ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، عظة قداس ترقية خمسة من الآباء الأساقفة إلى رتبة مطران بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية، وذلك وسط حضور لفيف من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والرهبان والإكليروس والشعب ووفود من القيادات الرسمية من دولة السودان وألمانيا ومحافظة أسيوط.
ويأتي هذا القداس تزامناً مع الاحتفال بمرور 17 قرن على انعقاد مجمع نيقية.
وقد بدأ قداسة البابا العظة قائلاً:
“إن هذا اليوم المبارك هو الأحد الثاني من شهر هاتور، وشهر هاتور نسميه “شهر الزرع” ونقول في الأمثال المصريه القديمة “شهر هاتور ابو الذهب المنثور” فيه تتم زراعه القمح وفيه تبدأ قطرات المطر تنزل فتكون مثل “الذهب المنثور” واليوم هو الأحد الثاني والذي بعده يعقبه بيومين “صوم الميلاد” كل عام وانتم بخير، وهو أول أصوام السنه الكنسية، وفي شهر هاتور في الآحاد الثلاثه الأولى نقرأ فيها “مثل الزارع”ولكن توجد عباره يتم ترديدها في “الأحد الأول والثاني والثالث من شهر هاتور وهي: “من له اذنان للسمع فليسمع” وتلك الآية هي المقدمة لمن يريد أن يستفيد بصوم الميلاد المجيد، وهي عباره في غايه الأهمية “من له أءنان للسمع فليسمع” وكما نعلم جميعاً أن هذه العبارة تكررت في سفر الرؤيا العديد من المرات، وسفر الرؤيا هو السفر الأخير والذي نسميه “سفر الخروج إلى الأبدية” وهو السفر الذي يؤهلنا لحياة السماء، فإن تلك الآية تتكرر “من له اذنان للسمع فليسمع”.
– في الأحد الآخير من شهر هاتور الكنيسة تقدم لنا مثلاً إنسان لكن ٱذنه الداخلية لا تسمع وهو “الشاب الغني” فحينما جاء إلى السيد المسيح يسأله عن الحياة الأبدية وظل يتحاور مع السيد المسيح إلى أن وصل لنقطة ضعفه وهي “محبه المال” فكان الشاب متعلقاً بالمال وتوجد علاقه قوية بين الأذن والقلب والسيد المسيح يقصد القلب والطاعة.
وتحتفل الكنيسة في شهر كيهك بالسيدة العذراء مريم التي سمعت وأطاعت، عندما جاءتها البشاره كانت تسمع بالأُذن الخارجية والداخلية وقالت: “هوذا انا أمة الرب ليكن لي كقولك” ويأتي السؤال أيها الأحباء “من له أذنان للسمع فليسمع” ما المطلوب أن نسمعه؟
ومن الأصوات التي يجب أن نستمع إليها ونطيعها هي:
– صوت الإنجيل المقدس:
نستمع لصوت الإنجيل بكل أسفاره وآياته فهو رسالة مرسلة من الله لكل أحد فينا وهذه الرساله متجدده في معانيها وفي استقبالها. والكنيسة توصينا بأن نسمع كلمات الإنجيل يومياً، لا نقرأ الإنجيل على سبيل المعرفه ولكن على سبيل البناء الروحي، إن كلمه الإنجيل وتبنيك روحياً ،والايه الشهيره التي نحفظها جميعاً “في “إنجيل متى ٤: ٤” “ليس بالخبزه وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمه تخرج من فم الله” لكي تنتعش روحك.
– القديس أنطونيوس أب والرهبان، عندما جلس في الكنيسة واستمع إلى آية: “إن أردت أن تكون كاملاً…” وكانت هذه الايه بمثابه رساله خاصة إلى قلبه فاستمع إليها واطاعها، وقام ونفذها وسار في الصحراء وصار ناسكاً وصار أول الرهبان ومؤسس الحياه الرهبانية.
– صوت الصلاة:
وعند ما نستمع الأب الكاهن ومردات الشمامسة نجد “نداءات الصلاة”
– الشماس يقول في أحد المردات: “قبلوا بعضكم بعضاً بقبلة مقدسة” ونُقبل بعضنا بعضاً من خلال تقبيل الآيادي، هذه ليست حركة شكلية فقط، ولكنها تعني أن يكون لكم مصالحة مع كل أحدٍ”
– يقول الشماس في مرد “أيها الجلوس قفوا” هنا يقصد بها القيام من الجلوس في الخطية، طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشوره الأشرار وفي طريق الخطاه لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس”
– يقول الشماس مرد “وإلى الشرق انظروا”
ليس مجرد النظر الشرق ولكن تعني الإستعداد إلى مجيء السيد المسيح الذي سيأتي من المشارق موطن النور. ويقصد هنا “هل انت مستعد إلى مجيء السيد المسيح؟” فقد يأتي المسيح الآن أو غداً أو في نصف الليل، “فهل أنت في حاله إستعداد؟.
