أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ شرط أساسي لاحتواء الكارثة الإنسانية المستمرة، مشيرًا إلى أن استهداف إسرائيل وكالات الإغاثة في القطاع؛ يتنافى مع القيم الإنسانية.
وقال الرئيس، إن المباحثات مع رئيس الوزراء الهولندي تناولت تأكيد الالتزام باستكشاف سبل تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرًا إلى ضرورة وقف إطلاق النار في غزة واعتباره شرطًا أساسيًا لاحتواء الكارثة الإنسانية المستمرة.
جاء نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي خلال استقباله رئيس الوزراء الهولندي بقصر الاتحادية كالآتي:
عزيزي، دولة السيد/ مارك روته..
رئيس وزراء مملكة هولندا
الحضور الكريم،
اسمحوا لي في البداية.. دولة رئيس الوزراء.. أن أُرحب بكم في زيارتكم لمصر.. التي تعكس عمق العلاقات.. ومستوى التنسيق والتعاون المشترك بين بلدينا.
لقد تناولت مباحثاتنا اليوم.. تأكيد التزام البلدين.. باستكشاف سبل تدعيم العلاقات الثنائية.. في ضوء وجود آفاق أوسع للتعاون الثنائي.. في مختلف المجالات: السياسية، والاقتصادية، والعلمية، والثقافية.
وعكست المباحثات توافق الرؤى.. حول أهمية مصر كشريك موثوق فيه.. للاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء.. في مختلف المجالات ذات الاهتمام المُشترك.. بما في ذلك مكافحة الهجرة غير الشرعية.. ومكافحة الإرهاب.. ودعم تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.. بما يحقق المصالح المصرية الأوروبية.
اتفقنا أيضًا مع دولة رئيس الوزراء.. على وجود إمكانيات كبيرة.. لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.. وجذب مزيد من الاستثمارات الهولندية المباشرة.. في السوق المصري.. لاسيما في القطاعات ذات الاهتمام المُشترك.. ومن بينها قطاع الطاقة المتجددة والخضراء.
كما تم تناول قضية الهجرة غير الشرعية واللاجئين.. وأوضحت لدولة رئيس الوزراء.. الجهد الذي تبذله مصر.. باستضافة أكثر من ٩ ملايين ضيف في مصر.. يتمتعون بالخدمات العامة؛ مثلهم مثل المواطنين المصريين.. مؤكدًا ما تظهره تلك الحقيقة من ضرورة تعزيز الاستقرار في دول المنطقة.. بما يحد من ظاهرتي الهجرة غير الشرعية واللجوء.
السيدات والسادة،
ركزت مباحثاتنا بطبيعة الحال.. على الأوضاع في المنطقة.. وتحديدًا الحرب في قطاع غزة.. حيث أكدتُ مجددًا.. حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار.. وإنهاء إسرائيل أعمالها العدائية.. ودعوت في هذا الإطار دولة رئيس الوزراء الهولندي.. إلى بذل جهوده الصادقة في هذا الصدد.. باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا.. لإنهاء الكارثة الإنسانية.. في قطاع غزة.. وإنهاء مظاهر التصعيد والتوتر في مختلف أنحاء الإقليم كذلك.
إن ما تُمارسه سُلطة الاحتلال.. إزاء المدنيين في قطاع غزة.. يُمثل انتهاكًا جسيمًا.. للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.. ولقد حذرت مصر مرارًا.. من الخطط الإسرائيلية.. لجعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة.. كما تحذر مصر أيضًا.. من المُخطط الإسرائيلي.. لشن عملية عسكرية برية.. في مدينة رفح الفلسطينية.. بما يُهدد حياة ما يزيد على واحد ونصف المليون نازح.. تتحمل إسرائيل مسئولية حمايتهم.. وفقًا لقواعد القانون الدولي.
ونؤكد كذلك.. أن قرار بعض الدول.. تعليق مُساهماتها لوكالة "الأونروا".. يتنافى مع كافة الأعراف والقيم الإنسانية.. ويؤكد مرة أخرى.. التعامل مع حقوق الفلسطينيين بمعايير مُزدوجة.. فلا يُمكن أن نُعاقب وكالة أُممية بأكملها.. بسبب اتهامات لبعض الموظفين بها.. علاوة على ذلك.. فإن الأونروا تقوم بدور حصري.. في استقبال وتوزيع المساعدات في غزة.. ولا يجب المساس بهذا الدور.
السيدات والسادة،
لا يخفي عليكم.. أن ما يحدث بغزة أمام أعين العالم.. تقابله في الضفة الغربية.. سياسة مُعرقلة لحياة الفلسطينيين.. سواء من خلال إطلاق العنان لعُنف المستوطنين.. أو من خلال عمليات الهدم والطرد.. والاقتحامات العسكرية ومُصادرة أراضي مُدن الضفة.. فضلًا عن الأنشطة الاستيطانية.. وتكريس الاحتلال.
وأُود أن أختم كلمتي.. بالتأكيد على أن مُعاناة الشعب الفلسطيني.. في كامل الأرض الفلسطينية المُحتلة.. على مدار العقود الماضية.. لن تتوقف سوى بالاعتراف بدولة فلسطين.. ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.. والعمل على تنفيذ حل الدولتين.. وفقًا للمرجعيات الدولية.. وأن التسويف في حل تلك القضية.. يُعرّض المنطقة.. بل والعالم بأسره.. لمخاطر عدم الاستقرار.
شكرًا جزيلًا.