ينظم المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى، الخميس، الحفل الختامى لمئوية ميلاد البابا شنودة الثالث، وذلك بالمسرح الكبير فى قاعة المنارة للمؤتمرات بالتجمع الخامس، حيث يُرفع الستار فى تمام الساعة الثامنة مساء، ليتضمن الحفل العديد من الفقرات المستوحاة من تراث البابا الراحل.
كان المركز نظم فعاليات اليوم الثانى من مؤتمر «مئوية ميلاد البابا شنودة الثالث»، ١٩٢٣- ٢٠٢٣، برعاية قداسة البابا تواضروس الثانى ونيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام رئيس المركز، بحضور مجموعة من الآباء الكهنة والباحثين والإعلاميين والشخصيات العامة.
بدأت فعاليات اليوم الثانى للمؤتمر بجلسة بعنوان «البابا المعظم»، وشهدت تقديم ورقة بحثية بعنوان «منهج وملامح التعليم اللاهوت عند مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث» قدمها الدكتور القس بيشوى حلمى، أستاذ اللاهوت العقيدة والحوارات المسكونى بالكلية الإكليريكية، إلى جانب ورقة بحثية بعنوان «الأبعاد التربوية فى تعاليم قداسة البابا شنودة الثالث.. دراسة تحليلية» قدمها الباحث عماد شوقى، أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة جنوب الوادى، وورقة بحثية أخرى بعنوان «البابا شنودة وكبرى الجامعات والهيئات العلمية» قدمها ملاك بشرى حنا، الباحث بمركز معلم الأجيال، واختتمت الجلسة الأولى بورقة بحثية حملت عنوان «البابا الراهب والإنسان» عرضها الراهب القمص بولس الأنبا بيشوى، سكرتير قداسة البابا شنوده الثالث.
فيما ناقشت الجلسة الثانية موضوع «البابا والمرأة والشباب ومدارس الأحد»، وتم خلالها عرض ورقة بحثية بعنوان «البابا شنودة والمرأة» قدمتها تاسونى كيرية من كنيسة السيدة العذراء بالزيتون، والباحثة بمركز معلم الأجيال، وورقة بحثية حول «رعاية الشباب فى تعاليم البابا شنودة وطرق تطبيقها» قدمتها نرمين سمير، الحاصلة على ماجستير إعلام وباحثة بجامعة الإسكندرية، وورقة بحثية أخرى بعنوان «البابا شنودة ومدارس الأحد» قدمتها تاسونى ايرينى، المدرس بالكلية الإكليريكية ببورسعيد، وأدار الجلسة القمص صرابامون ملاك.
وحملت الجلسة الثالثة عنوان «البابا والوسائط الروحية» وشهدت تقديم ورقة بحثية بعنوان «اللسان النارى» قدمتها جاكلين رمزى عمانوئيل، وورقة أخرى بعنوان «البابا الروحى» قدمتها الدكتورة دينا إبراهيم سليمان، مدرس تاريخ وآثار مصر والشرق الأدنى القديم، واختتمت الجلسة بورقة بحثية بعنوان «البابا شنودة الثالث المعلم كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحى نموذجًا» قدمها القس أرسانيوس سامى، كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بأبوكبير، وأدار الجلسة نيافة الأنبا مارتيروس، الأسقف العام لكنائس شرق السكة الحديد.
كما تضمن المؤتمر جلسة بعنوان «البابا والأسرة» قدمها نيافة الحبر الجليل مطران بولا، مطران طنطا، إلى جانب جلسة أخرى بعنوان «البابا ورعاية الكهنة» قدمها القمص رويس مرقس، راعى كنيسة السيدة العذراء غبريال بالإسكندرية، وكيل البطريركية السابق بالإسكندرية.
المطران منير حنا: عشق التدريس وساعد إخوة الرب وأول من أطلق «الأحوال الشخصية» الموحد
قال المطران منير حنا، رئيس الكنيسة الأسقفية السابق، الذى جمعته علاقة صداقة مع البابا شنودة الثالث، إن البابا الراحل ظل محافظًا على ذاكرته حتى فى أواخر أيامه، ولم يكن المرض يؤثر فى قدرته على أداء مهامه الروحية والإرشادية، وظل كذلك حتى آخر عظة أسبوعية قبل وفاته بـ١٠ أيام.
وأضاف أن البابا تعامل بجدية مع ملف الأحوال الشخصية، وكان صاحب أول مبادرة لقانون الأحوال الشخصية الموحد، ونجح فى إطلاقها، وكان يريد أن يحل تلك الأزمة، وفى عام ١٩٩٧ دعا رؤساء الطوائف المسيحية للاجتماع بشكل مستمر وصياغة قانون موحد، واستمرت الاجتماعات على مدار عام، واشترك فيها كل الطوائف ومجموعة من كبار القانونيين.
وبيّن أن الكنائس المسيحية اتفقت للمرة الأولى على قانون موحد للأحوال الشخصية، يضع أكثر من سبب للطلاق، وليس الزنا وحده، مثل استحالة العشرة والهجر وحالات الجنون والأمراض المعدية، مضيفًا أن البابا كان يريد أن يحل تلك الأزمة من جذورها، لكن ظل القانون حبيس الأدراج بعد وصوله مجلس الشعب عام ١٩٩٨.
ورأى أن البابا شنودة ترك إرثًا سياسيًا واجتماعيًا كبيرًا، فضلًا عن الجانب العلمى، إذ كانت الكتب والمؤلفات أكثر الأشياء التى تركها، وكان فى حياته حريصًا على النصح والإرشاد والالتزام بمواعيد اجتماع الأربعاء.
وتابع: «كان يهتم بالفقراء ودعم خدمة مدارس الأحد التى أسسها، كما اهتم بالشباب ويعتبر أول بطريرك يؤسس أسقفية خاصة للشباب، كما رسم أسقفًا لها وهو الأنبا موسى».
وأكمل: «ترك لنا إرثًا فى خدمة المجتمع بتأسيس وتنمية أسقفية الخدمات، كما توسع فى دعم نشاط الكنيسة حول العالم، فسجل اسمه بحروف من نور فى تاريخ الكنيسة العالمى، حيث يراه أبناؤها المعلم الفريد والراعى والحامى للعقيدة والإيمان واللاهوت».
وقال: «البابا عمل مدرسًا بعد تخرجه قبل أن يصبح راهبًا، وكان يُعلم فى المدرسة التابعة للكنيسة الأسقفية، وهى مدرسة السلام بكوبرى القبة، واستنادًا إلى خبرته فى التعليم، أنشأ خدمة مدارس الأحد وساعد فى انتشارها فى الكنائس، كما درس فى الكلية الإكليريكية، لأن التعليم كان فى دمه، وكان يعشق تلك المهمة ويؤديها كرسالة روحية».
وتابع: «كان معلمًا فريدًا ولا يوجد أسقف أو بطريرك فى العالم فى مثل حرصه على تعليم أبناء كنيسته، وكان شديد الحرص على حضور اجتماعات يوم الأربعاء، وكان دائمًا ما يحرص خلال سفره على أن يعود قبل يوم الأربعاء ليترأس اجتماعه الأسبوعى».
وأردف: «من النادر أن نجد البابا شنودة معتذرًا عن اجتماع الأربعاء، فكان يعلّم الناس بطريقة بسيطة للغاية رغم منصبه الرفيع، فكان فريدًا فى كل شىء وكنت أستفيد منه على المستوى الشخصى عندما أحضر اجتماع الأربعاء الأسبوعى، وكنت أستفيد من تعاليمه».