أسبوع يهزّ عرش زيلينسكي: انهيارات داخلية وضغوط دولية تهدد مستقبل رئيس الحرب
03.12.2025 09:49
اهم اخبار العالم World News
الدستور
أسبوع يهزّ عرش زيلينسكي: انهيارات داخلية وضغوط دولية تهدد مستقبل رئيس الحرب
حجم الخط
الدستور

شهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أسبوعًا عاصفًا هزّ أركان رئاسته وفتح الباب أمام تساؤلات حاسمة حول قدرته على الاستمرار في قيادة البلاد خلال الحرب.

 فخلال أيام قليلة، خسر مدير مكتبه المقرب، وأعلنت روسيا سيطرتها على مدينة بوكروفسك الاستراتيجية، بالتزامن مع تصاعد الضغوط الأمريكية التي تطالب كييف بتقديم تنازلات إقليمية من أجل السلام.

وبحسب صحيفة "تليجراف" البريطانية، تزايدت حدة الصراع السياسي داخل البرلمان الأوكراني بعد هجوم نواب المعارضة على رئيس البرلمان متهمين إياه بعرقلة ميزانية زيلينسكي، وسط دعوات علنية لاستقالة الحكومة.

زيلينسكي يحاول إظهار الثبات... ورسالة دبلوماسية إلى العالم

ظهر زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد لقائه فريق التفاوض العائد من واشنطن، مؤكدًا أن أوكرانيا تتعامل "بأقصى درجات الجدية" مع كل الجهود الدبلوماسية، ومشددًا على التزامه بـ"سلام حقيقي وأمن مضمون".

وبعد ساعات، حطّ في إيرلندا في أول زيارة رسمية منذ اندلاع الحرب، في محاولة لإظهار حضور دولي متماسك رغم العواصف الداخلية.

لكن خلف الأضواء، تبدو الرئاسة الأوكرانية أمام أخطر اختبار منذ 2022:

هل يستمر زيلينسكي في قيادة الحرب أم يصبح تشرشل جديدًا تُطوى صفحته السياسية قبل أن يتحقق السلام؟

سقوط الذراع اليمنى… استقالة يرماك تهزّ مركز السلطة

شكلت استقالة مدير مكتب الرئيس أندريه يرماك، الذي لطالما كان الذراع اليمنى لزيلينسكي، صدمة سياسية مدوية. وجاءت الاستقالة عقب مداهمة مكتبه من قبل هيئة مكافحة الفساد، ما ترك فراغًا واسعًا داخل مؤسسة الرئاسة.

ويرى الخبير السياسي فولوديمير فيسينكو أن زيلينسكي قادر "من الناحية الفنية" على الصمود، لكنه يشبّه فقدان يرماك بـ"بتر الذراع اليمنى"، مضيفًا أن التخلص من يرماك قد يكون مفيدًا سياسيًا لكنه سيكلف الرئيس كثيرًا على صعيد النفوذ والولاءات الداخلية.

فضيحة الـ 100 مليون دولار… ضربة قاسية لسمعة الرئيس

أثارت فضيحة الفساد المرتبطة بشركة الطاقة العملاقة "أوركينيرجو"والتي تقدّر قيمتها بنحو 100 مليون دولارتراجعًا في مكانة الرئيس داخليًا. وبرغم نفي يرماك لأي مخالفات، فإن سقوطه أرسل إشارة سياسية خطرة:

إذا كان أقرب المقربين لزيلينسكي غير محصن

واستغلت روسيا هذه الفضيحة في دعايتها، بينما رأت المعارضة الأوكرانية أن ما يحدث دليل على اهتزاز القيادة السياسية في كييف.

شعبية متراجعة ومعارضة أكثر جرأة

تدل استطلاعات الرأي الأخيرة (أكتوبر الماضي) على أن ربع الأوكرانيين فقط يرغبون في بقاء زيلينسكي بعد الحرب. وتشير تقارير داخلية غير منشورة إلى انخفاض متسارع في مستويات الثقة عقب الفضائح الأخيرة.

هذا الضعف شجّع خصومه وعلى رأسهم الرئيس السابق بيترو بوروشينكو، بالإضافة إلى نواب المعارضة وحتى بعض أعضاء حزب "خادم الشعب"، على التحرك بثقة أكبر ضد الرئيس.

أزمة ديمقراطية… والانتخابات التي لا يمكن تجنبها

رغم استمرار الحرب التي تمنع إجراء انتخابات دستورية، إلا أن الضغوط تتزايد داخل الأوساط السياسية لإيجاد طريقة لاستعادة الشرعية الانتخابية.

وتشير التوقعات إلى أن المستفيد الأكبر من أي انتخابات قادمة سيكون القائد العسكري السابق والسفير الحالي في لندن فاليري زالوزني، الذي يلتزم الصمت حاليًا.

حكومة وحدة وطنية… الحل الممكن في لحظة الانقسام

يرى مسؤولون سابقون أن خروج يرماك من المشهد يفتح الباب أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية شبيهة بتجربة تشرشل أثناء الحرب العالمية الثانية، تضم أحزابًا متعددة، وتمنح الحكومة غطاءً ديمقراطيًا أطول عمرًا وسط استمرار الحرب.

رئاسة على حافة الهاوية

بين ضغوط أمريكية، وفضائح داخلية، وتراجع في الشعبية، وخسائر ميدانية أمام روسيا، يجد زيلينسكي نفسه أمام أخطر مرحلة في مسيرته السياسية.

اترك تعليقا
تعليقات
31/12/1969 19:00:12

hk3rsp