بروفايل| القمص بيشوي كامل.. "قديس بلا جدال"
15.03.2019 16:06
تقاريركم الصحفيه Your Reports
الوطن
بروفايل| القمص بيشوي كامل..
حجم الخط
الوطن

عاش بتولا رغم زواجه، قابل مرضه بابتسامة، احتضن الفقراء وفضلهم عن نفسه وحياته، جسد المحبة مع مسلمين منطقته قبل مسيحيهم، عشق الجلباب الأسود وحلم بارتدائه راهبا، ليستيقظ من حلمه مرتديا جلباب الكهنوت راعيا لكنيسة وليدة بوسط الإسكندرية، ليصبح القمص بيشوي كامل، راعي كنيسة مارجرجس سبورتنج بالإسكندرية، منارة بمدينة الرب كما يُطلق عليها، فيُشعل الخدمة بها، ويحفر اسمه بحروف من نور في تاريخ الكنيسة القبطية المصرية التي رحل عنها جسديا منذ 40 عاما.

 

بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، وُلد سامي، في ديسمبر 1931، ونشأ في منزل والده كامل إسحق، تدرّج في التعليم حتى حصل على بكالوريوس علوم "قسم جيولوجيا"، ليلتحق بمعهد التربية العالي للمعلمين ويحصل على دبلوم تربية وعلم نفس متربعا عرش دفعته ليصبح معيدا بها، ويعمل كمدرس للكيمياء بمدرسة الرمل الثانوية للبنين بالإسكندرية، بجانب دراسته الفلسفة بكلية الآداب والعلوم اللاهوتية بالكلية الإكليركية.

 

وبينما يعد نفسه للاتجاه لطريق الرهبنة تقوده الأقدار لزيارة البابا كيرلس سادس، خلال رحلة كنسية، برفقة أطفال مدارس الأحد، ليجد رأسه تحت صليب البابا كيرلس السادس يرسمه قسا على كنيسة على خط الترام في "سبورتنج" لم تبن بعد، لكنها كانت تحتاج للراعي.

 

تزوج مضطرا في ظرف يومين، لكنه لم ينس شغفه بالرهبنة، فقرر أن يعيش حياة البتولية مع زوجته "أنجيل باسيلي"، التي رغبت في الرهبنة مثله، فإن لم يكن له أبناء جسديين نتيجة بتوليته إلا أنه نجح أن يكون أب لشعب الكنيسة بأكمله، حيث أول من فكَّر في إنشاء حضانة لأطفال الأمهات العاملات بالكنيسة، ليتم تعميم فكرته على كنائس الجمهورية.

 

على الرغم من وفاته صغيرا لم يتجاوز الـ48 عاما، إلا أنه نجح في 20 سنة ككاهن أن يؤسس 6 كنائس بالإسكندرية، خدم من خلالها آلاف المسيحيين والمسلمين معا، حيث كان يرى أن الخدمة تقدم للجميع دون تفرقة، فتمتع بالأبوة الروحية وصيد النفوس المبتعدة عن الله، يبدل ملابس الفقراء البالية بملابسه الجديدة، ويستر ملابسه البالية بجلبابه الأسود.

 

رحل الكاهن والأب عام 1979 بعد صراع مع مرض السرطان، فيما يبكي البابا شنودة الثالث على رحيل راعي وأب، فيرثيه قائلا: "إنه رمزا لخدمة روحية قوية، جهدا بنّاءً، درسًا لجميع الذين يريدون أن يخدموا في محبة وولاء، وله مزاره كتذكار حي لمحبته تجاوبت معها محبة شعبه"، ليتحول ذلك المزار إلى قبلة للمسيحيين والمحبين، لتصفه الكنيسة في ذكرى نياحته بكونه قديسا بلا جدال.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.