-أصوات نداءات الصلاة:
نداءات الصلاة هي رسائل موجهة لنا لكي ما نستجيب لها، “من له أذنان للسمع فليسمع”
.
– طلب المشورة:
– لكل منا اب اعتراف أو مرشد روحي، ففي جلسة الإعتراف الرسمية حينها يعطي الله “لأب الإعتراف” الكلمات المناسبه للشخص المعترف، فالانسان الذي يمشي بمشورة اب اعترافه ويستمع ويطبق يسعد بالحياه الروحية.
– الاستماع لصوت الآباء وإرشادهم، فعندما نرسم شماساً ثم يصير كاهناً، نعطيه لقب “ابونا” وهذه الكلمة هي كلمة كبيرة في معناها وهو “أب” يطلب المشهورة والحكمة والإرشاد، فإستمع إلى صوت أب اعترافك.
– الاستماع لأصوات وأحداث الطبيعة والأحداث اليومية:
فما يحدث في العالم هو يحدث بسلطان من الله وبالتالي ما يحدث في العالم كله من أحداث واخبار فاعلم ان تلك هي رسائل يرسلها الله من خلال الاحداث اليومية والحياتية لكي نتعلم ونستمع ونفهم، فحينما تستمع او تقرأ كتاب تجد فيها رسائل روحية، إن الله يضع خطة لحياة كل إنسان.
وأضاف: نحن في هذا الصباح المبارك نختتم احتفالات الكنيسة على بمرور 17 قرن على إنعقاد مجمع نيقية،في شهر اكتوبر استضافت الكنيسه لأول مره المؤتمر الدولي لمجلس الكنائس العالمي احتفالاً وتقديراً لآباء مجمع نيقية وفي مقدمتهم “البابا الكسندروس والشماس اثناسيوس” الذي صار فيما بعد “البابا اثناسيوس الرسول” واحتفلنا في الآيام الاخيره ببعض العروض المسرحية والترانيم والأشعار الجميلة والتي أحيت وجددت فينا مشاعر مجمع نيقية الذي ندين له بتذكار قانون الايمان وصياغه الإيمان في صوره قانونية نرددها ونصلي من أجلها على الدوام، ويوم الجمعة “أول أمس” كانت توجد فرصه لمسابقه كبيره في الأبحاث المتعلقه بمجمع نيقية فتقدم لها حوالي 120 باحث واللجنة المنظمة اختارت ثمانية أبحاث، تم عرضها علينا في حضور عدد كبير من الأحبار الأجلاء والآباء الكهنه والأساتذة والرهبان والراهبات والمعلمين في الكليات الاكليريكية وقدموا ثمانية عروض لأبحاثهم غايه في الجمال والتنوع الفائدة، واعتقد أن جميعنا استفدنا من ذلك، ثم نختتم بهذه البركه الكبيره في إقامة الآباء المطارنة في الكنيسة وكما قلت في الصباح: “أن إضافة عدد من الأحبار المطارنة إلى الكنيسة هي إضافة خبرة وتجديد وتطوير وبركة لكنيستنا المقدسة”.
واختتم قداسته قائلاً: إن الأحبار الأجلاء الخمسة يخدمون في خمس دول وهم: “نيافه الأنبا يؤنس في مصر في بأسيوط، نيافة الأنبا صرابابمون في السودان، نيافه الأنبا انتوني في ايرلندا وانجلترا، نيافه الأنبا برنابا في تورينو وروما، نيافه الانبا دميان في شمال ألمانيا”وبذلك تاسست الخدمة بالآباء الذين يخدمون في أوروبا، هؤلاء هم الآباء المؤسسين للخدمة في كنائس أوروبا وعملهم كبير، وهم الآباء الأول في تلك الايبارشيات وقبلهم لم يكن هناك اساقفة، فهم المؤسسين لوجود الكنيسه القبطية هناك، لذلك حينما ألقى الآباء الكلمات بكل اللغات لكي ندرك أن الكنيسة القبطية امتداد لكنائسنا وامتداد العمل والخدمة والكرازة، حتى الاباء الاحبار الأجلاء اقتنوا لغات تلك الدول. وهم الاباء المحبين الذين يتعبون في تأسيس هذه الكنيسة هناك. لذلك نذكر اسمائهم ونصلي من أجلهم دائما في القدسات.








