كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن السر وراء قرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، باغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وفؤاد شكر القيادي في حزب الله، هو انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من انتخابات الرئاسة الأمريكية خلال الشهر الماضي، وهو الأمر الذي منح نتنياهو الجرأة لتنفيذ سلسلة الاغتيالات التي تهدد استمرار مفاوضات الهدنة.
ما وراء اغتيال إسماعيل هنية في طهران؟
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن نتنياهو يسعى لتبرير موقفه أمام الإدارة الأمريكية، والتأكيد أن إسرائيل تعمل من أجل وقف إطلاق النار في غزة في أقرب وقت لتحرير المحتجزين، ولكن يبدو أن تصرفات نتنياهو أثارت الغضب الأمريكي في أحدث علامة على الخلاف العميق بين نتنياهو وبايدن منذ اندلاع الحرب قبل 10 أشهر.
وتابعت أنه في حديث وصفه مسئول أمريكي بأنه كان ساخنًا يوم الخميس، نفى نتنياهو أن تكون إسرائيل عقبة أمام اتفاق وقف إطلاق النار ورفض ادعاء بايدن بأن مقتل زعيم حماس إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية قد يخرب الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية وتحرير المحتجزين.
وقال مسئول حكومي إسرائيلي كبير، إن نتنياهو أصر على أنه لا يحاول عرقلة وقف إطلاق النار، وبينما أقر بأن وفاة هنية، المفاوض الرئيسي في محادثات وقف إطلاق النار، من شأنها أن تعطل التقدم لبضعة أيام، زعم نتنياهو أن ذلك من شأنه في نهاية المطاف أن يعجل بإتمام الاتفاق من خلال ممارسة المزيد من الضغوط على حماس، وفقًا للمسئول الإسرائيلي.
وزعم بايدن أن اغتيال هنية جاء في وقت سيئ، حيث جاء في الوقت الذي كان الأمريكيون يأملون أن يكون نهاية العملية، وفقًا للمسئول الأمريكي، وعلاوة على ذلك، أعرب بايدن عن قلقه من أن تنفيذ العملية في طهران قد يؤدي إلى إشعال فتيل الحرب الإقليمية الأوسع التي كان يحاول تجنبها.
ووفقًا للحكومتين، لم يبلغ الإسرائيليون الأمريكيين بخطة قتل هنية على الرغم من أن بايدن استضاف نتنياهو في البيت الأبيض قبل أيام قليلة.
وقال المسئول الإسرائيلي إن نتنياهو لم يرغب في تعريض الأمريكيين للخطر من خلال إعطائهم تحذيرًا مسبقًا، ومن جانبهم، لم يبد المسئولون الأمريكيون أي اعتراض على تركهم بدون معلومات.
وقال بايدن لموظفيه بعد المكالمة الهاتفية: "أنا قلق للغاية بشأن هذا الأمر، لقد عقدت اجتماعًا مباشرًا للغاية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مباشرًا للغاية، لدينا الأساس لوقف إطلاق النار، يجب عليه التحرك بشأنه الآن".
وبحسب الصحيفة، فإن توقيت ومكان تنفيذ عملية اغتيال هنية، كان بمثابة صدمة للإدارة الأمريكية، وهو ما انعكس في الاتصال الهاتفي بين بايدن ونتنياهو.