الدراسة عادت إلى «الروضة الثانوية».. لكن «الحياة توقفت»
28.11.2017 23:53
تقاريركم الصحفيه Your Reports
الوطن
الدراسة عادت إلى «الروضة الثانوية».. لكن «الحياة توقفت»
حجم الخط
الوطن

مكان بدا مهجوراً، رغم تلك اللافتة التى تعلوه، تعلن أنه مدرسة الروضة الثانوية المشتركة، التابعة لإدارة بئر العبد التعليمية، المنطقة التى أصبحت الأشهر عبر كل محركات البحث، بعدما قدمت 305 شهداء، و128 مصاباً فى حادث إرهابى هو الأبشع من نوعه، إذ استهدف المصلين العزل فى المسجد، كان من بينهم 27 طفلاً، هم بعض طلاب هذه المدرسة، التى استأنفت الدراسة أمس بعد انقضاء فترة الحداد الرسمى، لكنها لم تستأنف الحياة بعد.

طابور خاوٍ، أو هكذا بدا، وحضور ضعيف، كبار اتشحوا بالسواد، لفقد قريب أو عزيز، وصغار هالتهم الصدمات المتوالية، فأقلهم فى الفقد، فقد صديقه، وأكثرهم فقد الشقيق والأب والخال والعم والأقارب والجيران، لم تتوقع مارتينا ماهر، مدرسة الحاسب الآلى بالمدرسة أن ثمة حضوراً فى هذا اليوم، لكنها فوجئت بقليل من الطلبة، لم تتمالك نفسها، وهى تستقبلهم على باب المدرسة «أصعب يوم فى حياتى، فقدت مدرستى بأكملها فى الحادث».. تنهمر دموعها «ربنا يعينهم على اللى هما فيه أكيد مش هيكونوا عندهم القدرة على الدراسة واستيعاب المواد بعد اللى حصلهم».

مُدرسة الحاسب الآلى تنعى شهداء المدرسة: المدير والإدارى وأولاده وعدداً من الطلبة.. «مش عارفة هادخلها تانى إزاى؟» 

المدرسة قدمت شهداء كثيرين، تعددهم مارتينا «المدير محمد سليم، وكان معه أولاده الثلاثة، ومصطفى عامر، مدرس الرياضيات، وعمر سليمان إدارى وسكرتير المدرسة ومعاه ابنه، كلاهما حصل على لقب المدرس والإدارى المثالى العام الماضى على مستوى المدرسة و3 من الطلاب.. بقية الطلبة فقدوا آباءهم وأقاربهم، ولم يتبق فى المدرسة سوى بعض الطلاب والمدرسين المغتربين عن القرية».

لم يمح من ذاكرة مارتينا آخر حوار دار بينها وبين مديرها قبل الحادث «قالى هديكى أجازة شهر لما تيجى تتجوزى بس متسبيش المدرسة وتتنقلى.. مكنش يعرف أنه هو اللى هيسيبنا».. تسهب المدرسة فى الحكى عن شهداء المدرسة من الطلاب، والذين كانت تجمعهم حصة الحاسب الآلى كل خميس، من بينهم الطالب عبدالخالق حمدان، من العشرة الأوائل على إدارة بئر العبد التعليمية، والشهيد أحمد موسى، والشهيد إسماعيل يونس، والشهيد محمود شعيشع، تتذكر آخر ما جمعها بهم «كان كلهم أول ما يرن جرس الفسحة ييجوا عندى المعمل ويفتحوا الأجهزة ويقعدوا عليها، مش قادرة أتخيل أنهم مش هييجوا المعمل تانى، كنت جايبة استيكر وألوان عشان نزين بيها الأجهزة بس خلاص كل حاجة حلوة ادمرت».

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.