أطلقت وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار، أبرز وأهم منصة ثقافية رقمية تحمل اسم "ثقافة"، وتتضمن مساحات واسعة للعمل الإبداعي الثقافي ، بهدف إبداع مناخات التشاركية والانفتاح على الفضاءات العالمية، ووضع المملكة الأردنية الهاشمية تاريخا وحضارة وإبداعا على مسار مصادر المعرفة، والتعريف بالثقافة والهوية، السردية الوطنية “ثقافتنا-هويتنا”.
وتسهم المنصة في وعي تقني رقمي يتعامل مع الذكاء الصناعي، وتوفير حاجات الكتاب وأصحاب الصناعات الإبداعية والفنية، أيضا تأسيس فضاء ثقافي افتراضي يجمع المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والصناعات الثقافية في الأردن.
وقالت النجار، خلال احتفال إطلاق المنصة، إنها تأتي انطلاقا من رؤى الملك عبدالله الثاني، عاهل الأردن، لتحديث وتوطين المعرفة والاستفادة من التطور التكنولوجي، ومن توجهات الحكومة للانتقال للفضاءات الرقمية، مضيفة أنها رؤية تعمل عليها وزارة الثقافة الأردنية، مع تعزيز التشاركية والانفتاح على الفضاءات العالمية، ووضع الأردن تاريخا وحضارة وإبداعا على مسار مصادر المعرفة، والتعريف بالثقافة والهوية الوطنية.
حضر الاحتفال وزراء الشباب محمد النابلسي، والدولة للشؤون القانونية الدكتورة نانسي نمروقة، والصحة الدكتور فراس الهواري، والعدل الدكتور أحمد الزيادات، وكان إطلاعهم مهما في متابعة تحديات وقدرات الثقافة الإبداعات الأردنية وتواصل ها مع السياسات الثقافية في البلاد العربية والعالم.
مدونة للمشهد الفكري والمعرفي
أشارت النجار، في حضور صناع الثقافة والإبداع والكتاب ومسؤولون وسفراء دول عربية وأجنبية صديقة وممثلو بعثاتهم الثقافية وفاعليات ثقافية وفنية، إلى أنّ إطلاق منصة "ثقافة" ضمن الاحتفالات الوطنية بمناسبة اليوبيل الفضي لتسلم الملك سلطاته الدستورية، وتتويجا توثيقيا للمنجز الثقافي ومدونة للمشهد الفكري والمعرفي في عهده، مع العبور بأمل وتفاؤل إلى المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية.
أكدت وزيرة الثقافة الأردنية، “أن الأردن سيبقى صوتا للحق والعدالة، ويستحق جميعا أن نحتفي بنجاحاته وإنجازاته مع الثبات على مواقفنا الوطنية، وأن الجميع مع الوطن واستمرارية نهضته وتطوره، وأن وزارة الثقافة تعمل بتشاركية مع الوزارات الأخرى، وكذلك مع مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني”.
استطردت، أنه خلال 25 عاما وبرؤى من الملك عبد الله الثاني، استثمرت بالبنى التحتية بإنشاء المراكز الثقافية، ويحتفى بهذه المنجزات ومنها هذه المنصة التي تجمعنا وتجمع المشهد الثقافي والسردية الوطنية الأردنية، وكذلك سردياتنا الفردية ضمن الرؤية الجمعية للسردية الوطنية الأردنية بكل ما للكلمة من معنى وبعمق أردني.
أوضحت أنّ "المنصة" تهدف إلى تأسيس مجتمع افتراضي يوفر الفرصة للتواصل بين المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي في الأردن وخارجه، وبناء قواعد بيانات تضم المهتمين والفاعلين في العمل الثقافي في مختلف الحقول الإبداعية، مؤكدة أن المنصة تشكل عتبة مهمة للانفتاح على حقول الأدب في الرواية والشعر والقصة، والفنون البصرية والفن التشكيلي والحرفي والصناعات الثقافية الإبداعية، كما تمثل وسيلة للاشتباك الإيجابي مع التيارات النقدية والفنية والتشبيك الجاد مع جميع المؤسسات الفاعلة وعلى رأسها مؤسسة ولي العهد من خلال مشروع 42 لوضع الثقافة الأردنية على منصة الإبداع العالمي ومداراتها.
إحياء التراث المادي وغير المادي وصناعة النشر
تابعت، أن المنصة تسعى إلى مواكبة التطورات التقنية والإبداعية في مجالات إحياء التراث المادي وغير المادي وصناعة النشر والتحولات المعرفية والاتجاهات النقدية والمدارس الفنية للارتقاء ومواكبة الإنتاج الثقافي والفكري والمعرفي المرئي والمسموع في الأردن كما ونوعا، فضلًا عن أنها توفر أرشيفا متكاملًا يعمل بصورة تفاعلية ويتكامل مع إنتاج المحتوى الثقافي في الأردن، فضلا عن فرص استثمار المنصة في استشراف وارتياد المستقبل، من خلال البرامج والتطبيقات والتمكين والتدريب.
قالت الوزيرة النجار، إن وزارة الثقافة الأردنية تتطلع من خلال إنشاء المنصة إلى أن تلبي متطلبا اجتماعيا، وتسهم في دفع عجلة الإنتاج، وتكون ذراعا للدخل الوطني، وتوفر فرصا للتدريب والتمكين وعمل الشباب الأردني الطموح من خلال المساحات الرقمية الجديدة، فتشكل أسواقا جديدة من شأنها دعم اقتصاديات الثقافة التي أصبحت من مصادر الدخل القومي التي يعوّل عليها في إيجاد نسب نمو وتوفير فرص عمل حقيقية تستند إلى فعل إنتاجي مرتبط بالإبداع والابتكار.
اختتمت، بأن منصة "ثقافة"، حدث لتأكيد أهميّة المواكبة المستمرة للمثقف والمبدع الأردني على أحدث الوسائل والأساليب التي تحقق تميّزه وحضوره على خريطة الإبداع العالمي، وهو يؤدي رسالته الحضارية التي تعبر عن أصالة الأردن وقدرته على التميز والريادة والابتكار.
ضم حفل الإطلاق، جر عرض فيلم توثيقي عن المنصّة وأهدافها، وحول وعى الثقافة في الأردن، هويتنا ثقافتنا، كما تناول الصناعات الثقافية، كان ما قدمته الفنانة المطربة الأردنية " مكادي نحاس" بمصاحبة 7 عازفين، بارزا مؤثرات، بالأخص أغنيتها الوطنية الجديدة "أرفع جبينك" بمناسبة اليوبيل الفضي.