كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن انتحار أحد ضباط جيش الاحتلال بعد استدعائه مرة ثانية للخدمة في قطاع غزة والمشاركة في الحرب بها بالرغم من إصابته من اضطرابات عقلية قوية بسبب قسوة الحرب والصدمة منها.
انتحار أحد قائد سرية فى جيش الاحتلال بسبب حرب غزة
وقالت الصحيفة إن جيش الاحتلال لم يكن ينوي الإعلان عن انتحار أحد الضباط، ولكنه تراجع في اللحظات الأخيرة، حيث قرر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت الاعتراف بالكارثة وانتحار أحد المجندين الذي يدعى باليران مزراحي وهو جندي احتياط شارك في بداية الحرب في غزة وانتحر بعد استدعائه للحرب مرة أخرى.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إنه في نهاية المشاورات التي أجريت بين وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الأركان، وبعد فحص أجراه رئيس هيئة مكافحة الفساد، أبلغ ممثلو جيش الاحتلال مساء أمس الأربعاء عائلة مزراحي بأنه سيتم الاعتراف به كجندي في جيش الدفاع الإسرائيلي ويتم دفنه بطريقة عسكرية.
وكشف تحقيق أجراه جيش الاحتلال عن تفاصيل اللقاء الذي تم بين مزراحي قائد السرية وجندي آخر، والذي جرى يوم الانتحار، حيث كان اجتماعا تحضيريا للعمل العملياتي، الذي كان من المفترض أن يقوما به خلال أيام، ولم يكن لقاء على سبيل الصداقة كما زعم التحقيق الأولي.
وتبين أيضًا أن الاجتماع تم كجزء من عمل مزراحي، لأنه في البداية، ادعى جيش الاحتلال أن مزراحي انتحر عندما لم يكن في الخدمة الفعلية ورفض تقديم مراسم الدفن العسكرية له.
وأضافت الصحيفة أن مزراحي، 40 عامًا، من معاليه أدوميم، ترك وراءه زوجة وأربعة أطفال، كان سائق جرافة في الهندسة القتالية وتم استدعاؤه للخدمة الاحتياطية في 7 أكتوبر، وتعرض لمشاهد قاسية، من بين أمور أخرى عندما ساعد في إجلاء الجثث، وفي وقت لاحق كان من بين الأوائل الذين دخلوا قطاع غزة، وتعرضت فرقته أثناء القتال لإطلاق نار كثيف وأصيب بعبوة ناسفة.
وتابعت أنه مع انتهاء الجولة القتالية الأولى في قطاع غزة، تم تشخيص حالة مزراحي على أنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة من قبل وزارة الدفاع الإسرائيلية وبدأ في تلقي المساعدة التي يستحقها.
وأشارت إلى أنه بالرغم من ذلك، تم استدعاؤه مؤخرًا بموجب الأمر 8 للخدمة الاحتياطية الإضافية، والتي كان من المقرر أن تبدأ اليوم الخميس.
وأضافت الصحسفة أن استدعاء الجنود الذين تم تشخيص إصابتهم بعد الصدمة بموجب الأمر رقم 8 ليس بالأمر غير المعتاد، وبسبب حالته تقرر أن المزراحي لن يدخل إلى قطاع غزة، ولكن جيش الاحتلال كان له رأي آخر، ليقرر مزراحي إنهاء حياته يوم الجمعة الماضي.