثها على صفحة المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
قال نيافته خلالها: إنني أريد قبل أن ابدأ كلامي معكم اقرأ جزء من الإصحاح الأول من سفر أعمال الرسل “الكلام الأول أنشأته ياثاؤفيلس عن جميع ما أبتدأ يسوع يفعله ويعلم به، إلى اليوم الذي أرتفع فيه بعدما أوصى بالروح القدس الرسل الذين أختارهم، الذين أراهم أيضا نفسه، حياً ببراهين كثيرة، بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوما ويتكلم عن الأمور المختصة، بملكوت الله، (أع 1:1-3)، وأضاف أن جملة أراهم نفسه ببراهين كثيرة تبين مدى الحالة السيئة التي كانوا فيها التلاميذ، وكل من كانوا يتبعون السيد المسيح، حيث كان الجميع في حالة من الحزن والإكتئاب والألم والخوف، وحدث لهم ما يشبه خيبة الأمل، فكانوا يتخيلون أن السيد المسيح الذي فعل معجزات كثيرة وشفى المرضى وأقام الموتى سينقذ نفسه من هذه التجربة من بين يدي هؤلاء الأشرار، وتابع: كما كان في وسط التلاميذ من باع السيد المسيح ومن أنكره، ومن شك فيه، كما هرب الجميع عند الصليب، ماعدا شخص واحد فقط وهو يوحنا الحبيب.
واستطرد: لكن عندما قام السيد المسيح من الأموات كان من الصعب أن يعود التلاميذ لحالة الفرح التي فقدوها قبل القيامة، بدليل عندما جاءت مريم المجدلية وبشرتهم بقيامة السيد المسيح لم يصدقوها، وكذلك تلميذي عمواس، كما جعل السيد المسيح يرون بأنفسهم يديه وجنبه ، وبعد براهين كثيرة بدأ فرحهم المفقود يعود لهم، وأخيرا في ظهور للسيد المسيح قيل “فرح التلاميذ إذ رأوا الرب”، كانت القيامة بالنسبة لهم نقطة حياة، بعدما ماتوا روحياً، بعد أن أراهم نفسه تحول حزنهم إلى فرح وقال لهم لا أحد ينزع فرحكم منكم، وهذا ما فعل تغير كامل في حياة التلاميذ وكل الذين أمنوا بالسيد المسيح، حيث استمر الفرح معهم مهما تعرضوا لإهانة وتعزيب من أجل اسم المسيح .
وأكمل: كما نجد أن الرسائل تحدثت عن الفرح.. “فرحين في التجارب وفي الضيقات”، ومعلمنا يعقوب في رسالته يقول “أحسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة”، حيث أصبحت التجارب والضيقات والاضطهادات مصدر فرح لأولاد الله، ونجدهم كانوا يرتدون ثياب العرس عندما يذهبوا إلى الاستشهاد. بسبب الفرح العجيب الذي دخل قلبهم.
وختاما تسأل نيافته: لماذا أصبحت الناس في حالة ضيق بسبب التجارب والوباء؟علينا أن ندرك أن عدو الخير لا يريد أن يتركنا وشأننا، ويريد أن يوقعنا في التجارب ومن أشهر هذه للتجارب، تجربة اليأس وضربة الشك وكذلك ضربة الخوف، وتابع أننا نصلي إلى الله ليرفع عنا التجارب، ويحمينا من ضربات اليأس والشك والخوف.