روى القمص سيرافيم مرقص داود، أهمية الرفق بالحيوان، مستدلا على حديثه بقصة واقعية في التاريخ الكنسي، عن القديس أندرونيكوس.
وقال مرقص داود: “حكى عن القديس أندرونيكوس أنَّه كان يقطن الصحراء، وكعادته كان يخرج من مغارته عند الغروب للتأمل، وفي إحدى المرات بينما كان القديس يسير في الجبل، رأى أسداً يُزمجر فخاف منه وابتعد قليلاً عنه، وأخذ يُصلّي لله وهو يرشم ذاته بعلامة الصليب، إلاَّ أنَّه لاحظ أنَّ الأسد رابض على الأرض وغير قادر على المشي، فلابد أنَّ رجله قد أصابها شيء، فلمَّا رأى شدة توجُّعه اقترب منه، وإذا بشوكة كبيرة تغوص في إحدى رجليه، فعندما نزعها هب الأسد مسرعاً بعيداً عنه”.
وأضاف: “تمر الأيام، ويُقبض على القديس في أيام الاضطهاد ويُلقى في جُب الأُسود الجائعة، وتشاء العناية الإلهية أن يكون في الجُب ذلك الأسد، الذي قد صنع معه معروفاً، ونزع الشوكة التي كانت تؤلمه من رجله، وكم كانت المفاجأة مثيرة، عندما رفض الأسد أن يلتهم القديس أندرونيكوس على الرغم من شدّة جوعه بل في منظر لا يتجسد بقلم كاتب عانقه وأخذ يُداعبه! إذ عرفه من رائحته ولم ينسَ ما فعله معه! إنَّها المَحبَّة التي لا تسقط أبداً حتى مع الحيوانات المفترسة”.
الجدير بالذكر أن القمص سيرافيم مرقص داود، رسم في تارخ 31 من شهر مارس لعام 2001، ورسم قسا ليخدم في كنيسة الشهيد العظيم مارمينا القبطية الأرثوذكسية، بمنطقة الشرفا، بمركز الصف، بمحافظة الجيزة، بمصر، وذلك بحسب قاعدة الأباء الكهنة المذكورة في الموقع الرسمي لكنيسة الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي للأقباط الأرثوذكس بحي الإبراهيمية بمحافظة الإسكندرية، وهو موقع رسمي ومعتمد من قبل في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الدراسات المسيحية والعلوم اللاهوتية.